تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل تنجح أمريكا الخروج من مستنقع العراق

هل تنجح أمريكا الخروج من مستنقع العراق 2024.

  • بواسطة
متى تخرج الولايات المتحدة بقواتها من العراق ؟ لعل هذا السؤال هو الجملة الأشهر على كل لسان الآن بعد توالي الضربات الناجحة للمقاومة العراقية على قوات التحالف منذ إعلان الرئيس الأمريكي بوش إنتهاء العمليات العسكرية في العراق .
فقد بدأ يتضح شيئاً فشيئاً أن المقاومة العراقية أبعد ما تكون عن العفوية والعشوائية، وأقرب ما تكون إلى التنظيم والتنسيق. والارقام التي أوردها الجنرال سانشيز، قائد القوات الامريكية في العراق، اكبر دليل على ذلك ففي مايو الماضي، وحين استقرت قوات الاحتلال في البلاد، كان معدل العمليات الفدائية خمساً أو ستاً في اليوم. لكن في أواخر الصيف، قفزت العمليات إلى 15 في اليوم، ثم ما لبثت ان تضاعفت في الخريف لتصبح ما بين 30 إلى 35 عملية في اليوم.
وأخطر من هذه الزيادة الخطرة، كان استنتاج قيادة الاحتلال أن صدام حسين ربما لا يكون في قمرة قيادة هذه المقاومة، بسبب اضطراره للهرب المستمر.
وهذا يعني أن ح** البعث وأجهزة الامن في النظام السابق، نجحا في نقل دولة صدام برمتها، وبكل ما ملكت أيمانها من إمكانيات مالية وتسلحية وتنظيمية ضخمة، من فوق الارض إلى تحت الارض.
و لكن الخطر الأعظم يجئ من العناصر الإسلامية و التي نجحت في إختراق الحدود العراقية و الوصول إلى القوات الأمريكية و ضربها بعدة عمليات تفجيرية ناجحة .
و توجت هذه العمليات بما أعلنه مصدر عسكري أمريكي أن 17 جنديا على الاقل قتلو واصيب5 آخرين وفقد جندى واحد من الفرقة 101 المحمولة جوا ، في سقوط طائرتين هليكوبتر من طراز بلاكهوك فى مدينة الموصل شمال العراق .
وكان ناطق باسم جيش الاحتلال الأمريكي صرح فى وقت سابق أن مروحيتين اميركيتين من طراز بلاكهوك تحطمتا اليوم السبت غرب الموصل شمال العراق.
وقال الناطق العسكري ان مروحيتي بلاكهوك اميركيتين تحطمتا غرب الموصل .
لقد تحولت عمليات المقاومة العراقية من كونها إزعاجا تكتيكيا الى كونها عبئا استراتيجيا على امريكا وهذا ما أكده بيتر فيفر، عضو مجلس الامن القومي السابق في البيت الابيض، حين علق على إسقاط طائرة شينوك الامريكية بقوله: هذا الحادث يعتبر مهما استراتيجيا ليس فقط بسبب حجم الخسائر البشرية، بل أيضا لأنه تضمن تصعيدا خطيرا في مستويات القتل. وهذا ما يفرض السؤال: هل بدأنا نفقد المبادرة؟ من حقا ي**ب الحرب هناك؟.
و لكن هل بالفعل تنوي أمريكا تغيير إستراتيجيتها في العراق و تنسحب منه كما يبدو للبعض ؟
إن الأمور أعقد من ذلك التصور بكثير فوزير الخارجية الأمريكي الأسبق **ينجر و الخبير الأمريكي الأبرز في شئون الشرق الأوسط كان قد صرح بأن البعض قد يخطئ في التصور أن أمريكا ستنسحب من لعراق قد يكون المكوث في العراق سيئا و خطيرا و لكن الانسحاب هو البديل الأسوأ لأنه يعني هزيمتنا أمام العالم الإسلامي ..
كما أن وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد و في مقال له نشرته واشنطن بوست مؤ*** تحدث فيه عن الدروس التي استخلصها من تفجير مقر المارينز في بيروت قبل عشرين عاماً حيث ذكر أن الولايات المتحدة وضعت نفسها في موقع دفاعي فتكيف الإرهابيون مع ذلك وضربوا فأمام كل عمل دفاعي كان الإرهابيون يتحركون صوب طريقة أخرى للهجوم و يلاحظ أن الإرهابيين يملكون قدرة الضرب في كل مكان ولذلك ليس من الممكن الدفاع عن كل هدف وفي كل زمان ومكان وبناءً عليه فإن الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهابيين هي أخذ الحرب إليهم عن طريق ملاحقتهم أينما يعيشون أو أينما يخططون للاختباء والتصريح بشكل واضح للدول التي ترعاهم وتوفر مكاناً لإقامتهم بأن أفعالا من هذا النوع لها عواقب وخيمة.
