إن قراءة الفاتحة صاعدة من قلب المؤمن كل يوم ما يقارب من (20 مرة ) خمس فرائض من بزوغ الفجر
و حتى الثلث الأخير من الليل إلى السموات العُلى تجدد الولاء و توحيد العبودية لله عزوجل , فهي
تضم ( 3 ) أسماء تعد مرجعا ً لجميع الأسماء الحسنى و هي: ( الله , رب , الرحمن ) و حياتنا كله
تدور بين ( إياك نعبد ) و ( إياك نستعين ) , حيث تدور بنا مصاعب الحياة و تتعدد مشاكل الدنيا و
مطالب الإنسان و حاجاته , فلا يجد من يعينه على ذلك إلا الله عزوجل , حيث يدعوه ويستعين به
لقضاء حاجاته فيدعوه خوفا ً و رغبا ً و رهبا ً.
و إذا اجتهد في عمل الصالحات في الدنيا و اغتبط لأنه يعرف أن الله عزوجل ( مالك يوم الدين ) يعاقب
المسيء و يجازي المحسن فلا يستويان , فتهدأ النفوس للعدالة الإلهية , و اذا اشتدت المحن و
توالت المصائب فنزلت فيوضات ( الرحمن الرحيم ) الذي كان أعظم منه سبحانه و تعالى ارسال
الرسل و هدايتنا إلى الإسلام , و لولاه لكنا مِللا ً شرقا ً و غربا ً.
و من رحمته أن جعل القرآن الكريم شفاء القلوب المريضة المضطربة و في متناول الأيدي طول السفر
من الدنيا إلى الآخرة تحتاج ثبات أمام فتن و إغراءات الدنيا و الشيطان و هوى النفس , فيأتي دُعاءنا
ليلا ً و نهارا ً بالثبات و ارتسام الهدى في قوله تعالى: ( اهدنا الصراط المستقيم ) الموصل للجنة
نسير فيه سيرا ً حثيثا ً و ليس حَبوا ً, و لكن كالبرق عابرين الصراط المضروب على جهنم فاجعلنا يا رب
العالمين من ( غير الغضوب عليهم ) من اليهود و الذين علموا العلم و لم يعملوا به و ( لا الضالين ) و
هم النصارى الجهلاء بالحق المشركين الحادين عن طريق الاستقامة , فهنيئا ً لك ايه المسلم / ايتها
المسلمة هذه المعايشة الربانية في سورة ( الفاتحة ) … فاتحة المطالب الربانية.