علي سلطان وريم البريكي:
تصوير: اسماعيل قيلي:
بعد معاناة استمرت لعدة أشهر مع المحاكم الأميركية عاد الى أرض الوطن مساء أمس الأول المواطن سيف المحيربي والذي اعتقل بتهمة لا ذنب له فيها، خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي·
المحيربي وصل الى مطار دبي في الساعة السابعة وخمس دقائق مساء أمس الأول على متن الطائرة القادمة من سويسرا · وقد استقبلت الاتحاد سيف سالم المحيربي في مطار دبي الدولي وكانت أول من قدم له التهاني على عودته سالماً لأرض الوطن·
وقد عبر المحيربي في لقاء مع الاتحاد عن سعادته بالوصول الى أرض الدولة ووجه الشكر الى الله عز وجل الذي كان معه دائماً كما وجه جزيل الشكر والامتنان الى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وجعله ف***ً وسنداً لأبنائه المواطنين في الإمارات وخارجها·
كما وجه المحيربي الشكر الجزيل والامتنان الى الفريق الركن طيار سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة ومتابعته للقضية أولاً بأول وخطوة بخطوة، وهذا يدل على اهتمام سموه بكل أبناء الوطن في الخارج ومتابعته الدائمة لأبناء الإمارات في كل أقطار العالم·
كما تقدم المحيربي بالشكر الى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لمتابعة سموهما للقضية وتقديم كل العون والمساعدة له خلال محنته، كما قدم الشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة على تركيز وسائل الإعلام على قضيتي وتداولها بشكل واسع، كما شكر أصحاب السمو الشيوخ الذين آزروني في هذه القضية التي لا ذنب لي فيها·
وأشاد سيف المحيربي بجهود سعادة السفير العصري الظاهري سفيرنا في واشنطن الذي زارني في سجني وقدم لي كل الدعم المعنوي ومعاملته لي كأحد أبنائه·
كما أود أن أشكر الأخ العزيز محمد الهاملي (من جهاز أبوظبي للاستثمار)، هذا الرجل الذي وقف بجانبي منذ بداية قضيتي حتى نهايتها والذي رأيت فيه غيرة الإماراتي الأصيل ونخوته وشهامته، وكل الشكر للأخ سيف الشامسي (من جهاز أبوظبي للاستثمار) الذي وقف الى جانبي وقفة مشرفة، هؤلاء هم أبناء الإمارات ورجالها· كما أتوجه بالشكر الى الاخوين راشد الهاجري رئيس جهاز أبوظبي للاستثمار وسالم المزروعي على وقفتهما ومساندتهما لي خلال تلك الفترة· كما أوجه الشكر لجميع أبناء الإمارات لدعواتهم واهتمامهم بالموضوع·
وعن بداية قضيته قال المحيربي: اتهمت بتمويل الارهاب وذلك عن طريق الحوالة المالية التي كانت تصلني، كما كان لترددي على العاصمة واشنطن دي سي والذي كان بدافع زيارة بعض الأصدقاء بالعاصمة الأثر الأكبر في الاشتباه بي بالإضافة الى خبرتي في مجال الكمبيوتر، واست***ج جواز سفر جديد بدلاً عن جواز سفري الذي فقدته بالإضافة الى ادعاء مدير البنك الذي كنت أتعامل معه بأنه تلقى مكالمة هاتفية مني أقول فيها بأنني أريد إغلاق حسابي بالبنك لكون الحساب قد أدى الغرض منه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكان ذلك افتراء وادعاء بالباطل·
