منذ 1967 وإسرائيل تفرض إرادتها علنا على القادة الأميركيين وعلى ما يسمونه هيئة الأمم المتحدة. فالنفوذ اليهودي الإشكنازي والمهم في الغرب برغم قلة عددهم بالنسبة إلى الشعوب المسيحية ، لا يزال يملي عليهم إلحاحاته السياسية و يحدد الأراضي الإسرائيلية و مصير سكانها وعددهم 2.542.000 يهودي و 435.000 عربي ( تشرين الأول 1970) وتعرض الدولة اليهودية على العرب الذين في إسرائيل أن يذهبوا ويستوطنوا في الأرجنتين أو أستراليا . ناهيكم عن مليون عربي في كل من شرق الأردن وغزة يستخدمون جزئيا في عمليات البناء المعجلة للقدس. وأبعد الصهاينة حوالي مليوني لاجىء إلى الأراضي العربية المجاورة . وهؤلاء اللاجئون الذين يزداد عددهم في المخيمات يحتجون ضد عدم تنفيذ مقررات هيئة الأمم من 1949 إلى 1967 الرامية إلى إعادتهم إلى وطنهم ، متهمين الولايات المتحدة و أوروبا الغربية بالتواطؤ مع إسرائيل .
وتود إسرائيل أن تحافظ على حدودها الحالية . إن الإصرار على مفاوضات مباشرة مع العرب ومهمة يارينغ ومشروع روجرز ، كل هذه لم تكن سوى مجرد ترددات أو مماطلات . إذ عندما جرت مناقشة مبدأ الموافقة على التراجع في الكنيست ، (البرلمان) صرح ح** ناحال ما يلي : إن ح** ناحال يترك الحكومة لأنه يأبى التراجع. إذن ، الحكومة لن تتراجع .لقد قطعت وعدا بذلك . لماذا إذن يتخلى عنها ح** ناحال ؟
إن موازنة مالية إسرائيل تشكو عجزا خطيرا وبصرف النظر عن كلفة الأسلحة الأميركية التي يجرى تسليمها إلى إسرائيل مقابل ضمانات معقدة وهبات سنوية تزداد باستمرار ، تتراكم ديون دولة إسرائيل وتجر وراءها الانخفاض المستمر لسعر العملة,
والدولة اليهودية ،بموجب المعلومات الصادرة عنها ، (نهاية تشرين الأول 1970) تنفق 4 ملايين دولار يوميا على ( الدفاع – الهجوم) . و هي تطالب أمريكا بقروض جديدة من أجل التسلح و التجارة والصناعة ، وميزان المدفوعات إلخ.. على حساب العشرين مليار دولار المعدة للحلفاء .و علاوة على ذلك، فإن إسرائيل تنوي الحصول سنة 1971 على مليار من الهبات الإضافية من الولايات المتحدة و كندا و البرازيل و أفريقيا الجنوبية ،برغم أن (الفدية) المفروضة على اليهود الثائرين على (قانون العودة) باتت الآن موضع جدال .
و هناك دول اعترفت بإسرائيل باستثناء الولايات المتحدة و الدائرة في فلكها ، تعارض سياسة الصهيونية العالمية . منذ حزيران 1967 ، لم تعد الولايات المتحدة تتحمل إغلاق قناة السويس الذي شكل تهديدا لاقتصاديات بلدان أوروبا والمتوسط .فالولايات المتحدة باتت تتخوف من الرفض الأوروبي الذي يعرض مصالحها للخطر لا سيما في نطاق النفط العربي . كما و أن العجز النفطي الأمريكي و الصدمات التي لاقتها أمريكا الشمالية هي أيضا عوامل أولية . مع ذلك، استطاعت الصهيونية البقاء عائقا في وجه هيئة الأمم و اجتماع الدول الأربع الكبار بفضل الكونغرس الأمريكي و بمساعدة دول أفريقية واقعة تحت تأثير النفوذ و المال الصهيونيين .
أنا من الناحية العسكرية فإن الانتصارات الإسرائيلية هي موضع استغلال واسع النطاق في ( الدفاع عن الغرب) و الصليبية المعادية للشيوعية ،. إن تفوق إسرائيل في ميدان التقنية في استخدام العتاد الأمريكي المدمر و جهاز التجسس التابع لها في أوروبا و أفريقيا و آسيا كان قد أتاح لها تحقيق أهدافها الاستراتيجية و البترولية في السويس و الموصل و الجزيرة العربية و ليبيا لو لم يسلح الاتحاد السوفييتي الذي أصبح معاديا للصهيونية مصر و يساعدها ( كان الاتحاد السوفييتي قبل و بعد 1948 بأجهزته الاشكنازية).
على كل حال إن مشكلة الوجود الفلسطيني بالإضافة إلى احتلال الأراضي العربية باتت معضلة أمريكية مستعصية الحل في أوروبا و في هيئة الأمم.
إن نسبة 90% من الإسرائيليين يسكنون المدن . إنهم مستاؤون من أجورهم ، وهم لا ينفكون يضربون في المرافئ و المصانع ، في دوائر البريد ، في المستشفيات و المطارات ، إنهم عاطلون عن العمل يفتقرون إلى مساكن، ملزمون بالإقامة المفروضة عليهم ،إنهم يطمعون بأراض جديدة و هم يدعون بكونهم شغوفين بالسلام فضلا عن أنهم يلتحقون بالخدمة العسكرية أربع سنوات تقريبا و يضحون بموازنة حرب تبلغ 50% من واردات الدولة الناشئة عن هبات و قروض يقدمها (العالم الحر) .
