إن الإسلام عندما أنار الأرض وما عليها من عقول وقلوب رفع من نظرة المجتمع إلى المرأة، وقرر وأكد جانباً طالما كان غائباً مجهولاً في علاقات الجنسين ، فقرر أنها ليست مجرد إشباع لغريزة الجسد وإطفاء لفورة الدم ، إنما هي اتصال بين طاقتين إنسانيتين من نفس واحدة بينهما مودة ورحمة ، وفي اتصالهما سكن وراحة ، ولهذا الاتصال هدف مرتبط بإرادة الله في خلق الإنسان وعمارة الأرض وخلافة هذا الإنسان فيها بسنة الله في خلق منهجه وشرعه ، ومن ثم عني الإسلام بالمرأة واتخذها قاعدة لبناء المجتمع الإسلامي ، وعدّها الحصن الذي تنشأ فيه الأجيال وتدرج ، فلا غرو أن وفر الإسلام الضمانات اللازمة لحماية ذلك الحصن وصيانته وتطهيره من كل ما يلوثه أو يدنسه ، وحدد له دوره ومسئوليته تحديداً دقيقاً كاملاً.
المقدمة الثانية :
إن الأخت المسلمة المرابطة إذا ما حسمت بحزم قضية ذلك الاختيار ــ والذي أشرنا إليه آنفا ــ وقطعت كل أرجحة أو لجلجة بين قيم الدنيا وقيم الآخرة .. بين الهبوط إلى حفر الأرض والصعود فوق سحب السماء .
إن الأخت المسلمة بعد أن حددت في قلبها بوضوح ذلك التصور الإسلامي الصحيح وخلّصت قلبها من كل وشيجة تحول بينه وبين التجرد لله والإخلاص له وحده دون سواه ..
بعد أن أحيت نفسها وارتفعت وصفت ورقت ،وجب عليها حينئذ أن تعلم أن تبعة ثقيلة قد ألقيت على كاهلها .. فمنذ أن حسمت خيارها لصالح الإسلام وقيمه ومثله ، أصبحت ـــ شاءت أم أبت ــ مثلاً يحتذى وقدوة لغيرها ، فأي حركة أو سكنه تصدر منها يراها الناس على أنها حركة الإسلام وسكنته ؛ لأن الناس للأسف تقيس الإسلام على الأشخاص مع أن الأصل أن الأشخاص هم الذين يجب أن يقاسوا على الإسلام . لذا وجب عليها أن تحذر أن تكون داعية ضلالة دون أن تدري فتحمل من الأوزار ما لا تطيق .
ورد في الحديث : ( من دعا إلى هدى فله أجرها وأجر من يعمل بها إلى يوم القيامة ما ينقص ذلك من حسناتهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من يعمل بها إلى يوم القيامة ما ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً ) ..
ومن هنا كان عليها أن تعرف دورها جيداً وتتأكد أن كل حركة وكل سكنه لها ــ بعد إخلاص النية لله ــ إنما هي وفق ذلك الدور الذي حدده ورسمه لها إسلامها فلا تحيد أو تميل فَتَضل وتُضل والعياذ بالله ..
القواعد الأساسية التي يقوم عليهادورالمرابطة :
بعد هاتين المقدمتين يمكن أن تتضح في الأذهان الركائز الأربعة التي ينبغي أن يقوم على أساسها دور المرأة المسلمة .. وهي ركائز ليست من عندياتنا أو من اجتهاد عقولنا أو وضع أقلامنا .. بل هي ركائز سماوية قرآنية سجلها رب السماوات والأرض .. من خلق الذكر والأنثى ويعلم الجهر وما يخفى .. هذه الركائز هي أمران ونهيان .. أمران أمر الله بهما نساء المؤمنين ، ونهيان نهى الله عنهما نساء المؤمنين ..
أما النهيان فهما قول ربنا جل وعلا : ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) وقوله سبحانه : ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ..
وأما الأمران فهما قول ربنا جل وعلا : ( وقلن قولاً معروفاً).. وقوله سبحانه : ( وقرن في بيوتكن )..
هذه الركائز مجتمعة تحظر على المسلمة إبداء مفاتنها ومغرياتها سواء كانت متعلقة بصوتها أو صورتها..
ومن هنا يتعامل الإسلام مع المرأة على أنها إنسان له قيمة وكرامة .. منوط بها دور يرتكز على هذه الأوامر وتلك النواهي .. وإليك تفصيل ذلك باختصار
يتبع
كتبه الاخ طلال القاسمى فك الله اسره
——-((التوقيع))——–
((وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ))الاية (6)
العنكبوتaljehadlover@hotmail.com
بوركت ..وجزاك الله خيرا.
أم عبدالرحمن.
——–التوقيع——–
وكم لله من لطف خفي **** يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر أتي من بعد عسر**** ففرج كربةالقلب الشجي
إذا ضاقت بك الاحوال يوما**** فثق بالواحد الفرد العلي
<IMG SRC="http://www.send4fun.com/IMAGES/bestfriends_shimmer_lg_clr.gif" border=0>