….الماسونية والمسيحية .
استهدفت المخططات التلمودية محاصرة المسيحية واحتوائها والسيطرة عليها كخطوة أولى في سبيل تحقيق هدفها في السيطرة على البشرية وقد كانت خطتها التي حملتها (الماسونية) هي الانتقام من الكنيسة الكاثوليكية التي فرضت عليها قوافيها وحبستها في الجيتوا))وحرصت على اليهود من كل البلاد الغربية والتنديد بهم من خلال الخلاف القديم الذي بدا بعد بعثة عيسى علية السلام وهو خلاف عميق الجذور . وكان للقديس (بولس)اليهودي الأصل دورة في خطة احتواء المسيحية وإ***جها عن رسالتها الحقة التي جاءت بها وتبديل الناموس وإدخال (الصلب والخطيئة والتثليث) إليها
و قد كان اليهود ينتظرون المسيح المخلص الذي يخلصهم من العبودية بعد تشتتهم ويعيد إليهم ملكهم
الدنيوي ، فلما ظهر يسوع في صورة قديس وحاول
تخليصهم روحيا وخلقيا من شرورهم ولم يظهر في صورة ملك يعيد إليهم سلطانهم الدنيوي أنكروه واضطهدوه وحتى الآن وهم ينتظرون (المسيح المخلص) في صورة ملك من نسل داود يخلصهم من الاستعباد والتشتت .
ولذلك فإن محاولة تدوين التلمود جاءت بعد الخطة الرومانية أبادتهم عام 80 ميلادية وبعد ظهور المسيحية نفسها وهى إصرار على خطة تفسير العهد القديم الذي يحقق مطامع (الشعب المختار في السيطرة على العالم ).
ولقد كانت الكنيسة الكاثوليكية تعرف هدف الماسونية ولذلك فإنها كانت (تنبذ) كل فرد مسيحي يثبت لديها اشتراكه في عضوية المحافل الماسونية فيسقط عنه ( الإيمان المسيحي ) وذلك على أساس أن الماسونية (عقيدة صهيونية يهودية )الغرض منها محاربة الأديان وتطويع المعتقدات الأخرى للسيطرة اليهودية.
كما أشار الباحثون المسيحيون والمؤرخون إلى هذه الظاهرة الخطيرة في محاولة اليهود للسيطرة على العقلية المسيحية خاصة فيما يتعلق بطبيعة (القضية الفلسطينية من الناحية الدينية )
ومازال اليهودية منذ ظهور المسيحية وهي في حرب معها ، وقد وجهت الماسونية هدفها لخدمة اليهودية التلمودية وحرب المسيحية وكل الفلاسفة الأحرار . ومند إنشاء المحفل الماسوني في بريطانية عام 1717 والماسونية تحارب (التعليم الديني ) وتسهم في تأسيس مدارس (علمانية ) بهدف القضاء على نفوذ الكنيسة .
وقد فهم رجال المسيحية الماسونية على حقيقتها ، وظلوا طيلة القرنين الماضيين في حرب لها وكشف لأساليبها باعتبارها (خطرا)على الأديان كلها وعلى المسيحية بالذات ولكن المسيحية في العصر الحاضر لم تلبث أن غيرت موقفها .وقد كشفت بروتوكولات صهيون عن هدف الماسونية كمؤسسة لليهودية التلمودية هذا الهدف الذي يرمي إلى تحطيم المسيحية تحطيما كاملا والقضاء على الحضارة الأوربية. ووجهت اليهودية عنايتها إلى القدح والذم
وتلطيخ المسيحية بأقبح الصور وأخذت تحارب المسيحية بالمذاهب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تهدم الروح المسيحية والمبادئ القومية وتقويض أركان الدول المسيحية فتحقق اليهودية غرضها بصورة غير مباشرة دون أن تصطدم وجها لوجه وقد نجحت اليهودية بهذه الخطة إلي حد بعيد.
أما اليهودية في نظر المسيحيين فهي ديانة فاسدة مقطوعة الصلة بعهد الرب الذي قال : إن بني إسرائيل تمردوا على إرادة الرب وخالفوا وصاياه وإن شعب المختار لا يكتفي بإقامة ملكه على أرض الميعاد بل يبغي السيطرة على العالم أجمع وقد شتتهم بين سائر الشعوب لكي يكفروا عن ذنوبهم ويعودوا إلى أرض الميعاد بعد ذلك ولكن اليهود (حرفوا هذا المعنى في تعاليم التلمود ) التي وضعوها والتي لخصوا مطامعهم في:
1- الأرض كل الأرض ميراث لبني إسرائيل .
