تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لمن أراد معرفة حجم القاعدة . القاعدة أفعال . أمريكا ردود أفعال

لمن أراد معرفة حجم القاعدة . القاعدة أفعال . أمريكا ردود أفعال 2024.

  • بواسطة
لا يزال الخبراء والاستراتيجيون من كل من تناول الأحدث الكونية الأخيرة ومن كافة الزوايا يجمعون على أن أسلوب القاعدة المتدرج مع عدوها الأول يثير العجب والإعجاب في آن واحد ويرون في كل فصول المواجهة اتقاناً متناهياً في الترتيب الأولوي وفي حجم الفعل الصادر …
القاعدة وقد رسمت جدولها الزمني المتقن في حربها المتدرجة مع أمريكا مستفيدة من كل المعطيات المتاحة أمامها وبشكل يوازي الأحداث مرونة وتكيفاً بدءا من الضربة الموفقة لسفارتي تنزانيا ونيروبي والتي يعلم المراقبون والعارفون حجم تلك السفارتين في الجانب الاستخباراتي الأمريكي فكانت تلك العملية طعنة قوية في قلب أمريكا النابض بكل خساسة الأساليب الاستخباراتية عبر هذين الوكرين الخبيثين فكانت تلك مناوشة من العيار الثقيل لأمريكا تبعتها حرب باردة من النوع الاستخباراتي بين أمريكا وعدوها رقم ( 1 ) القاعدة استطاعت الأخيرة أن تضلل أمريكا بتسريب بعض الأخبار المغلوطة ولتلقنها درساً بسهولة التلاعب على ذلك الجهاز المروع إعلامياً …

وكان المتنفذون في دوائر الاستخبارات الأمريكية في حيرة من أمرهم في خيارات تعاملهم مع هذا العدو الغير تقليدي ولا يخفون فيما بينهم حجم الضرر المتوقع والكبير من مثل تلك المواجهة عندها قررت القاعدة أن تقوم بلدغة سريعة لتكثف من حجم القلق لدى عدوها ولتفقده الثقة حتى في أعتى وأدق تكنولوجياته الحربية فكانت ضربة المدمرة كول والتي تمثل عند الأمريكان قمة التكنولوجيا الحربية الإلكترونية والمرتبطة بشبكة معقدة من الاتصالات الأرضية والفضائية والتي بمقدورها التعامل مع أكثر من مئة هدف أرضي وبحري وجوي في آن واحد والتي كلفت ميزانية الدفاع الأمريكية أكثر من مليار دولار وببساطة تكون نهايتها على يد ثلاثة من عناصر القاعدة وعبر أبسط التكاليف حيث لم تكلف العملية سوى زورق مطاطي مع شحنة قليلة من المتفجرات لتحصد العملية أكثر من سبعة عشر من الجنود الأمريكان والمهم أن تقطر تلك المدمرة كول بحراً إلى الشواطئ الأمريكية في منظر لن ينساه العالم وبهذه العملية زادت وتيرة القلق لدى القادة وعلموا أن عمليات تدار بأبسط التكاليف ينتج عنها مثل هذا الحد الفظيع من الخسائر لجدير بشحذ الهمم على كافة الأصعدة فتولت أمريكا مساقة برد فعل غبي على شكل متعجرف متغطرس بالدعاية للقاعدة وخلق حجم كبير لها استفادت منه القاعدة كثيراً في خلق جو من الرعب لدى المواطن الأمريكي وبدأت حرب الاستنزاف القاتلة بالصعود على السطح فكان الخيار الاستراتيجي للقاعدة والذي تمليه الظروف المواتية والخصبة هو ضربة قوية وصاعقة تزيد من وتيرة تلك الحرب وتجهز على المستوى الأمني والاقتصادي لتوصله للحضيض …

فكانت تلك الغزوة المباركة ( غزوة 11 سبتمبر ) والتي أوقفت العالم حيرة ودهشة وإعجابا لذلك المستوى الرفيع جداً من التخطيط والانضباطية والتنفيذ المتقن والذي تعدى حجم أهدافه المرسومة له ، وعندها كاد أن يتوقف قلب أمريكا لولا إنعاشه وأعلن قادته في الأيام الأولى من العملية أنهم أمام عدو ( قادر وخفي !! ) في آن واحدة ، وبدأت أمريكا في سلسلة من الإجراءات التاريخية والاستثنائية جدا في مشروعها القومي ( الحرب على الإرهاب ) وعبر شبكاتها الإعلامية الضخمة استطاعت تجنيد وتجييش العالم كله ضد الإرهاب وبكافة وسائلها الترغيبية والترهيبية المتاحة وأعلنت التقسيم الكوني المتغطرس ( معنا أو مع الإرهاب ) ثم هيأت العالم لتستر جرائمها وخسائرها في وقت واحد بتسبيق الإعلان عن التكتم الإعلامي حرصاً على سير عمليتهم ضد الإرهاب – زعموا – وكان لابد من ضحايا وأشلاء بل وفقد دولة فتية كانت وبكل أسف وأسى كبش فداء ولكنها الأيام دول – والله غالب على أمره –

وتسارعت وتيرة الأحداث لتجد أمريكا نفسها منساقة بردود أفعال ضخمة وسلبية على أمنها القومي ومقوماتها الاقتصادية عبر سلسلة من الاملاءات من القاعدة والتي باتت ترسم رد الفعل الأمريكي من خلال سلسلة متقنة من الحرب النفسية متخذة شكل التهديدات تارة والسخرية من أمريكا تارات أخرى وبدأت صورة القاعدة وقادتها تتضخم خياليا في الذهنية الأمريكية مع فقدان ثقة المواطن الأمريكي بقادته وعملياتهم التي لم تحقق ولو أبسط الأهداف المرسومة لها …

وأضحى الشارع الأمريكي يتخلق رعباً وبتغذية مباشرة من قادته ومن أعلى مراتب السلطة الإدارية الفدرالية أو الاستخباراتية عبر التصريحات المخيفة والمرعبة من عملية أخرى قد تنسي حجم عملية ( 11 سبتمبر ) وبطريقة فجة لتأمين خطوط الرجعة والتملص من النتائج المتوقعة أعلن وبشكل واضح لا لبس فيه عدم القدرة على تحديد حجم ومكان وزمان الضربة القادمة ….

في هذا الجو الخانق الممزوج بالرعب والترقب كانت حرب الاستنزاف الخطيرة على موعد مع الاقتصاد الأمريكي والتي بدت شرفاته العالية بالتصدع بل والانهيار عبر شركاته الضخمة المترنحة والهاوية متخذة شكل الإفلاس تارة والفضائح المحاسبية تارة أخرى …

وهكذا تمضي القاعدة عبر منظومتها المتقنة في التلاعب بهذا الكابوي الأمريكي المتعجرف ويبقى لديها عدة خيارات متاحة أخفها أثقلها على أمريكا وسنرى أي الخيارات المباركة ستختار القاعدة في مستقبل أيامنا المقبلة …

++++++++++++++++++++++

منقول من الاخ (( نحن هنا ))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.