السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الأخطاء الشائعة في تربية الطفل المسلم
1- إن الطفل كالمرآة يع** كل حركة يراها أو كلمة يسمعها ممن يعيش بينهم. وإليكِ أمثلة على ذلك:
– قد يزعجك أن تسمعي طفلك يتفوه بكلمات خارجة وتندهشي كيف حفظها, والأمر بسيط أخيتي فقد التقطها من التلفاز أو الخادمة التي تتركي لها طفلك, فاحذري من ذلك الأمر.
– ربما يسوءك أن يتكلم الطفل مع الكبار بدون أدب واحترام, ولكن كيف يستطيع الطفل أن يقول مثلاً "من فضلك" إذا طلبنا منه طلباً أو "جزاك الله خيراً" إذا أخذنا منه شيئاً إلا إذا لاحظنا أن نخاطبه دائماً بنفس اللغة؟
– إنك تكرهين أن تسمعي طفلك يقص عليكِ كل ما يراه من حركات أخته مثلاً وتحذرينه من الفتنة. ولكن لو بحثتِ لعلمتِ أنه يلاحظ ما تفعلينه أو يفعله أحد أفراد الأسرة أو الخادمة معك فيقلدها.
2- إن لأقوال الأم وأعمالها تأثيراً كبيراً في نفس الطفل وكثيراً مايظل هذا التأثير طول حياته, وهناك أمثلة لذلك:
– قد يرفض الطفل نوعاً من الغذاء عندما يتذوقه لأول مرة, إنه يرفضه لأنه يستغربه ولابد من انقضاء بعض الوقت حتى يعتاده.
ولكنكِ قد تفهمين ذلك خطأ فتعلنين أمامه أنه يرفض هذا النوع من الأكل لأنه لا يحبه, والطفل يتأثر بأقوالك, فلا يلبث أن ينغرس فيه كرهه لهذا الصنف, وكثيراً ما يرى رجالاً لا يأكلون نوعاً من الأكل منذ صغرهم وذلك نتيجة تأثرهم في ذلك السن بمثل هذه العوامل.
فإذا وجدتِ طفلك يرفض نوعاً من الأكل فلا تضعطي أو تتحايلي عليه, بل أبعدي هذا النوع من الأكل دون أي إزعاج, وأعطه غيره, على أن تكرري عرضه عليه فى فرص أخرى, وبهذا الشكل يعتاد عليه بالتدريج.
– تجلسين إلى الأكل وطفلك إلى جانبك فلا يعجبك صنف من الأكل لعدم إجادة طهيه مثلاً فتشيرين إلى ذلك أمام الطفل، فلا يلبث في اليوم الثاني أن يقلدك, إذ تجدينه يرفض نوعاً من الأكل لغير ما سبب إلا مجرد التقليد.
3- يميل الطفل بطبيعته إلى العناد, فإذا شجع والداه هذا الميل فيه نما وازداد، وإليك بعض الأمثلة:
– يتجلى عناد الطفل إذا ضغطت عليه الأم بشدة في دراسته, فقد يؤدي ذلك إلى رفض الدراسة, بل وكرهها, ولو استعملت التشجيع والإقناع بدل التهديد والضرب لأتى ذلك بنتائج باهرة.
– تعتقد الأم أن الطفل يرفض الغذاء لأن "ليست له شهية" فتستمر في الضغط عليه تارة بالحسنى وتارة بالشدة, ولو أظهرت الأم عدم الاهتمام بما يأكله الطفل أو يرفضه لماتت روح العناد هذه فيه.
4- إن قدرة الطفل على الفهم تفوق كثيراً قدرته على الكلام, وهذا ما يحمل الناس على الاعتقاد بأن الطفل محدود الإدراك قليل الفهم, وأنه من السهل التمويه عليه, إلا أن قدرة الطفل على الفهم كبيرة, فهو لا يلبث أن يكشف حقيقة الأمور, وإليك بعض الأمثلة:
– يخطىء الطفل في قول أو عمل فتنهره أو تضربه والدته, ولا يفهم الطفل لماذا عومل هذه المعاملة القاسية دون أن تبين له والدته وجه الخطأ. وبالتكرار يفقد قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب وبالتدريج يتعلم أن في الكــــــذب نجاته من الضرب, وهذا يفقده الشجاعة والقدرة على قول الحقيقة, وبذلك ينشأ جباناً كاذباً.
– قد تخبرين طفلك أن الطبيب "عمه" حتى لا يفزع بدلاً من إخباره بأن هذا "لن يؤذيه", ولكنه لا يلبث أن يكشف حقيقة الأمر ويعلم أن والدته لم تقل له الحقيقة, وهذا ما يجعله لا يصدق كلمتها بسهولة مرة أخرى.
– يجب على الأم أن تعلم أن التهديد والضرب إذا تكرر كثيراً فإنهما يفقدا مفعوليهما ويؤديا إلى ع** النتيجة المرغوبة.
– يجب أن تعلم الأم أن الإسراف في مكافأة الطفل قد تؤدي به إلي انتظار "الرشوة" وفي هذا أيضاً فساد لأخلاقه.
– امنحي طفلك حرية الحركة, دعيه يلعب ويقفز, وينطلق, فالانطلاق يشعره بالاستقلالية. ولكن عندما يخطىء يجيء دور الأهل وذلك للعمل على تفهم ظاهرة الاستقلالية عند الطفل والعمل بالتدريج على تحويلها إلى نوع من المسئولية. أليس كذلك؟