لا أريد أن أبالغ في وصفها لكم فهي فتاة تمتاز بالأخلاق الحميدة والقلب الطيب لطالما تنصحني عن الابتعاد عن الانترنت ومشاكله، كلما أخبرها عن معرفتي بشخص تقول احذري يا أختاه فهم ذئاب، كنت أضحك وأقول لها لا تخافي فصديقتك بمئة رجل وكنت أنا وهي نتجول بين المواقع ونتعرف على العديد واستمرت صداقتنا ستة أشهر حينها أتت إلي لتعترف وتخبرني بأنها تعرفت إلى شخص مميز عن غيره محترم ومتعلم وووو لم تترك صفة جميلة إلا ووصفته به، قلت ما هذا وتخفين عني يالك من مجرمة وطلبت لها أن تفهمني ما نوع العلاقة التي تربطها به، قالت أنه الحب انصدمت لما سمعته قلت لها أنا أكيدة بأنك جننتي،أنت دائماً تحذريني وتنصحيني ما الذي يجري الآن، قالت :إنه يختلف عن غيره فهو أروع شخص تعرفت إليه، هو حياتي هو الهواء الذي أتنفسه، لن أستطع وصفها لكم حينها كيف بدت وهي تخبرني عنه وكأنها تتحدث عن ملاك لا وجود له في هذا العالم، قلت لها : عزيزتي احذري منه ربما يكون شخص منافق يبدو لك بمظهر وهو ع** ذلك أرجوك يا حبيبتي انتبهي منه لا تدعينه يضحك عليك ويكون اسمك ضمن أسماء المخدوعات، ضحكت وقالت لي : لا تخافي فأنا من كان ينصحك وها أنت تنصحينني الآن.
استمرت معه حتى طلب منها رقم هاتفها لمحادثتها فإنه لا يقوى على بعادها ويريد سماع صوتها، يريد أن يطرب أذناه بصوت حبيبته، كم قالت لي وهي أصبحت تحت تأثير حبها له لا قدرة لديها لرفض ما يطلبه منها فهي مغرمة به بل أكثر من ذلك تراه الشخص الوحيد الذي يحبها ويخاف عليها أكثر من نفسها مؤمنة بأنه يحمل لها نفس الحب التي تحمله له في قلبها وبين أضلعها، لقد سرى حبه في عروقها.
طلبت مشورتي قالت : أأهاتفه أم لا ما رأيك، التزمت الصمت وقلت : إن قلت لها لا تهاتفيه ستعاندني وتهاتفه من غير علمي وإذا وافقت سأكون سبب حزنها كنت في حيرة من أمري، قالت لي بأنها بحاجة لمحادثته وسماع صوته،أحسست بحاجتها له فقلت : هاتفيه لك ما تريدين، سألتني إن كان بإمكاني أن أهاتفه وأطلب منه الاتصال عليها لأنها لا تستطيع طلب رقمه خوفاً من أهلها أن يكتشفوا أمرها، ترددت كثيراً لكن بإلحاحها استسلمت ونفذت ما تريدها وبالفعل قمت بالاتصال عليه وكان غارق في نومه ولم يعرف من معه بالرغم أنه سمع عني الكثير من صديقتي وكنت مرتبكة لا أعلم ماذا أقول له، أسرعت في الحديث وطلبت منه بأن يحادثها وأنا صديقتها، قال : أنا شاكر لك لطفك، وأعطيته رقم صديقتي واستمرت صديقتي معه مدة طويلة يلتقيان عن طريق الماسنجر ويتحدثان لساعات طوال لم يبخل عليها بشيء، أرسل لها صورة وكان لها الأخ والأب والحبيب وكل شيء، ولا أخفي عليكم أنها أيضاً لم تبخل عليه بصورها وقابلته في مكان عام لم يتحدثان بل رأته من بعيد وهو نفس الشيء.
