نسأل آباءنا ونٌسائِلهم .. أين كنتم من تلك الأحداث العظام .. أين مواقفكم ؟ ماذا ألهاكم عن واقعكم المرير آنذاك ؟
لماذا لم يسجل التاريخ عن هذه الحقبة تحرك الجماهير إلا لأجل قوت أو شهوة؟
لا تجد من الجواب إلا .. تلك أمة قد خلت .. !
وزماننا أيضا .. سيتحدث عنه التاريخ .. وسيقرؤه الأجيال ثم يُسائلونا .. أين كنتم ؟ ماذا فعلتم ؟
رأيتم المآسي تلو المآسي بصورة لم تتوالى من قبل إلا في عصر الغزو المغولي أو عهد ملوك الطوائف بالأندلس .. ثم لم يتحرك فيكم ساكن .. !!
ماذا قال التاريخ عن هذه العصور؟
والله لم يرحمهم .. ولم يعذرهم .. وما ذكرهم إلا وقرنهم بكل قبيح .. وألحق بهم كل مثلب ..
التاريخ لا يبرر .. ولا يحابي أحدا .. وعندما يدون فهو يقسم الأحداث تقسيما صارما لا دخل فيه للشجون والعواطف ..
أحداث كثيرة .. تدور في عصرنا .. لا يكفي مقال واحد لذكرها .. !!
يكاد يكون أبرزها -حيث لا يمر يوم إلا وفي وسائل الإعلام عنه خبر أو أكثر – إنه: حصار غزة
حصار ما أريد منه إلا الإذلال وترغيم الأنوف .. ليس لأهل غزة ..
فأهل غزة في صمودهم وصبرهم عزة لهم .. ورفعة لشأنهم
لكنه في الحقيقة إذلال لنا كأمة إسلامية عاجزة عن **ر هذا الحصار الذي أصبح لا يفرضه الكيان الصهيوني لوحده !!!
عندما يكتب التاريخ عن هذه الأحداث سيجلدنا بألسنة حداد .. ولن يتذكر لنا إلا العجز والخنوع .. ولن يبرر لنا التخاذل والخضوع ..!
من يحاصر أهل غزة ؟
قطاع غزة شريط ضيق على ساحل البحر المتوسط يتصل في جنوبه بأرض سيناء مع جارته المسلمة مصر .. وبقية حدوده محاصرة من قبل الكيان الصهيوني ..
لم يكن أهل غزة ليستجدوا من عدوهم طعامهم وقوتهم وشرابهم .. والدواء والكهرباء والحوائج الضرورية لمعيشة إنسانية ..
وما طالبوا بني صهيون عطاء يقتاتون به ليبقوا على حياتهم وحياة الضعفاء فيهم من النساء والأطفال ..
وإنما توجهوا شطر إخوانهم المسلمين من جيرانهم الأقربين ومَن خلفَهم استنصارا بهم ليرفعوا عنهم الحصار ..
.. ولكن ..
وكانت المواقف – مع الأسف – أشد خذلانا لهم بتعاون "أصحاب السيادة والسعادة والسمو" مع الكيان الصهيوني في حصار غزة !!
وأُغلق المعبر الوحيد مع الجارة المسلمة مصر بطريقة مخزية مخجلة .. لخنق أهل غزة بالتجويع والإهانة !!
وأصبح الحصار من الجار المسلم وليس من العدو الغاصب وحده .. فمُنع الأفراد من التنقل .. ومُنعت المؤن من الدخول .. وأُمعن في الحصار حتى قرأنا مؤ*** خبرا مدعما بالصور يذكر أن السلطات الأمنية على الجانب المصري قامت بضبط نفق لتهريب مستلزمات عيد الأضحى !!
هكذا تجهزوا لعيد الأضحى
هل ضاق بحاكم مصر أن يطعم أهل غزة بما يجود به عليهم إخوانهم من أبناء مصر ومن حولها لتعزيز صمودهم وصبرهم ورباطهم في دفع العدو الصهيوني !!
أم أنه يفخر بإحكام الخناق على أهل غزة في حين تأتي السفينة القبرصية المحملة بالبضائع الأوروبية تضامنا -ولو شكلياً- مع أهل غزة ؟!!
وماذا يضر مصر وشعبها من فتح معبر رفح أمام أهل غزة ؟ .. ومصر كما عبر عنها القرآن على لسان نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام أنها "خزائن الأرض".
أَيضِنّ أهلُ مصر على إخوانهم في غزة بلقمة عيش أو قطعة **اء أو شربة دواء ؟
والله أهل مصر أكرم الناس مع الغريب .. فكيف بإخوة الدين .. ولحمة الدم .. وحق الجوار ؟!
أبناء مصر .. مصر الأزهر .. أحفاد عمرو بن العاص .. ورجالات صلاح الدين .. وقطز وبيبرس .. أنتم أولى بنصرة أهل غزة .. وأنتم الأقدر على فك الحصار و**ر الخناق ..
أهل النخوة والإباء .. ورجال الإسلام .. وجند الله .. تجاوزوا الحدود المصطنعة .. وأغيثوا أهل غزة بالغذاء وال**اء والدواء ..
أبناء مصر الأبرار .. ونساءها الأطهار .. أهل غزة في حاجة إلى وقوفكم معهم وتضامنكم .. وأنتم أولى بهم من غيركم ..
استغاثوكم وناشدوكم بربكم ودينكم .. أن ترفعوا عنهم إصر الحصار وذل الانتظار في المعابر .. والموت البطيء للمرضى والضعفاء من الأطفال والنساء ..
سيسجل التاريخ لكم يا أهل مصر موقفا تفخرون به لمساندتكم أهل غزة والمساهمة في **ر الحصار عنهم .. بعمل جماهيري لا يحتاج إلى تضحيات ..
الطالب في المدرسة والجامعة .. والمدرّس والموظف والعامل والتاجر .. اضرب يوما عن الذهاب إلى العمل تعبيرا عن رفضك القاطع في أن تساهم مصر وأبناؤها في حصار أهل غزة ..
لا تذهب يوما واحدا إلى مقر عملك أو دراستك تعبيرا عن كرهك لهذا الموقف المخزي الذي تتخذه حكومة مصر من حصار غزة .. وإمعانها في تشديد الحصار وإغلاق المنفذ الوحيد لأهل غزة مع جارتهم المسلمة مصر .
*** مصر .. يا من رضع الحرية والكرامة .. أهل غزة بضعافها وأطفالها ونسائها يحتاجون إلى موقف شجاع وجريء منك .. لتقف بجانبهم
حدث زملاءك في الدراسة أو العمل بالفكرة ليشاطروك الموقف ويكون التنفيذ مؤثرا ..
غياب يوم لن يؤثر عليك .. لكن سيؤثر بقوة على الحكومة إذا كان بشعار الضغط عليها لفتح معبر رفح أمام إخواننا في غزة
تقرب إلى الله بذلك .. واعلم أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.