تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة جميلة جدا جدا .الى من كان لهم في مكنون القلب ود .

قصة جميلة جدا جدا .الى من كان لهم في مكنون القلب ود . 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما تكون القصة طويلة بعض الشيء ..ولكنها حقا تستحق القراءة….وجميلة جدا جدا ……..فتابعوا القراءة مع محمد وسالم ……ابطال القصة……:(:(

سنبدأ من جديد

خليجية

لقد جئت إليك يا بحر.. أحاكيك ..أسألك عن زمن مضى ..ورفيق درب لن يطويه النسيان..عاشت ذكراه في مخيلتي .. و ستعيش ما كتبت لي الحياة..لقد أتيت إليك يا بحر أبوح لك بآهاتي ،وألقي ما بي بجوفك..فاحفظه ولا تخن سري،وخذ دمعي امزجه بأمواجك ، فلا أريد أن يراني أحد وأنا أبكي..فكن لي خير معين .

وليد .. كلمة صديق لاتفيه حقه و قدره ، فلقد سمى فوق ما تحمله هذه الكلمة من معنى وجعلها تتوارى خجلا حين تراه، هو أخي بل أكثر من ذلك ..تعرفت عليه في سن التاسعة حين كنا في المدرسة .. وكنت مشتركا في فريق السلة ، كما كان وليد كذلك .. لقد كانت ملامحه تتسم بالقسوة مما دعاني أن أنفر منه و أتحاشى مواجهته . و أثناء التدريبات أمرني المدرب أن أراوغ وليد وأحاول أخذ الكرة منه ..لكن وليد كان يفوقني طولا و مهارة .. وأثناء اندفاعه نحو السلة أسقطني أرضا و سجل هدفا ووسط ذهولي رأيته متجها نحوي يمد يده يريد مساعدتي على النهوض،فقال لي لـم أكن أقصد ذلك ولكنها اللعبة تحتاج إلى شيء من الخشونة ..فأجبته : لا بأس أنـا بخير.. هكذا تعرف أحدنا على الآخر ، لم أتخيل مطلقا أنه سيكون رفيق دربي وقرين عمري..أصبحنا نزور بعضنا باستمرار بعد المدرسة ..وفي أيام الإجازة أيضا ..فأينما كان وليد تجد محمد.

يوما بعد يوم ازداد ارتباطنا و تلاحمت أفكارنا .. وكنا نشترك بأمور كثيرة .. وقد كان وليد يفوقني في الدراسة .. و طالما حسدته على ذلك .

لقد كان مكاننا المفضل البحر..نذهب لنغسل به همومنا .. نتحاور..نتسامر .. نصنع من رماله الذهبية مخططا لمستقبلنا ..يقول وليد أنظر يا محمد هذا بيتي حين أكبر و سأكون متزوجا وعندي ولدان وبنت .. وسأكون دكتورا في الهندسة الوراثية ..وانظر الى هذا البيت المجاور ..هذا هو بيتك .. ماذا تحب أن تصبح يا محمد؟؟

لكن سرعان ما أتت الأمواج على الرمال و محت ما عليها .. تكدر وليد .. فقلت له :لا تبتإس ..هذا رسم على الرمال..يمكنك اعادته من جديد.. وسأكون بجانبك دائماً .. تبسم وليد.. وراح يخط بيده رسماً آخر.

جاءت اللحظة الحاسمة .. ها نحن ننتظر نتيجة الثانوية على درجة من التوتر ..خائفين و مترقبين،أذهب إليه اطمئنه ..فأرانا وقد انقلب حالنا ويقوم هو بتهدأتي، ظهرت نتائجنا ولم تخرج عما توقعناه، لقد حصل وليد على تقدير عالٍ فرح به أشد الفرح وها هو قد بدأ يحقق أولى أحلامه ، أما أنا فقد حصلت على تقدير أقل منه لكن يؤهلني لدخول الجامعة ، رأيت فرحة وليد باركت له وفرحت لفرحه، ثم لمحت حزنا في عينيه ما بك يا وليد؟ لابد أن تفرح في مثل هذا اليوم .. وقال لي .. محمد .. لا أخفي عنك فرحتي الكبيرة ..لكني كنت أتمنى أن تكون أنت في مكاني..نظرت إليه برهة ..وساد صمت قصير ..ثم انقضضت عليه أعانقه وسط ذهوله ، مبروك يا وليد لقد كبرنا .. وأخذنا نضحك و نتطاير فرحا ،وهممنا نفكر بمستقبلنا الجامعي..وها نحن أصبحنا طلبة في الجامعة ..لكن لم نتغير .. كبرنا وكبرت معنا صداقتنا..هو محوري ..أناقشه أستشيره كان حكيما ،سنه يسبق عمره بأعوام..صدره رحب يتسع لكل آلامي ومشكلاتي ولم يظهر ملله مني .

