تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » في رحاب السفر . . . .

في رحاب السفر . . . .

السفر قطعة من العذاب هكذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ، لا تستغرب من هذا الوصف وأنت قد ارتحلت بتلك الطائرة أو الحافلة الفارهة وجلست على ذلك الكرسي المريح فالحياة كلــها كبد ومصابرة والراحة فيها نسبـيّة لأن الراحة الحقيقية هي التي ذكرها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى عندما سئل متى يجد العبد طعم الراحة ؟ قال : عند أول قدم يضعها في الجنة .
أخي الكريم ..
لا تنس أن تجعل من سفرك محطة للتغيير وانطلاقة لتصحيح المسار وتجديد العهد مع الله للسير في طريق الصلاح وأول ما ينبغي فعله أن تجدد النية لله تعالى ثم تتذكر كل من سألك الدعاء وتدعو بما شئت فقد ورد في الحديث : (( ثلاث دعــوات مستجابــات : دعوة المظــلوم ، ودعــوة المسافــر، ودعوة الوالـد على ولـده )) رواه الترمذي .
ولا تنس أن للسفر فوائد كثيرة جمعها الإمام الشافعي في أبيات جميلة قال فيها :
تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفــرج هـم واكتساب معيشـة وعــلم وآداب وصحبة مـاجد
وقد سمي السفر سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ومعادن الرجال لا تكتشف إلا في السفر فلا يكشف معدنك إلا ذهباً خالصاً بإذن الله . ومن المعاني التي ينبغي أن نحرص عليها في السفر الإيثار والحلم والصبر والتنازل عن حظوظ النفس ، وتوثيق عرى الأخوة والمحبة بين المشاركين ، وليكن شعارك (( أنا ضعيف لوحدي قوي بإخواني )) ونختم رسالتنا لك بهذه الأبيات التي قالها الإمام الشافعي :

مـا في المقـام لذي عقـل وذي أدب *** من راحة فـدع الأوطان واغترب
سـافر تجـد عوضاً عمـن تفارقـه*** وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ
إني رأيـت وقـوف المــاء يفسـده *** إن سـاح طاب وإن لم يجر لم يطبِ
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست *** والسـهم لولا فراق القوس لم يصبِ
والشمـس لو وقـفت في الفلك دائمةً *** لـملها النـاس من عُجم ومن عرب ِ
والتِّبـر كالتـرب ملقـى في أماكنـه *** والعـود في أرضه نوع من الحـطبِ
فإن تغــرب هذا عــزَّ مطلبـه *** وإن تغــرب ذاك عزَّ كـالـذهبِ .

أخوكم قانون

جزاك الله الف خير اخوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.