لامكان في العالم خلال القرن القادم للدويلات والتكتلات الصغيرة ( الفراطه ) وفي ظل العولمة لن يصمد أمام المد الأمريكي والغربي الا الدول العظمى التي تشكل قوة ( اقتصادية وبشرية وايدلوجيه ) ولن يمضي وقت طويل حتى تطحن قاطرة العولمة كل ما امامها من هذه الكيانات الأسرية .. ولن يبقى الا مايستحق البقاء من الدول التي تستطيع أن تحمي نفسها وتمارس حريتها عبر شعوبها … وأعتقد أن الوقت يمضي سراعا من بين أيدينا كخليجيين ويتفلت منا الخيار وتسلب منا الاردة فان لم نتجاوز كل المصالح الفردية الى خيار الوحدة والاجتماع على رأي واحد لتشكيل وحدة غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي والاسلامي الحديث … وان لم تقدنا ارادتنا الى صورة من صور التكامل العملي وليس القولي فاننا صائرون الى ( م**لة التاريخ ) …. وكل الدلائل والمؤشرات تؤكد على أن الخليج يتوجه الى التشرذم أكثر منه الى التوحد فالقادة منذ اثنان وعشرون حولا وهم يجتمعون ويفترقون على الكلام ليثبتوا مجددا أننا ظاهرة صوتية مبحوحه غير قادرة على أن ترسم مستقبل الأجيال … وان الضمير الجمعي لدينا ( مات ) منذ سنوات طويلة وأضحى بديلا عنه الولاءات والانتماءات الأصغر والأقل ..
ولعل الحلم كبير في الصورة التي ذكرتها سالفا ( التوحد ) والدولة الواحدة .. ولكن الكلام هو هنا عن الدلائل والمعطيات الأولية فخلال عقدين ونيف من الزمن نتباشر بالمنجز ( الجمركي ) او توحيد التعرفة الجمركية لدول مجلس التعاون الخليجي … فيما تجاوز المجتمعون كل الدلالات التي تشير الى الإلتقاء والترابط ومن ذلك فتح الحدود ونزع القيود ونبذ الملكية الفردية …
وقديما قيل …….
تأبى الرماح اذا اجتمعن ت**را .. واذا افترقنا ت**ـــرن آحادا
والظاهر أن الوضع ( يقرمش ) يعني الت**ير أقرب ..
وبالمناسبة ( توحيد التعرفة الجمركية ) … الحتسي ماعليه جمرك من زمااان.