وأضاف: خلال فترة التحقيقات قام أحد الضباط بالاعتداء علي بالضرب ودخلت أصعب الاختبارات، وبعد شهر من تحقيقات في الشرطة الاتحادية الفيدرالية اتضحت براءتي، ولكن تواصل احتجازي بادعاء انتهاء فترة إقامتي وأعلنت رغبتي في العودة للبلاد وتمت الموافقة ولكن تم إيقافي ومنعي من السفر بحجة رغبة العدالة الأميركية في تقصي حقيقة اعتداء الضابط الأميركي عليّ أثناء السجن وتمت إعادتي للسجن مرة أخرى، وهذه المرة كانت لكوني مضروباً وكان عليّ الادلاء بشهادتي أمام العدالة الأميركية وتدخلت سفارة الدولة بأميركا ودفعت مبلغ 100 ألف دولار كفالة مقابل تعهد مكتوب من السفارة بإحضاري كشاهد ومثولي أمام القضاء في وقت الاستدعاء بالإضافة الى كفالة شخصية من دبلوماسيين هما محمد الهاملي وسيف الشامسي بالإضافة الى تكليفي بالحضور للمحكمة كل أسبوع وبالتحديد يوم الثلاثاء من كل أسبوع وتقديم ملخص بما حدث خلال الأسبوع ومراجعة الجنسية والهجرة كل شهر لاثبات وجودي داخل الولايات المتحدة الأميركية·
وأشار المحيربي الى أن قضيته مع القضاء الأميركي انتهت ولكنها تأخرت من قبل المدعي العام الذي كان يرفع ويسقط القضية واستمر الوضع لمدة شهرين ونصف الشهر وهنا تدخلت السفارة في طلب السماح لي بالسفر للإمارات، وجاءت الموافقة مقابل أن أعود للادلاء بشهادتي في الوقت الذي يحدده القضاء الأميركي· وأضاف المحيربي: ما كانت تلك المشكلات لتحدث لي لولا الإعاقات التي وضعتها الجامعة التي أدرس فيها والظلم الذي وجدته بالجامعة لكوني رفضت إعطاء أحد الأساتذة رشوة مالية مقابل التقدير وتقديمي شكوى ضده مما جعل الجامعة ترفض منحي الإقامة على أساس الدراسة وتحويل إقامتي **ائح· وأكد المحيربي في ختام حديثه لـ الاتحاد على انه لا صحة لما نشرته إحدى الصحف المحلية على لسانه أمس وان كل ما ذُكر على لسانه في هذا الصدد أمس عار عن الصحة ويفتقر الى الدقة·
وقال انه لا يعرف الى الآن السبب المباشر لاعتقاله·· ولقد وجه اليه مكتب التحقيقات الفيدرالي مئات الأسئلة الدقيقة جداً·· ولكن لم تقدهم الى شيء، وعُرض 5 مرات على جهاز كشف الكذب وكان صادقاً في المرات الخمس·· ولكن ذلك لم يشفع له عندهم·
وقال انه أدخل السجن في واشنطن (دي سي) في الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الجمعة·· بعد أن تم استدعاؤه الى مكتب التحقيقات الفيدرالي صباح الخميس الساعة الواحدة والنصف صباحاً، وعندما نقل الى أحد السجون (سجن ارنجلتون) رفض المسؤولون قبوله في السجن لأنهم لا يتحملون مسؤولية وجودي بينهم، ثم نقل بعد ذلك الى سجن (مينساس)، وعشت في هذا السجن أسوأ أيام حياتي، فقد ظللت الأيام الخمسة الأولى من سجني بدون طعام·· لم يقدموا لي شيئاً·· ومر علي شهر ونصف الشهر في السجن بدون استحمام، وعندما بدأوا يقدمون لي الأكل كان الحرس يفتح باب الغرفة الضيقة المظلمة ويركل صينية الطعام برجله فيقذف الأكل في الهواء وأقفز أنا معه كي أمسك شيئاً لآكله، وعندما كنت أصلي كان بعض الحراس يقولون لي ان صلاتك لن تنفعك·· فلن تخرج من هذا السجن أبداً·
وكان يوم العاشر من أكتوبر الماضي من الأيام السعيدة في حياتي حيث جاءني سعادة السفير العصري الظاهري وقال لي: الحمد لله لقد تأكد لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي انه لا شيء ضدك·
