لندن ـ القدس العربي :
هل ستقوم لجنة نوبل للسلام هذا العام بمنح جائزتها لشخصية مسلمة؟ هذا الجدل اكتسب حيوية في ضوء الدعوات الامريكية لاحلال الديمقراطية في العالم الاسلامي، وفي ضوء العملية الامريكية في افغانستان. وصعوبة التوصل لفائز مفضل لدي اللجنة يشير الي أزمة فيها هذا العام، حيث كانت تطمح لاختيار فائز يجنبها الاحراج والانتقاد، فهي لا تريد امريكيا حتي لا تنتقد اللجنة بمنح الجائزة لامريكي تقوم دولته بتدمير دولة عربية ومسلمة، ولا تريد منحها لبريطاني يتزعم رئيس وزراء بلاده الحملة لضرب العراق والتخلص من الرئيس العراقي صدام حسين. وفي غياب المرشح المفضل، والجدل حول مصير العراق خرجت لجنة نوبل يوم الخميس واعلنت انها اختارت الفائز ولكنها لن تفصح عن اسمه الا في الاسبوع القادم، ولكن التصريحات التي صدرت عن اعضاء في اللجنة تشي ان قرار هذا العام تأثر لحد كبير بالهجمات علي امريكا العام الماضي.
وتوقع باحث في معهد لدراسات السلام في اوسلو ستين تاونيسيون ان تع** الجائزة هذا العام مرحلة ما بعد الهجمات علي امريكا من خلال تكريمها لداعية ديمقراطية مسلم، وافترض تاونيسيون ان الرئيس الافغاني حامد كرازي كان من المرشحين للفوز بجائزة هذا العام، حيث ارادت اللجنة تكريمه لجهوده لقيادة بلده نحو السلام والامان.
مع ان حامد كرازي الان وحكومته في كابول لا تمتد سلطتها خارج العاصمة الافغانية كابول، وادت محاولة اغتيال تعرض لها الشهر الماضي في مدينة قندهار للتخلي عن حرسه الخاص واستبدالهم بحرس من القوات الامريكية الخاصة. واشارت التصريحات الي ان اللجنة وجدت صعوبة كبيرة في اختيار مرشح للفوز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، نظرا لوجود اكثر من مرشح.
وقال الناطق باسم اللجنة غير لونديستاد انه لم يكن هناك مرشح مفضل هذا العام . وبلغ عدد المرشحين الذين قدمت اسماؤهم في بداية شهر شباط (فبراير) الماضي 156 شخصا منهم 117 شخصية، 39 منظمة، وهو رقم قياسي بكل المعايير.
ومن بين مرشحي هذا العام كان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، والرئيس الامريكي جورج بوش حيث رشحا لتكريم دورهما في الحملة ضد الارهاب ، ولكنهما لم يكونا علي قائمة المفضلين نظرا للجدل الحالي بشأن تغيير النظام في العراق، والمعارضة العالمية لما يعتقد الجميع انه امبريالية امريكية جديدة مدعومة من بريطانيا، وفي ضوء الجهود غير الشعبية التي يقومان بها لاقناع العالم بضرورة التخلص من نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال مدير المعهد النرويجي الدولي للشؤون الدولية سيفير لوغارد ان اللجنة ليست مجنونة لكي تقوم باختيار بلير وبوش، فيما قال تاونيسيون ان اختيارهما غير ممكن . وقال ان جائزة نوبل كانت ستفقد مصداقيتها لو منحت للرئيس الامريكي وبلير.
وقال معلقون انه حتي منح الجائزة لاي امريكي سيقود في النهاية للجدل وانتقاد السياسة الخارجية الامريكية الحالية، والتي رفضت الاستجابة للمطالب الدولية، وانتقلت في ظل الرئيس الحالي من العزلة الي المواجهة. وكان مرشحان امريكيان لهما علاقة بحملة انقاذ وتأمين النفايات النووية والترسانة النووية الســــوفييتية من مرشحي هذا العام، وهما النائبان السابقان في الكونغرس الامريكي سام نان، وريتشارد لوغار، الا ان عددا من المعلقين قالوا ان فوزهما سيؤدي للربط بين الحملة الحالية التي تقودها امريكا في الظاهر لنزع اسلحة الدمار الشامل التي تدعي امريكا ان العراق يملكها وحملة النائبين الامريكيين السابقين.
ومن الاسماء التي طرحت للنقاش هذا العام المبـــــادرة التي قادتها النرويج لتحقيق السلام في سريلانكا هذا العام، ومن المرشحــــين ايضا برزت اســـماء الرئيس الامريكي الســـابق جيمي كارتر، وجمعية جيش الانقاذ، وهي جمعية خيرية معروفة في اوروبا، وجمعيات مسيحية اخري.
وكانت جائزة العام الماضي قد منحت للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في الذكري المئوية الاولي لانشاء الجائزة، حيث قدمت اول جائزة منها عام 1901. وتصل قيمة الجائزة الي مليون دولار امريكي، وفي العادة تقدم في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) من كل عام في الذكري السنوية لوفاة مؤسســـها الفريد نوبل الذي توفي عام 1896 .