لقد نزل بكم عشر رمضان الأواخر فيها الخيرات و الأجور الكثيرة , فيها الفضائل المشهورة و الخصائص
العظيمة , فمن خصائصها أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان يجتهد بالعمل فيها أكثر من
غيرها , كان يحيي ليلهُ بالقيام و القراءة و الذكر بقلبه و لسانه و جوارحه لشرف هذه الليالي و طلبا ً
لليلة القدر التي من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه .
و كان يوقظ أهله في رمضان للصلاة و الذكر حرصا ً على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة
به من العبادة فانها فرصة العمر و غنيمة لمن وفقه الله .
و في هذه العشر المباركة ( ليلة القدر ) التي شرفها الله على غيرها , و منّ على هذه الأمة بجزيل
فضلها و خيرها , و أشاد الله بفضلها في كتابه المبين .
ليلة القدر شريفة و عظيمة يقدر الله فيها ما يكون في السنة و يقضيه من أموره الحكيمة , ( ليلة
القدر خيرٌ من ألف شهر ) في الفضل و الشرف و كثرة الثواب و الأجر ولذلك كان من قامها إيمانا ً و
احتسابا ً غفر له ما تقدم من ذنبه .
ليلة القدر يفتح فيها الباب , و يُقرب فيها الأحباب , و يسمع الخطاب , و يُرد الجواب , و يكتب للعاملين
فيها عظيم الأجر , ليلة القدر خير ٌ من ألف شهر فاجتهدوا رحمكم الله في طلبها فهذا أوان الطلب .
و يستحب إحياء الليلة العظيمة بالدعاء و الصلاة و الذكر و قراءة القرآن و العلم النافع و كل ما يقرب
العبد الى ربه. قالت السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) : قلت يا رسول الله أرأيت غن علمت أيّ ليلة
ليلة القدر ما اقول فيها؟ قال (صلى الله عليه وسلم) قولي: "اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفُ عني" .
شكرا ً على الرد و التواصل