في ساعة متأخرة من الليل ارتجفت على صوت طرقات متتالية، وحين ذهبت لأرى من بالباب ، فإذا به وليد ولأول مرة من عمر صداقتنا أراه في تلك الحالة..فقلت.. وليد؟!!!

محمد.. خذني الى البحر.. قلت البحر؟؟!!! … قال صارخا نعم البحر ستأخذني أم أذهب لوحدي ..

حسناً حسناً سآتي في الحال.. ثم عدت مسرعا إليه ..وركبنا السيارة ..ولكني لم أفهم شيئا مما يحدث..حدثت نفسي هل أسأله .. أخذت أنظر إليه لكنه كان شاردا..سألته ما بك يا وليد؟! لكنه لم يجب وكأنه لم يسمع كلمة مما قلت..حاولت أن أسرع لعلنا حين نصل الى البحر يخبرني ما به ..وحين وصلنا خرج وليد مسرعا الى البحر متجها نحو مكاننا المعهود ..ووقفت أنا بجانب السيارة ولازلت لا أعي شيئاً …تركته منفردا بنفسه ..ورحت أشرد بأفكاري..ما به وليد ماذا حدث له ؟! ذهبت إليه ووضعت يدي على كتفه ..وليد م…وقبل أن أكمل سؤالي قال لي ..لقد مات والدي يا محمد ..مات والدي …وانهار على الأرض و أخذ يبكي .. صعقت لما سمعته و شاركته دموعي أخذته بين ذراعي ..أخفف عنه .. رفع رأسه وقال لي أنا المسؤول عن أسرتي أنا وحدي ,, هل تظن أني كفء لذلك ؟ أجبته مستغرباً .. كفء!! .. نعم أنت لها يا وليد .. طالما تحملت وزري ..وتكفلت بأموري..وأبدعت في ذلك فكيف بأهلك!! وتأكد بأني سأكون معك وإلى جنبك دائما لمحت أمانا و طمأنينة دخلتا قلبه بعد سماعه ما قلته له، سبقني الى السيارة وعدنا للبيت وبعد مرور الأيام أثبت وليد نجاحه في رعاية اسرته ، وكان فرحا بذلك ..استمرت حياتنا ..وما زال المستقبل أمامنا نرسم له أحسن صورة.

وأثناء سيري في أروقة الكلية وإذا بي أرى وليد …فقال لي اليوم سأذهب الى بدر هاتفني وقال أنهم جميعا ذاهبون الى الشاليه وأكد علي أن أخبرك هل ستذهب معي قلت له حسناً .. متى ؟ ..قال بعد صلاة العشاء ..وفعلا أخذته بسيارتي و انطلقنا نحو الشاليه .. وأخذنا نسلي بعضنا أثناء الطريق بحكاياتنا و مغامراتنا أيام طفولتنا .. وعلت ضحكاتنا..وبينما كنا على هذه الحالة .. وإذا بعربة نقل كبيرة تظهر فجأة لنا حاولت أن أتفاداها لكن كان سائقها مسرعا .. ارتطمنا به.. وفر هارباً .. وانقلبت سيارتي ثم استقرت على جانب الطريق .. ورحت في اغماءه بضع ساعات ، وحين أفقت استجمعت قوتي وزحفت خارج السيارة .. أخذت أنادي .. وليد .. وليد.. لكنه لم يكن بالداخل..تلفت وإذا بي أراه ممددا بعيدا عن السيارة ذهبت اليه أهزه أناديه .. لكن لاشيء..وضعت أذني على قلبه ..سمعت ضربات قلبه لكنها كانت خافتة.

أخذت أصرخ أنقذونا ساعدونا ..لم يجبني أحد.. فقط كنا نحن والصمت والظلام ..حملته بين يدي ..وقد غسلت دمعاتي وجهة .. أصرخ بصوت متحشرج .. أنقذونا ساعدونا .. سرت به مسافة بعيدة .. لكن لاشيء كدت أفقد الأمل ..جثمت على ركبتي ..أقول له سامحني ..لم أجد أحدا ينقذك ..أرجوك لا تمت ..لاتتركني فأنت أخي وكل ما أملك.. أحسست به ينسحب من هذه الدنيا بهدوء و أنا لا حول لي و لا قوة ، ثم أجهرني ضوء قادم من بعيد أخذت أصرخ و أسير باتجاهه حتى لمحني ثم أخذنا الى المستشفى.. لقد كانت رعاية من الله ورحمة ، وحين وصلنا الى المستشفى أخذوا وليد الى غرفة العمليات ،وأما أنا ذهبوا بي لتضميد جراحي …وحين انتهيت قال لي الطبيب أن أذهب و أرتاح ثم آتي و أطمئن على وليد في الصباح..لكن كيف أذهب و أتركه ..ضللت معه وحين خرج من العمليات وضع في غرفة العناية الفائقة .. وجلست أراقبه من خلال الزجاج ..أدعو له ..لم أجد أحدا يواسيني غير دموعي .

