السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى : ( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )
ويقول سبحانه وتعالى : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )
تأمل قول ربي جل جلاله :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ )
سبحان الله !
هذا وعد من لا يُخلف الميعاد….
وهذا قول من لا أصدق من قوله ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) ، ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا )
أمَا والله ما نحن في شك منه ، ولكننا غفلنا عنه … أمَا والله ( إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) .
أمَا والله إنه لصِدق .
أمَا والله ليكونن ما وعد به ربي ، وإن غـرّ أناس صولة الكفر ، وإن بَهَرَت أقوام حضارته .
وقول الله أصدق وأبلغ
إن دولة الكفر ساعة ، وإن دولة الحق إلى قيام الساعة
وإن جولة الكفر لم تظهر إلا في ضعف دولة الحق [ دولة الإسلام ]
ولم تضعف دولة الحق إلا ببعدها عن دينها.
ويوم أن تمسّكت دولة الإسلام بدينها دانت لها أمم الأرض ، حتى قال عظيم الروم وقائدها عن نبي الرحمة :
فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ،
وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم ،
فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ،
ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه .
رواه البخاري ومسلم .
هكذا نطق هرقل ، بل هكذا أنطقه الله بكلمة الحق !
لقد أدرك هرقل أن دولة الإسلام إذا قامت لا يقف في وجهها أحد
وقال مقولته ودولة الإسلام في بداية قيامها ، لم تتـعدّ جزيرة العرب ، بل لم تفئ ظلالها على كامل جزيرة العرب .
كيف لو قال اليوم قائلنا : إن أعظم دول الكفر سوف تزول ، وأن رئيسها سوف يولّي الأدبار هاربا من جحافل الإسلام ؟!
لو قيل ذلك : لقيل كلام في الأحلام !
ولكن هذا الأمر وقع عندما صدق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان ، فولّى هرقل هارباً ،
أمَا والله لو عُدنا إلى ديننا وتمسّكنا به لرأينا بأعيننا صدق موعود الله بالنصر والغلَبة والتّمكين لأوليائه
ولرأينا صدق موعود الله بالهزيمة والذلّ والخزي والهوان لأعدائه
ألم يقل رب العزة سبحانه وتعالى :
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا )
لكن متى يتحقق هذا الموعود ؟
عندما يتحقق التوحيد ، ويرسخ الإيمان ، وشرط ذلك : ( يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا )
فلا يتحقق المشروط إلا بتحقق الشرط ولا ينفذ الموعود إلا بتحقيق شرطه
( َلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا )
كلمات و لا أروع
تحفز الهمم و تدفع الجميع الى الأمام …
الى دين الله و عمارة الأرض …
يزاك الله خير و بارك الرحمن فيك على هذه الكلمات الرائعة
جعلها ربي في ميزان حسناتك
وأشكر لك هذه المشاركه الرائعه
جزاك الله خيرا على الرد والتواصل المستمر
أسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يبارك فيك أينما كنت،
وأن يعيذنا وإياك من أسباب غضبه، وأليم عقابه، وأن يجعلنا جميعاً من الدعاة إلى سبيله على بصيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
جزاك الله خيرا على الرد والتواصل المستمر
أسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يبارك فيك أينما كنت،
وأن يعيذنا وإياك من أسباب غضبه، وأليم عقابه، وأن يجعلنا جميعاً من الدعاة إلى سبيله على بصيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين