iraq@ntlworld.com
نشر موقع American Enterprise Institution (مؤسسة المشروع الامريكي)وهي الواجهة الفكرية لتيار المحافظين الجدد في امريكا مقالا لأحد كتابها العائدين حديثا من العراق.
اشار كاتب المقال الى الوضع الفوضوي الذي تعيشه بغداد والذي تغطيه وسائل الاعلام العالمية بشكل مكثف. ولكنه يقول ان وسائل الاعلام تلك لا تخبرنا بان الوضع يختلف تماما اذا اتجهت جنوبا. حيث يركز الكاتب على العلاقة التي يتم بناؤها حاليا بين المسؤولين الامريكان والقادة الشيعة في الجزء الجنوبي من العراق.
يقول الكاتب ان العرب الشيعة الذين يمثلون ما لا يقل عن 60% من العراقيين هم العامل الذي سيحدد نجاح او فشل المهمة الامريكية في العراق.
ويقول ان الموضفين الامريكان في العراق يعملون مع الشيعة على جبهتين, قبلية ودينية مشيرا الى ان زعماء القبائل يتمتعون بولاء شديد من قبل ***اء عشائرهم وقد يمثلون رقما مهما في اي برلمان عراقي قادم. وعلى الجانب الديني, يقول الكاتب ان فتح ابواب الحوار مع قادة الشيعة لم يفرز حوارات حميمة على الفور ولكنه بنى جوا من الثقة والانفتاح. ويقول ان مخاوف ومآخذ القادة الدينيين في النجف تمتد من اسلوب تعامل الجنود الامريكان مع الناس مرورا بالتأثير المحتمل للوجود الامريكي على اخلاق الشارع الشيعي فيما يتعلق بالحريات ودور المرأة ووصولا الى تخوفهم من اتباع الامريكان للعقلية البريطانية التي هندست بناء الدولة العراقية بداية القرن الماضي بحديث معلن عن الديمقراطية رافقه تنسيق سري مع السنة لتسليمهم والحكم وتهميش الشيعة. ولكن الكاتب قال انه لم يقابل عالما شيعيا واحدا يريد خروج الامريكان فورا من العراق حيث اشار الى انهم (اي العلماء) يرون ان هناك حاجة حالية للوجود الامريكي في العراق ويقول انه وجد بدلا من ذلك توجسا بين اوساط العلماء الشيعة من ان امريكا قد لا تتدخل بما فيه الكفاية بعد ازالة صدام بمعنى انهم قد لا يعملون على محو السيطرة السنية البعثية على العراق.
ولكنه يقول ايضا بان هذا العمل يجري باعداد صغيرة من الموضفين وهو يقترح نقل كل موضف في الخارجية الامريكية يجيد التحدث بالعربية الى العراق للعمل على تسريع المهمة التي يراها ناجحة جدا في الجنوب.
ثم يشير الكاتب الى ان الخطأ الاكبر للعملية العسكرية الامريكية في العراق كان بعدم معاملتها للمناطق السنية كمناطق عدائية. حيث يمضي قائلا بان مثلث صدام (المثلث السني البعثي) لم يتم غزوه بشكل مكثف عندما انهارت مقاومة الصداميين ولم تتخذ اية خطوة جادة للسير بالجيش خلال المدن السنية مدينة مدينة وقرية قرية بحثا عن البعثيين والعسكريين الكبار وضباط الامن والمخابرات. كما ان القوات الامريكية اتخذت قرارا غير حكيم بعدم اشراك عراقيين في عملية السيطرة العسكرية على العراق. ويقول ان الادارة الامريكية في العراق تدرك الان وبكل تأكيد انها اعارت قليلا من الاهتمام لخطر المؤسسة السنية التي كانت تسند نظام صدام وان الجنود الامريكان يقومون الان بالتفتيش عن الموالين للنظام السابق في "مثلث صدام" بشكل اكثر شدة من السابق بكثير.
ويقول الكاتب ان العراق سيستمر لفترة طويلة في التسبب بالصداع للإدارة الامريكية ولكن سياسة التعامل مع العراق يجب ان تستفيد من اخطائها.
ويختم الكاتب مقاله بان الوضع في العراق كان من الممكن ان يكون اسوأ بكثير و ان سحق المقاومة السنية-البعثية امر كفيل بمنع تحول الامور الى الاسوأ. ويقول ان هناك فرصة اكثر من جيدة لبناء ديمقراطية فاعلة في العراق خلال فترة قصيرة نسبيا ولكنه يشير الى ان تلك العملية ستكون صعبة جدا. ولكن على المدى البعيد, يمكن لأمريكا والعراقيين اعطاء امل كبير لعملية تغيير الشرق الاوسط. "وفي هذه الاثناء, يمكن للـ بي بي سي ان تستمر باخبارنا بالامور الصغيرة التي نفشل في تحقيق النجاح فيها".