تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سالم .

سالم . 2024.

سالم مواطن يكافح من أجل أسرته…يعمل صباحا ويلبي طلبات وحاجات أسرته مساءا
وفي الليل يقضي سهرته مع أهله أمام التلفاز أو ببعض الحوارات الأسرية الطبيعية..أو يسهر مع أصدقاءه في مقهى من المقاهي التي بدأت بالانتشار…
وهكذا يمضي أيامه وحياته على هذا المنوال راض بما قسمه الله له…
وذات يوم بدأت وجوه جديدة تدخل المقهى …وجوه قد صبغت بألوان الربيع…وأجساد ذات أنوثة فاضحة تتغطى بعباءة خليجية…حتى ليحسبهن من يراهن لأول وهلة أنهن ..مواطنــــــــــــــــــــــــا ت !!!
هذه الأجساد منذ أن تضع ثقلها المائل على ذاك المقعد حتى ترى الرجال الذين لم يتعودوا من نسائهم إلا الحياء وقد انجذبوا لهن بنظراتهم ..الساق فوق الساق والسيجارة لا تغادر تلك الشفاه المرطبة بالحمرة الداكنة ..ورموش لا تدري كم طبقة قد ألصقتها على بعض حتى تبدو كثيفة كأنه فرو أرنب …وتنتقل نظراتهن بين الجالسين….فتبعد من قائمتها تلك الوجوه الوافدة وتتركز على الوجوه المواطنة..ومن ثم تتبعها ابتسامات تذوب معها القلوب الضعيفة….وتتحرك وتتمايل في مقعدها لتركز عليها الأنظار اكثر….وتخرج هاتفها النقال.لتريهم أنها تملك الهاتف لمن أراد الاتصال !!!
مسكين صاحبنا ….لقد بدأت تلك الوجوه تأسره وبدأت جلساته في المقهى تطيل..وبدأ لا يرد على هاتفه….إذا كان من البيت…
مسكين صاحبنا فقد أسرته الماكرة بحركات الغنج والدلع ….وبدأت الأرقام تتناقل وبدأ ت حياته تتغير….اصبح جافا في بيته بارد المشاعر…..يتحجج كثيرا لكي يخرج بالرغم من أن المسكينة لا تسأله أين كان أو سيكون لأنها تعودت منه أن يخبرها أين سيتواجد
وتمضي الأيام….والأسابيع وصاحبنا قد بلغ الهوى منه مبلغا….فيتزوج الماكرة في السر…
ويستأذن زوجته بأنه يريد أن يعتمر وان يسافر مع أصحابه إلى الديار المقدسة….وتلح عليه المسكينة بان لا ينساها من الدعاء لها ولأولادها……
ويسافر مع الدمية الجميلة إلى باريس ولندن … وهناك يصرف عليها بالألوفات لأنها م**ورة الجناح لم يقم لها الحفل الذي يليق بها ولم يصرف عليها كثيرا…مسكينة !!!!!
ورجع صاحبنا إلى البلاد وأجر لها شقة مفروشة وبقي عندها عدة أيام.وبعدها اشترى لأهله الأقمشة وبعض التمر على أنها من المدينة وبعض الحلي…استقبلته بالورد والبخور…وتهافت عليه أبناءه يقبلونه ويحضنونه…ومن ثم يتجه إلى غرفة نومه طلبا للراحة….
وسارت حياته عادية مقسمة بين البيتين ..وطبعا مشاعره وهداياه للجديدة…وبدأت ميزانيته
تهتز ….وبدأ الإفلاس يلوح له من بعيد..لما لا…وقد اشترى للماكرة الأراضي في بلدها والمجوهرات.. ووضع لها في حسابها من الألوفات التي لم تره زوجته الأولى طوا ل حياتها معه… وبدأ يلاحظ أنها لاتشبع وطلباتها في ازدياد وكل ذلك على حساب زوجته وأولاده… وبدأ القناع في السقوط.وأحس بأنه ضحية وصيد ثمين ….أصبحت شقته مرتعا لرفقائه وصديقاتها للتعارف والجلوس مع بعض…وبدأت تتوسط في زواج صديقاتها من أصحاب الجيوب الممتلئة…
ولاحظ أنها لاتعرف الحياء وما عرفته يوما حتى أنه لاحظ إذا لم يلبي لها طلبا جرحته وطعنته في رجولته….وبدأ يلاحظ ويلاحظ
واعترف بعد سنوات العيش معها انه أخطأ وانه نادم…. ونظر إلى نفسه باحتقار كيف سمح لنفسه بان يخون تلك المبادئ الجميلة التي آمن بها..كيف سمح لنفسه بأن يغافل زوجته أم أولاده بنت بلاده التي كانت سببا لوصوله إلى ما وصل من عمل مرموق وحساب ضخم في البنك…
كيف سمح لهذه التي أوصلته إلى الحضيض أن تطعن في زوجته أم أولاده وتتفرعن عليها وتستهزأ منها ومن بنات بلده ..لماذا كان ح….. إلى هذه الدرجة!!!!!
وذات يوما وهو في طريقه بخطاه الثقيلة إلى شقته الكئيبة …سمع ضحكاتها التي أسرته من قبل ترن بين جدران العمارة فكشر عن أنيابه وفتح الباب ووجد البعض من رفقه وقد غلبه الخمر قد تمدد على الكنبة وبعضهم يسمع لنكاتها السخيفة نظر إليها طويلا ولم يتكلم….فتعجبت من وقفته..وفجأة بصق في وجهها وقال لها أنتي طالق.. طالق..وعاد أدراجه إلى بيته ليبتدأ صفحة نظيفة مع زوجه وأولاده……..ومع خالقه

متى يعي رجالنا..أن حلاة الثوب رقعته منه وفيه

وان بنت البلاد مافي أغلى منها………….

أختكم

السلام عليكم

بارك الله فيك يا أختاه على هذا الموضع وحقا متى يفوقوا الرجال من هذه الغفلة التي نهايتها ندم وحسرة حيث لا ينفع الندم.

وجزاك الله خيراً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.