لم يكن يوم الاحتلال أبدا يوم عيد للشعوب فالوجود الأجنبي يعني حتما
احتلال البلاد ، ثم إن العراقيين اكثر الناس معرفة بان من يدعون انه حررهم من الطاغية لو كان فعلا يريد مصلحة الشعب العراقي لما كان وقف مع الطاغية في اكثر مراحل حكمه حراحة .
إن هذا المحرر هو أحد الأطراف التي دعمت الطاغية في حربه مع إيران التي كان وقودها أجساد العراقيين ومن المعلوم بان الدول العظمى بإمكانها فرض وقف القتال على الجميع ولكن الذي حدث هو انهم جهدوا في محاولتهم لاستمرار الحرب من اجل إضعاف البلدين ، والولايات المتحدة هي التي أرضت غرور صدام ودفعته لاحتلال الكويت لتكون النتيجة تدمير العراق وتحطيم جيشه وفرض الحصار الجائر الذي هو حصار للشعب وليس للسلطة بطبيعة الحال وهي التي أعطت الضوء الأخضر لتقتيل الشيعة وقمعهم في أعقاب الانتفاضة الشعبية في الجنوب ،إن الولايات المتحدة ليست عدوا لصدام بل هما شريكان معا في مؤامرة تدمير قلب العرب بغداد
من ثم نحن كعرب لسنا خارج معادلة الصراع أقول لجميع الاخوة العراقيين الذين يقولون اتركوا العراق للعراقيين بأننا لم نكن يوما بعيدين عن العراق وبغداد هي عاصمة للعرب جميعا ولو كنا قادرين على نصرة العراق لفعلنا ولكننا مقيدين بمن يمنعنا من نصرة الأهل والسبب هو الدولة العظمى التي ترعى الأنظمة التي تكبت شعوبنا العربية
إن الحرب التي شغلت العالم بأسره من الطبيعي أن تشغل اقرب الناس جغرافيا وقوميا ودينيا للعراق،لجميع الاخوة الذين يلومون العرب على صمتهم أثناء الحصار وتجاهلهم لتقتيل العراقيين في فترة حكم صدام أقول بأننا عامة الشعب العربي لم نكن نعرف عمق المعاناة التي عانيتموها لان الإعلام غيب عنا الحقيقة فلا تقسوا علينا
لا تنغشوا بالمظاهر فالأيام القادمة ستثبت بان الأمريكان محتلين وليسوا محررين وان ما نراه ليس إلا ذرا للرماد في العيون فلتقولوا ما تشاءون ولتهتفوا لمن تريدون فهذه ليست الحرية بل اشغال لكم بينما يقوم هؤلاء المحتلين بالسيطرة على مواردكم وخيراتكم ويوزعون عقود اعمار ما خربوه على شركاتهم وشركائهم في المؤامرة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا
نعلم اليوم وعبر شاشات التلفزيون كم عانيتم من ظلم صدام ونعلم بأنكم شبعتم من الحروب ومللتم من الدماء ولكن ليس صدام وحده من يتحمل هذا ، لا تنسوا بأنكم فقدتم منذ اشهر آلاف من الشهداء الذين سقطوا بالقصف الأمريكي الجائر فدماء هؤلاء أيضا يجب أن لا تكون رخيصة
جاء الاحتلال الأوروبي إلي الوطن العربي بحجة التخليص من العثمانيين وتحضير الشعوب العربية وبعدها رحل بمقاومة الشعوب التي أدركت الوجه المخفي له ، وأنا واثق من أنكم إذا لم تكونوا تعرفون اليوم هذا الوجه فستعفونه غدا ولكن لا تقبلوا بمسميات تضعف احترام الشعوب لكم ، أنا اعلم إن المقاومة تحتاج إلى ظروف لتقوم وانتم مازلتم تلملمون جراحكم ولكن أقول إن مجاراتكم السياسية للاحتلال وان كانت تحقق بعض المكاسب فهي لن تجعله يغادر أرضكم عندما تصبحون قادرين على حكم أنفسكم كما تتصورون لأنه لن يدعكم تصلون إلى هذه المر حلة فلا تتأخروا بالمقاومة فهي السبيل إلى استعادة الكرامة .