يبدو ان الاهمال والاخطاء المخزية في عالم الطب ليست مقصورة على دول العالم الثالث والمناطق المتخلفة تقنياً وعلمياً، فقد قدرت دراسة حديثة بأن الجراحين الاميركيين ومعاونيهم ينسون الملازم وضمادات الشاش وادوات جراحية اخرى داخل اجسام حوالي 1500 مريض في كل عام. ويعزو الباحثون وقوع مثل معظم هذه الاخطاء ليس إلى ارهاق الجراحين، بل إلى الجهد والتوتر من جراء الحالات الطارئة والتعقيدات التي يكتشفها الاطباء على طاولة الجراحة.
وحسب الدراسة التي نقلتها وكالة الأسوشيتدبرس تحدث غالبية حوادث نسيان المعدات الطبية داخل المرضى الأكثر بدانة نسبة لوجود مساحات أوسع تزيد من إمكانية وقوع الخطأ. وتم نشر الدراسة التي أعدها مستشفى بريغهام للنساء بالتعاون مع كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد في عدد الخميس من «نيوإنغلاند جورنال أوف مديسين».
ويشدد الأطباء على أن نسب وقوع مثل هذه الأخطاء صغيرة مقارنة بعدد العمليات الجراحية التي تجرى في الولايات المتحدة، والتي يصل عددها إلى 28 مليوناً خلال السنة، إلا أن الدكتور دونالد بيرويك رئيس معهد تحسين الخدمات الصحية يقول أنه لا مبرر لمثل تلك الأخطاء حتى لو كانت نسبتها ضئيلة.
وقام الباحثون بفحص سجلات التأمين لحوالي 800 ألف مريض أجروا عمليات جراحية في ماساشوستس خلال ال16 عاماً الماضية. ووجدوا في السجلات 61واقعة نسيان معدات جراحية داخل 54 مريضاً. وبناء على المعلومات المستقاة، قدّر الباحثون أن متوسط وقوع مثل هذه الأخطاء يصل إلى 1500 حالة في السنة.
وبحسب موقع «سي.إن.إن» على الانترنت، تتفاوت المعدات الطبية المنسية داخل المرضى بين الأسفنجات والمشارط الجراحية والملاقط إلى الأقطاب الكهربائية، أما الأماكن التي دأب الأطباء على نسيان معداتهم فيها داخل أجساد مرضاهم فهي منطقة الأرداف والبطن وتصل أحياناً إلى الصدر أو أي تجويف آخر في جسد المريض.
وتؤدي مثل هذه الحوادث إلى وقوع مضاعفات لدى المرضى قد تفضي إلى الموت، في حالات نادرة للغاية.
اشكرك اخوي على الموضوع 