وبعد ذلك سمحوا لي بمقابلة من يزورني وبدأت أتنفس بعض الشيء، غير أن القضية كان لها فصل آخر·· حيث قالوا لقد نجوت من مكتب التحقيقات الفيدرالي·· ولكن أمامك شرطة الهجرة التي تتهمك بدخول الولايات المتحدة بفيزا سياحية، وقد وعدني سعادة العصري الظاهري أن يسرع بإجراءات هذه القضية كي أخرج من السجن، وحدد لي تاريخ المثول أمام محكمة الهجرة بتاريخ 23 أكتوبر الماضي·· وقبل الموعد بيوم واحد تعرضت لضرب واعتداء من شرطة الهجرة الساعة الثالثة صباحاً·· ومنعوني من استخدام الهاتف·· بل قاموا بنقلي الى سجن آخر يقع على مسافة 7 ساعات من واشنطن العاصمة، وفي يوم المحكمة حدد القاضي أن أغادر البلاد بتاريخ 13 أكتوبر ،2001 وفي يوم 13 أكتوبر أخرجوني من السجن لأول مرة ونقلوني الى المطار·· وعندما كنت أهم بالسفر عائداً طلبت جماعة مكتب التحقيقات الفيدرالي إرجاعي مرة أخرى الى السجن بحجة أنني تعرضت للضرب من قبل شرطة الهجرة وسيتم سجني مرة أخرى الى حين تتم محاكمة الشرطة التي ضربتني ولابد من أن أظل حتى ينظر في القضية!؟·· وهنا بدأت المكاتبات والاتصالات القوية بين سفارتنا في واشنطن والمسؤولين الأميركيين·
ومنذ 13 اكتوبر ظللت بالسجن حتى أول أيام رمضان الماضي، حيث خرجت بكفالة قدرها 100 ألف دولار، وتولى السيدان محمد الهاملي وسيف الشامسي من مكتب أبوظبي للاستثمار أمر الكفالة مع تعهد من السفير العصري الظاهري بألا اغادر الولايات المتحدة، وظللت منذ الاسبوع الأول من رمضان اراجع المحكمة كل اسبوع وأقدم كشفا بتحركاتي خلال الاسبوع ثم أمر على شرطة الهجرة كل شهر كي أثبت لهم انني مازلت موجوداً·· وظللت على هذه الحالة حتى جاء الفرج من عند الله أخيرا·· ولم أصدق نفسي وأنا أغادر واشنطن يوم الأربعاء·· وفي المطار ظللت مخفورا من الشرطة حتى داخل الطائرة·· ولم يفارقني الشرطي المكلف بحراستي إلا بعد ان حان موعد اغلاق باب الطائرة·· وبعدها تنفست الصعداء وادركت ان الوطن الغالي لم يعد سرابا بالنسبة لي· وقال ان القضية الآن بين يدي محاميته (ترسيتي)·· ويأمل أن ينتهي الموضوع برمته قريبا ويسدل الستار فعليا على هذه المأساة·
وأشار سيف المحيربي إلى بعض الملاحظات والنقاط ومنها انه كان له موقع على الانترنت باسم (المحيربي دوت كوم) وكانت عليه صور صاحب السمو الشيخ زايد ومعلومات عن الإمارات والصقور· وقال انه خضع لاستجواب دقيق جداً حول الموقع وعلاقته بالكمبيوتر والانترنت وعن (صحراء ليوا) التي كانت بارزة على الموقع·· وقد أخذوا منه رقم الكمبيوتر ورمز المرور·· وكافة المعلومات·
وقال انه كان يدرس في بوسطن، وبعد الأحداث طلب منه والده العودة الى الإمارات وتوجه الى واشنطن يوم 16 سبتمبر الماضي بعد ان شحن اغراضه وانهى معاملاته في بوسطن·· وأشار الى ان تذكرة سفره عبر واشنطن (دي سي) ولهذا ذهب إلى هناك،وخلال تلك الفترة عقب أحداث 11 سبتمبر كانت تأتيني مكالمات غريبة واعتذارات بأن الاتصالات تمت خطأ، كما أن هاتفي النقال ظل يعمل رغم أنه ينقطع اذا تجاوز المبلغ 200 دولار وقد وصل المبلغ إلى 600 دولار ولم يقطع!
وقد انحصرت أسئلة المحققين معي على عدد من النقاط الأساسية:
لماذا دخلت إلى الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية وانت تدرس في واشنطن وليس بتأشيرة دراسية·
وعن التحويلات المالية التي تأتيني من أهلي في الإمارات·· ولماذا اغلقت حسابي بعد التفجيرات مباشرة؟، وقالوا لي أن مدير البنك الذي كنت أتعامل معه زعم انني هددته بنسف البنك كما نُسف البرجان·· وقد أكدت لهم انني لم أفعل ذلك مطلقا·
المصدر: جريدة الاتحاد
********************************************************
حمدا لله علىسلامته وحفظ الله ***اءنا و***اء المسلمين من كل سوء ومكروه …
معالي حمدان غانم المحيربي كان مدير الشرطة ابوظبي في سنة 1975 الي 2004