يضيف رامسفيلد إن هذا ما يفعله جورج بوش ولا مأخذ عليه سوى ضرورة رفع وتيرته و بذلك يريد رامسفيلد أن يقول إن تفجيرات بيروت سقط فيها مئات القتلى غير أن واشنطن ردت عليها بوجهة خاطئة: الانكفاء أما تفجيرات 11 أيلول خطرة وسقط فيها آلاف القتلى ردت عليها واشنطن مستفيدة من درس بيروت: الحرب على الإرهاب ولذلك يجب تطوير الدرس اللبناني وتجاوز ما جرى تطبيقه بعد 11 أيلول من أجل تطوير الهجوم بشكل كاسح بما يتوجب منع تشكيل جيل جديد من الإرهابيين لا بل إيقاف الإرهابيين قبل أن يتمكنوا من إره***ا أي إيقافهم حتى قبل أن يصبحوا إرهابيين. فالولايات المتحدة لا يمكنها العيش وراء متاريس هذا هو درس بيروت.
رامسفيلد يشير إلى ضرورة ربح حرب الأفكار و يعتبر أن وسائل ذلك هي ما يستخدمه بوش من عناصر قوة عسكرية ومالية ودبلوماسية واستخبارية وأمنية ف**ب حرب الأفكار بالمعنى الذي يقصده رامسفيلد هو تلقين الشعوب الأفكار الأميركية بالقوة.
وبما أن الحرب على الإرهاب لا يمكنها إلا أن تبقى مفتوحة فالدعوة إذاً هي تصعيد لا نهائي يعني ذلك عملياً عدم الاكتفاء بمنازلة شبكات هلامية بل الإسراع في نقل المعركة لضم أنظمة إلى المنظمات إن هذا هو ما يريده رامسفيلد والذين ينطق باسمهم ضمن الإدارة.
إن الحرب في رأي رامسفيلد هي في بداياتها الأولى ولن تخسرها الولايات المتحدة إلا إذا امتنعت عن تصعيدها هذا هو في عرفه درس بيروت.
و لكن حرب الأفكار تأخذ وقتا و الخسائر الأمريكية تتوالى فما المخرج ؟ إنها إستراتيجية الخروج إلى الداخل أي الجمع بين عدم الانسحاب و الإبتعاد عن ضربات المقاومة و ذلك يتحقق بما يسمى بعرقنة الصراع أي جعل الصراع عراقيا – عراقيا فبول بريمر العائد من اجتماعات مجلس الأمن القومي الامريكي الذي عقد برئاسة سيد البيت الابيض، يحمل في جعبته خطة مناقضة تماما لنقاطه السبع السابقة: بدلاً من نقل السلطة المدنية إلى العراقيين خلال سنتين أو ثلاث، سيجري العمل على تسليمها إلى حكومة مؤقتة عراقية يجري تشكيلها على جناح السرعة، على أن تشرف هذه على إجراء شكل ما [غير محدد بعد] من أشكال الانتخابات، لاختيار مجلس تمثيلي يضع الدستور الجديد.
وبدلا من زيادة القوات الأمريكية لضبط الأمن، ستكثف الجهود لانجاز إعادة بناء الجيش العراقي قبل منتصف العام المقبل. وهذا سيسمح في النهاية بخفض القوات الأمريكية وإعادة العديد منها إلى بلادها.
وأخيراً، بدلاً من بول بريمر، ستكون ثمة حاجة لاختراع قرضاي عراقي تلقى على عاتقه مسؤولية النجاح أو الفشل في استتباب الأمن واستقرار السياسة.
و هذا ما أشار إليه رامسفيلد قبل أيام حينما صرح بأن وجود القوات الاجنبية في البلاد [العراق] أمر غير طبيعي. والهدف الان هو ان نبقي قواتنا فقط طالما ثمة حاجة لها، وهي لن تبقى بعد ذلك يوما واحدا اضافيا.
و لكن ماذا يحدث لو فشلت الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق و هو أمر غير مستبعد بأية حال على المدى البعيد ؟ يتوقع مراقبون انسحابا أمريكيا على غرار الصومال لتترك العراق كما هو الصومال الآن حروب أهلية و صراعات لا يبدو لها نهاية في الأفق القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.