2- إن كل شريعة غير شريعة بني إسرائيل فاسدة
3- إن كل سلطة على وجه الأرض غير سلطتهم فهي مغتصبة .
4- إن الرب حرم عليهم الشفقة والرحمة
ولكن إذا كان هذا رأى المسيحية الكاثوليكية والأرثوذ**ية لليهودية التلمودية فإن البروتستانتية تختلف عن ذلك وتؤمن بالأسطورة في الشعب المختار وقد استطاع اليهود احتواءهم وتوجيههم إلى هذا عن طريق نشر (الكتاب المقدس) جامعا للعهد القديم والعهد الجديد وما يتصل بتدريس هذه المعاني في مختلف البلاد التي تدين بالبروتستانتية بتفسيراتهم المضللة التي قدموها إلى الغرب المسيحي وتحويل هذه الأسطورة إلى حقيقة .
وقد كان مبشرو المسيحية يعارضون التفسير اليهودي للعودة إلى فلسطين ويكشفون عن أن العهد الجديد (الإنجيل ) لا يؤيد ما جاء في التوراة (العهد القديم ) وأن هذا الذي يدعيه اليهود مخالف لروح الإنجيل وناشئ عن سوء التصرف في تفسير مقاصد الله وكان اليهود قد أخذوا منذ القرن السادس في حمل المسيحيين على تبني تفسيراتهم لتلك التنبؤات والاعتراف بحقهم في الرجوع إلى أرض الميعاد ثم جاء هيكل الجرماني عام 1882 وكان صديقا لهر تزل ووضع كتابا سماه ( إرجاع اليهود إلى فلسطين حسب أقوال الأنبياء ) وكان بعض اليهود في روسيا وبولونيا أسسوا (جماعة أحباء صهيون)وجمعوا أكبر عدد ممكن من اليهود حول فكرة ( الرجوع إلى فلسطين ) وللتخلص من مذابح روسيا وبولونيا في القرن التاسع عشر وبعد تأسيس الحركة الصهيونية وعقد مؤتمرها الأول عام 1897 أخذ تيار التفاسير اليهودية لهذه التنبؤات يتسرب بكثرة إلى عقول المسيحية وبدأ الدهاء اليهودي والصهيوني يتملق المسيحية ويدس لها السم في الدسم فاتجه أكثر المسيحيين إلى الأخذ بالتفاسير اليهودية وكأنها هي التفاسير المسيحية الأصلية وكأن إرجاع اليهود أمر محتوم من الله وكأنه هو ما وجدت المسيحية من أجله . فلما أخذت الصهيونية تطالب بأرض فلسطين لإرجاع اليهود إليها استجاب لها المجتمع الغربي . وهكذا استطاع عشرون مليون يهودي أن يحصلوا على تأييد ألف مليون مسيحي مأخوذين بالتفاسير الأسطورية التي ضللتهم بها الصهيونية خلال ثمانين عاما إلى درجة أن هذه الأساطير تحولت إلى حقائق تبيح (القتل والتشريد لأبناء فلسطين) وقد خطت الفاتيكان خطوة واسعة في سبيل الاستجابة لليهودية عندما أعلنت أنها لا ترى مانعا للكنائس الأوربية من أن ينتسب أعضاؤها للمحافل الماسونية وقد أصدر الأساقفة الكاثوليك في روما بيانا واضحا بالسماح للكاثوليك بالانضمام لهذه الديانة اليهودية . وهكذا خضع البروتستانت أولا ثم هانحن نرى أن الكاثوليكية قد خضعت في السنوات الأخيرة حين أعلنت (تبرئة اليهود من دم المسيح ) وسمحت للمسيحيين بالانضمام المحافل الماسونية .وهكذا تكون اليهودية التلمودية قد نجحت في استيعاب الفكر الغربي المسيحي واحتوائك لنصدر عن اقتناع بأن اليهود هم (الشعب المختار) .
من كتاب : المخططات التلمودية ( اليهودية الصهيونية )
للمفكر الإسلامي : أنور الجندي