إن لله عبادا يبكون من خوف الوعيد، فأطار الخوف نومهم والنعاس، فجعلوا التقي لهم أفخر لباس، فهم عن البكاء لا يفترون، وهم الذين اذا تتلي عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا، قد جعلوا البكاء لهم دأبا، والدمع شرابا، يقطعون النهار حزنا، والليل انتحابا.
يبكي كل منهم علي زلته، وكلهم يخافون من سطوته عز وجل ، وهم من خشيته مشفقون، فسبحانه ابتلي عباده بجميع أنواع الابتلاء، ولم يعف من ذلك الأنبياء وهم المقربون، فآدم عليه السلام بكي لما أخرج من الجنة، ويعقوب عليه السلام بكي علي يوسف عليه السلام حتي ابيضت عيناه من الحزن، وداود عليه السلام بكي علي خطيئته.
فالرسول صلي الله عليه وسلم يقول: ليس شيء أحب الي الله تعالي من قطرتين، قطرة دمع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، ويقول ايضا صلي الله عليه وسلم: كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله تعالي، وعين سهرت في سبيل الله تعالي، وعين يخرج منها مثل رأس الذبابة من خشية الله تعالي .
فإن لم نبك فعلينا ان نتباكي علي ما ن***ا ونندب علي ما لحقنا وأص***ا، فقد قال النضر بن سعد رحمه الله: ما أغرورقت عين بمائها من خشية الله تعالي إلا حرم الله تعالي وجه صاحبها علي النار، فإن فاضت علي خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة يوم القيامة، كما قال تعالي: وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة .
فإن العبد إذا بكي من ذنوبه واعترف بعيوبه عند سيده ومولاه عز وجل قال: إلهي أنا أسأت، فيقول الله تعالي: وأنا سترت، فيقول: إلهي وأنا ندمت، فيقول الله تعالي: قبلت أيها الشاب، إذا تثبت ثم نقضت فلا تستح ان ترجع الينا ثانيا وثالثا ورابعا، فأنا الجواد الذي لا أبخل، وأنا الحليم الذي لا أعجل، وأنا الذي أستر المعاصي، وأقبل التائبين وأعفو عن الخاطئين وأرحم النادمين، أنا الذي أغفر الذنوب وأستر العيوب وأغيث المكروب وأنا علام الغيوب.
يقول الله تعالي: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)، لقد قست القلوب فصارت كالحجارة أو أشد قسوة، فقد جاء رجل الي الرسول صلي الله عليه وسلم يشكو اليه قسوة قلبه، فأوصاه الرسول صلي الله عليه وسلم بأن يكثر من ذكر الموت (فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا)، فاستدرك ما بقي من عمرك حتي لا تتأسف وتندم علي ترك العمل الصالح بعد الموت، فكم أنذر الشيب من شباب وكم أباد الموت من أناس وفرق بين أحباب؟ ألم يأن؟ ألم يأن للقلوب ان تخشع، والعيون ان تدمع، وللرقاب أن تخضع.
فابك في خلواتك علي جفواتك، وابك في لياليك علي غيك وتماديك، فإذا تمكن الخوف من أرض القلوب والضلوع جرت سواقي الدموع، فسقت بستان الخشية، فأزهر بالندم وأثمر بالتوبة.
وكان السلف الصالح رضوان الله عليهم يبكون من خشية الله في خلواتهم، مستذكرين ذنوبهم وعثراتهم، طالبين من مولاهم العفو والسماح، ولسان حالهم يقول: عبيدك أهل المعاصي والإصرار، أتوك يرجون عفوك عن الذنوب والأوزار، إلهنا شفيعنا إليك الذل والرجوع والدموع الغزار، إلهنا إن كانت ذنوبنا قد أخافتنا من عقابك، فإن حسن الظن قد أطمعنا في ثوابك.
فإلي متي تؤخر المتاب؟! ومتي تصالح مولاك ومتي تقف بالباب؟
(وذكِّر فإن الذكري تنفع المؤمنين).
واذكر حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يقول (عينان لا تمسهما النار ابدا عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله )
ريم
أحسن الله إليك..
للأسف أختي..سؤال أوجهه لنفسي أولا وللجميع..
متى آخر مرة سقطت فيه دمعة واحدة خشية من الله..ربما ولا مرة..ولا حول ولا قوة إلا بالله..
نبكي إذا فاتنا شيء من متاع الدنيا..
ولا نبكي خشية من الله..
فنسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير..
شكرا لك أختي على هذا الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك..
والله المستعان
اكثر من بكائنا على ذنب اقترفناه
مع ان البكاء من خشية الله له ثواب عظيم افضل من بكاءنا على مشاكل وهموم دنيوية زائلة
والله يعينا على عبادته وطاعته
.يسعدني ويشرفني.. تواصلكم الجميل ..
وما ينسجه أقلامكم لي من ردود ..
شكرا جزيلا لكم
مع خالص تقديري
أختكم
بنت قطر
عبارات نسجت من ذهب لا حرمت اجر ما كتبت
.يسعدني ويشرفني.. تواصلكم الجميل ..
وما ينسجه أقلامكم لي من ردود ..
شكرا جزيلا لكم
مع خالص تقديري
أختكم
بنت قطر