تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ورحل العقيلي أحد أبرز ادباء وشعراء ومؤرخي المملكة العربية السعودية

ورحل العقيلي أحد أبرز ادباء وشعراء ومؤرخي المملكة العربية السعودية 2024.

ودعت المملكة العربية السعودية قبيل صلاة الجمعة 22/1/1423 هـ الموافق 5/4/2002 م أحد الرواد في مجال الدرسات التأريخية والأدبية والشعرية ، ويعد آخر الرواد الكبار على مستوى المملكة الذين يغادرون دنيانا بعد أن ملؤها علما وأدبا ، حيث خلف وراءه ثمانية وثلاثين كتابا في فنون مختلفة : في التأريخ والتراث والشعر ، والأدب 0
والفقيد هو : محمد بن أحمد بن عيسى العقيلي من مواليد مدينة صبيا عام 1336هـ ، تلقى علومه الأولية على يد والده الذي كان أحد قضاة المنطقة البارزين وعلى مشايخ في منطقة جازان ، ثم عكف على تكوين ثقافته بجده واجتهاده معتمدا على موهبة ثرة وحماس منقطع النظير، فقرض الشعر في مرحلة مبكرة من حياته وكانت أشعاره تذاع من هيئة الإذاعة البريطانية في وقت كانت محط أنظار الشعراء وشداة الأدب فذاع صيته ولمع نجمه في سماء الشعر والأدب فأخرج ديوانه الأول ( الأنغام المضيئة ) عام 1391 هـ 1971 م ، ثم أتبعه بديوان ( أفاويق الغمام ) عام 1402 هـ ـ 1982 م و( رأد الضحى ) عام 1414هـ ثم جمع هذه الدواوين وغيرها من أشعاره في مجموعة كاملة صدرت 1413هـ ولقد كان رحمه الله يتمتع في كثير من أشعاره بخيال مجنح وصورة بديعة مشرقة وقد ترجمت بعض قصائده إلى الفرنسية في صحيفة لوموند الفرنسية ، كما سجلت في شعره رسالة ماجستير في جامعة أم القرى وحصل عليها الباحث خالد بن ربيع الشافعي كما أصدر الدكتور علي المصري دراسة فنية عن ديوانه الأنغام المضيئة ، وهو أول شاعر من الجنوب يدرج شعره في ضمن المناهج الدراسية ،وألف عدة مؤلفات في مجال الدراسات الأدبية منها : ( الأدب الشعبي في الجنوب ) وهي من أوائل الدراسات في المملكة في هذا المجال ، صدر هذا الكتاب عام 1389 هـ ـ 1969 م في جزئين ، كما أصدر كتاب ( أضواء على الأدب والأدباء في منطقة جازان ) عام 1400هـ 1980م كما ألف كتاب ( من أدب جنوب الجزيرة ) عام 1404هـ 1984م ، ثم ختم دراسات الادبية بكتابه 🙁 التأريخ الأدبي لمنطقة جازان ) في ثلاثة أجزاء كبيرة صدرت عن نادي جازان الادبي عام 1413هـ 1993م أما في مجال التحقيقات الأدبية فأخرج 🙁 مختارات من ديوان القاسم بن هتيمل ) عام 1380هـ ـ 1960م و ( ديوان الجراح بن شاجر الذروي ) عام 1385 هـ ـ 1965م و( ديوان السلطانين الحجوريين ) 1374هـ ـ 1954م 0ولقد كان رحمه الله أحد مؤسسي نادي جازان الأدبي وأول رئيس له عام 1395هـ 1975م وكان صديق عمره ورفيق دربه الشاعر الكبير محمد بن علي السنوسي رحمه الله نائبا له 0وهو إضافة إلى هذا عضو في بعض الأندية الأدبية كنادي جدة ونادي مكة المكرمة إضافة إلى نادي جازن الأدبي
