{وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }النساء20
الآية الكريمة وان كانت تدل على جواز اصداق المرأة بالمال الجزيل ، ففقيها أيضا دلالة على تكريم الاسلام للمرأة ، فقد كانت مهضومة الحق ، يعتدى عليها بأنواع من الاعتداء ، فرفعها الله – تعالى – بما شرعه من تعاليم اسلامية من تلك الهوة التى كانت فيها ، وقرر لها حقوقها ، ونهى عن الاعتداء عليها .
و من مظاهر ذلك أنه حرم أن تكون موروثة كما يورث المال ، وكذلك حرم عضلها وأخذ شىء من صداقها الا اذا أتت بفاحشة مبينة .
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19
والمعنى :
يا أيها الذين آمنوا لا يجوز لكم أن تجعلوا نساء آبائكم من جملة تَرِكتهم, تتصرفون فيهن بالزواج منهن, أو المنع لهن, أو تزويجهن للآخرين, وهن كارهات لذلك كله, ولا يجوز لكم أن تصارُّوا أزواجكم وأنتم كارهون لهن; ليتنازلن عن بعض ما آتيتموهن من مهر ونحوه, إلا أن يرتكبن أمرا فاحشا كالزنى, فلكم حيننذ إمساكهن حتى تأخذوا ما أعطيتموهن. ولتكن مصاحبتكم لنسائكم مبنية على التكريم والمحبة, وأداء ما لهن من حقوق. فإن كرهتموهن لسبب من الأسباب الدنيوية فاصبروا; فعسى أن تكرهوا أمرًا من الأمور ويكون فيه خير كثير.
هكذا فان المرأة المسلمة تمتعت باستقلالها الاقتصادى ، وتم الاعتراف لها بحق التصرف منذ منذ أربعة عشر قرنا من الزمان ، فى حين نجد أن المرأة الألمانية – على سبيل المثال – لم تتمتع بذلك الا فى منتصف القرن العشرين عندما تدخلت المحكمة الدستورية الألمانية وحررتها من سيطرة الزوج على أموالها وممتلكاتها .
فهنيئا لكِ أيتها المرأة المسلمة ، فأنتى فى نعمة كبرى فى ظل تعاليم ديننا الاسلام .
والله نسأل الهداية والتوفيق .