إن نسبة 5% تقريبا من الإسرائيليين يعيشون في المستعمرات الزراعية شبه العسكرية ، على الطريقة الشيوعية حيث تتوافر لهم الرفاهية والآلية و الكهرباء و مكيفات كما تشتمل هذه المستعمرات على حضانة للأطفال ، و مراكز ثقافية و ترفيهية ومطعم- بار. و هناك مئات من الرجال و النساء يزرعون و يحرثون مزارع لا تزيد مساحتها على 60 هكتارا ، و في هذه المساحة في فرنسا تستهلك عائلة مزارعة بنشاط موادها المكلفة أراض أكثر خصبا وريا .
( و في فلسطين المحتلة استثمرت الحكومة الإسرائيلية و المنظمات الصهيونية من سنة 1948 إلى 1969 رساميل قدرها 14 مليار فرنك في 106 مستعمرة مساحة الواحدة 60 هكتارا و تشمل المجموعة 430.000هكتارا من الأراضي المسلوبة من الفلسطينيين) .
إن هذه النسبة الضئيلة من المتطوعين للعمل في المستعمرات تشير إلى نفور الإسرائيليين من التدريب العسكري . إن فرق الكومندوس في بيافرا و فرق الرافضين ( الخونة) من التشيكيين الصهيونيين بعد المحاولة التي حصلت في ربيع براغ و في نيتهم العودة لإعادة الكرة.
إن المنتوجات الزراعية لهذه المستعمرات هي ، في الواقع، منتوجات عسكرية ( ومنها شركة الخطوط الجوية العال) .و تقدم هذه إلى السوق الأوروبية المشتركة بأسعار مزاحمة و موضع جدال ، وبما أن منشأها اغتصاب الأراضي الفلسطينية فيشكل مبيعها ذو الصفة الرسمية أمرا متنازعا عليه .
إن السوق الأوروبية المشتركة قد اشترت في عامي 1970-1971 287.000 طن من الحمضيات الإسرائيلية ناتجة بقسمها الأكبر عن بساتين الفلسطينيين التي اغتصبت سنة 1949. إن هذه المشتريات لم تحفظ لأصحابها الفلسطينيين حقوقا لا يمر عليها الزمن .
و موضوع الأراضي المحتلة (فلسطين) يتلخص في أن اليهود اشتروا فعليا 800 كلم مربع من سنة 1884 إلى 1949 و أغدق عليهم السير هربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني و خلفاؤه 800 كلم مربع ما بين 1918 و 1939، ومع ذلك ، رفع مشروع هيئة الأمم (1947) التقسيم إلى 14.300 كلم مربع لصالح إسرائيل . ثم وسع الصهيونيون هذه المساحة إلى 20.800 كلم مربع في خلال حرب الاستقلال المزعومة ( 1948-1949) و أخيرا زيدت المساحة إثر حرب حزيران سنة 1967 إلى 102.400 كلم مربع.
إن هذا التقدم الثابت الخطى نحو تحقيق حدود (إسرائيل الكبرى) من النيل إلى الفرات ، والتي تشمل 800.000 كلم مربع هو هدف المخطط الصهيوني في الشرق المقرر سنة 1897 .لكن إسرائيل تراجعت أمام إنذار الرئيس إيزنهاور الذي أدانته الصهيونية الغاضبة . و إن الوضع الراهن لإسرائيل يحدث شقاقا صهيونيا ، فالجنرال رابين القائد العام للقوات المسلحة سنة 1967 و الذي عين سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة صرح في واشنطن ، موجها كلامه بالطبع إلى المنظمات الصهيونية الأمريكية قائلا : ( إن هؤلاء الذين يعتقدون بعد بتحقيق ( إسرائيل الكبرى) في الظروف الراهنة هم خياليون يحلمون ) .و قد ظهر هذا التأكيد في هذا الصدد سنة 1970 في أثناء المناقشات الرسمية في البرلمان الإسرائيلي : (إن إسرائيل بتوقفها عند الحدود التي احتلتها بعد حرب حزيران قد قامت بتنازلات كافية) .
من كتاب : العار الصهيوني .. آفاته وكوارثه
للكاتب : لوسيان كافرو- ديمارس
مؤسفة هذه الارقام ولكن للعلم ..
علم الدولة العبرية عبارة عن لون أبيض يحده من الاعلى والاسفل لون واحد وهو الازرق ويتوسطه نجمة داود .
ويعني هذا بحسب مفهوم الدولة العبرية .. ان حدود هذه الدولة تقع بين نهريي دجلة والفرات (العراق) ونهر النيل (مصر) ..
واذا حدث ان زرتم موقع السفارة الاسرائيلية بالقاهرة ستجدون انها في منطقة المهندسين أي غرب النهر .. فعندما تم الاتفاق على انشاء السفارة رفضت اسرائيل اقامتها في منطقة الزمالك والتي تعتبر من الاحياء الراقية وموقع معظم السفارات هناك .. وحجة ذلك انه من المفترض ان يتم انشاء السفارة في اراضي اجنبية وكل ماهو بين النهرين لايعتبر ارض اجنبية بالنسبة للدولة العبرية !!