وفي مجال الدراسات التأريخية أصدر سفره عن تأريخ المنطقة المعروف بـ 🙁 تأريخ المخلاف السليماني ) في ثلاثة أجزاء كبار ، وهي دراسة رائدة عن المنطقة في فترة خبت فيها شعلة الكتابات التأريخية ، فغطى بكتابه هذا على ثغرة ليست يسيرة وهو من أهم ما كان يعتد به من مؤلفاته رحمه الله ، كما أخرج كتاب 🙁 الآثار التأريخية في منطقة جازان ) صدر عام 1399هـ 1979م ، كما أصدر كتابه ( عسير في اطوار التأريخ ) عام 1411هـ 1991م و ( نجران في أطوار التأريخ ) صدر عام 1405هـ ، وبهذين الكتابين يكون قد أطبق على تأريخ جنوب المملكة بأكمله ،كما قام رحمه الله بتحقيق بعضا من كتب التأريخ التراثية المهمة من مثل 🙁 نفح العود في دولة الشريف حمود ) صدر عام 1402هـ 1982هـ وطبع مرتين آخرها 1406هـ 1986م كما أخرج كتاب 🙁 العقد المفصل بالعجائب والغرائب من دولة الشريف أحمد بن غالب ) عام 1407هـ 1987م ، كما أصدر دراسة بعنوان 🙁 أضواء على تأريخ الجزيرة العربية الحديث) عام 1411هـ 1991م
كما قام رحمه الله بتأليف بعضا من الدراسات المعجمية الرائدة في بابها وتعتبر من اول ما ألف في الجزيرة العربية في هذا الباب مثل 🙁 معجم اللهجات المحلية لمنطقة جازان ) صدر عام 1403هـ 1983م و ( المعجم النباتي ) عن النباتات في منطقة جازان صدر عام 1405هـ 1985م ،وله كثير من البحوث والدراسات والمقالات صدرت في مجلات رصينة في المملكة وخارجها وبعضها وسعه وأصدره في كتب مستقلة ،وهي كثيرة لا تفي بها هذه النبذة التي تتفق وعصر السرعة ، وهي لا تخفى على الباحثين 0
هذه الجهود العلمية الجبارة التي بذلها الفقيد في حياته جعلته محط إعجاب المفكرين والعلماء والأدباء ليس على مستوى المملكة وحدها بل على مستوى الباحثين على امتداد العالم العربي وقد جرت بينه وبينهم كثير من المراسلات العلمية جمعها في كتابه ( العقيلي في رسائل معاصريه )صدر عام 1412هـ 1992م 0 كما دعي ـ رحمه الله ـ إلى إلقاء محاضرات تأريخية في الجامعات السعودية وفي كثير من المناسبات الوطنية الكبرى 0
وقد حظي رحمه الله بتقدير واحترام بالغين من قبل الأدباء والمؤرخين والمفكرين على المستويات كلها ؛ فكرمه الأدباء السعوديون فمنحوه ميدالية الريادة الادبية ،وقد اختير رحمه الله شخصية العام في مهرجان الجنادرية عام 1416هـ 1996 م ، وقد منحه خادم الحريمن الشريفين وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة وقلده أياه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في مهرجان الجنادرية عام 1417هـ 1997 م 0
وفي مجال العمل الرسمي تولى رحمه الله تعالى عدة أعمال منها : مدير دار الأيتام ، ومدير مكتب العمل ، ثم رئيسا للنادي الادبي إلى أن تقاعد وتفرغ لأعماله الحرة ؛ حيث أنشأ مطابع الجنوب التابعة لشركة العقيلي وبقي رئيسا لها حتى وفاته 0
لقد رحل العقيلي تاركا وراءه تراثا لا ينضب ، فبكاه أدباء المملكة ومفكروها ومؤرخوها وغطت الصحف المحلية نبأ وفاته باهتمام بالغ وقد تقدم المصلين عليه رحمه الله صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان ونعاه عبر وسائل الإعلام باعتباره رمزا ثقافيا من رموز المملكة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.