استمرت حالته أياماً وأسابيع وشهوراً .. لم يفق من الغيبوبة .. و استمريت في زيارته لكن مازال الأمل في لقائنا من جديد باقيا .. ولن يزول .

وبينما كنت في البيت هاتفني الطبيب قائلا .. يا أخ محمد لقد أفاق وليد من الغيبوبة ول… رميت السماعة من يدي لم أصدق ما سمعته .. أخذت أرتطم بكل شيء أمامي وذهبت مسرعاً الى المستشفى .. ها نحن سنلتقي من جديد يا وليد .. أملي لم يخب ها أنا آتي ..كنت أركض في أروقة المستشفي وسط استغراب كل من يراني ..اندفعت نحو غرفته وإذا به ينظر إلي ،ذهبت إليه و ضممته .. حمداًً لله على سلامتك .. لقد اشتقت إليك كثيراً ،كلنا في انتظار عودتك .. كنت منفعلا وأنا أحدثه لكني فوجئت ببرودته و نظراته الغير مستقره وكأنه يراني أول مرة .. نظرت اليه انتظر منه ردا .. لكنه كان يقلب رأسه يمينا وشمالاً .. أخذت أحملق به .. أحاول أن أبعد الإحساس الذي يتملكني .. ثم جاء الطبيب وقال .. لقد كنت أحاول أن أخبرك على الهاتف .. أسرعت اليه ، تخبرني بماذا يا دكتور ؟!! لاتقلها أرجوك .. ذهبت الى وليد أهزه غضبا بكلتا يدي انظر إلي أنا محمد أجب يا وليــد .

أمسكني الطبيب وقال لا فائدة، لقد أصيب برأسه إصابة بليغة أحدثت خللا دائما لديه ولا يمكن علاجه .. لم أصدق ما سمعت كان وقعه شديد الأثر في نفسي .. واستطرد الطبيب قائلا يمكنه الخروج ..أخذته الى البيت و أنا في ذهول مما سمعت ورأيت ..وحين وصلنا استقبله أهله بالبكاء والألم يعتصرهم،

أذهب اليه في كل يوم وآخذه إليك يا بحر لعلي بذلك استجدي ذاكرته ..التفت اليه و أقول له لن أتركك ولن أتخلى عنك .. لقد تركت لي مسؤولية كبيرة كأنك تريد أن تختبرني .. سأرعاك أنت و أسرتك .. ولكنه لا يعي كلمة مما أقول .. وليد هل علينا أن نبدأ مشوارنا من جديد ؟!

ثم التفت إليه وقد رسمت دموعي خطاً على وجنتيْ .. وأمد يدي له مصافحاً…

مرحبا بك يا وليد أنا اسمي محمد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاشرته عشرون عام *** مرت كأسراب الحمــام

وتصـرمت أيامــها *** و مضت كما يمضي الغمام

لا نستظـل بظلــه *** إلا و أقـرأنا الســلام

كانت كحلم عاطـرٍ *** يا ليتــنا دمنا نيــام

ماج الخيال بخاطـري *** والذكريات لها احتـدام

فبدى لسابق عهـده *** عقـدُ بديع الإنتـضـام

نختال بين الزهـر في *** الروضات لا نخشى الملام

إن تشرق الشمس لنا *** عند الشروق لها ابتسـام

والبدر ينصـت باسماً *** قد سره حـلو الكـلام

اشكو إليه مصائـبي *** فيكفكف الدمع سـجام

ويـرق ثم يصيـبه *** من حر ما ألقى السـقام

عشرون عاماً قد مضت *** عامٌ مضى من بعد عـام

واليوم لم يثبت لـنا *** من ودنا غير الســلام

ما خان أو خنا ولكن *** الزمان له احتكـــام

يا صاحبي إن اسدلت *** من بيننا ستر الظــلام

فلأنت نورٌ مشرقٌ *** يجلو عن العين القتــام

إن يحجبوك عن العيون *** فأنت في جفني تــنام

الشمس نبصر نورها *** بالرغم من كثب الغمام

[/QUOTE]<BR><font size="1">[عدلت بواسطة السماءالزرقاء515 في 10-02-01 – 03:57 pm]</font>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.