عندما أتيت لزيارتها أرتني صوره وقالت لي ما رأيك ، أطلقت ضحكة أثارت غيظها وقلت ما هذا إنه ليس بجميل ما الذي يجعلك تحبيه وتغرمين به يالك من مجنونة، أوقفتني وقالت : كفى أنا لا أسمح لك، إن الجمال شيئاً نسبياً فأنا لا أهتم بذلك، أدركت بأني جرحت مشاعرها، اعتذرت لها وقلت أعلم ذلك عزيزتي لكن هل لك أن تنصحيه بتجربة مرطب الشفاه، انظري إلى شفاهه فإنها مشققة ولم أتمالك نفسي وضحكت بصوت عالي، غضبت مني وقالت : إن لم تكفي عن سخريتك سأضربك، قلت لها : لالالا سأتوقف لكن ألا ترين بأن معي الحق، قالت : بلى لكن أنا أحبه ولا أرى به شيئاً معيباً، قلت : لأنك عمياء، وانتهت زياتي لها وعدت إلى بيتي.
كان بيننا اتصالات كثيرة تخبرني فيها عن حبيبها وكانت تطلب مساعدتي في انتقاء الهدايا له وماذا لها أن تكتب، أحاول بقدر الإمكان مساعدتها، وذات يوم أتى يوم عيد مولده وأتت لزياتي وأرتني ساعة فاخرة، سألتها عن سعرها فقالت بـ 5000 ريال، تعجبت وقلت من أين لك هذا المال، قالت : ادخرته له حتى أستطيع شراء شيئاً جميل يستحقه وأعلم أن هذه الساعة ليست كافية، أريد أن أبتاع له الأغلى لكن لا أملك المال الكافي (أتعلمون من أين أتت بالمال، الجميع في العيد يفرحون بملابسهم الجديدة وما يبتاعونه لأنفسهم، هي قامت بإدخاره له هو) حينها طلبت مني أن أحمل الهدية لمحل تجاري يقوم بتغليفها وأن أترك الهدية هناك وهو سيأتي لأخذها ونفذت ما طلبته مني، وكان علي أن أهاتفه لإعطائه رقم هديته ليأخذها وفعلت، كل هذا أفعله لأجلها هي فأنا أحب صديقتي ولا أستطيع أن أرفض لها طلباً.
واستمرت علاقتها معه سنة وأكثر وذات يوم اكتشف أمرها حينما كانت تحادثه أحداً ما من أخواتها كانت لها بالمرصاد وسمعتها وأسرعت لإخبار والدتها وأتت الأم غاضبـة جداً لتستفسر عما سمعته من ***تها، حاولت صديقتي الكذب لكن لم تستطع فأخبرتها بكل شيء، سقطت الأم مغشية عليها لم تستطيع تحمل الصدمة وأحست صديقتي بالذنب حاولت أن تتهرب من حبيبها لكن لم تقوى أمام إصرار حبيبها فقد قام بالسؤال عنها لم يترك طريقة إلا وجربها حتى يصل لها وفي الأخير قام بمحادثة الأم وأخبرها بما يحمله من حب لإبنتها، الأم تعجبت من وقاحة هذا الرجل وأغلقت السماعة في وجهه، وكانت حالة صديقتي من السيء للأسوء، تعبت كثيراً لأنها امتنعت عن الأكل وحبست نفسها في غرفتها وقام الأهل بقطع الإنترنت، حرموها من كل شيء وكان وقتها وقت تسجيل بالجامعة حينما أدركوا الأهل بأني قمت بالتسجيل أيضا منعوها من الدارسة حتى لا يعطونها فرصة للإتصال بي رغم قبول الجامعة بها، وحاول الأهل التفرقة بيننا لأنني سبب في ضياع البنت سبب في انحرافها، قامت بالإتصال علي وكانت في حالة يرثى لها تطلب مني أن لا أتركها، قلت لها يا أختي لا قدرة لدينا في ممانعة الأهل يجب أن ننهي صداقتنا ربما يخففون العقاب عنك، رفضت ما طلبته منها ورجتني بأن لا أتركها لم أتمالك نفسي فبكيت وقلت لها لن أتركك لكن لا تهاتفيني حينما يتواجدون أهلك فوافقت.
واسترمينا على هذا الحال وكأننا حرامية نسرق شيئا، حينها طلبت مني أن أخبر حبيبها بأنها ما زالت تحبه ولكن ظروفها الآن لا تسمح لها بمهاتفته أو مراسلته وكنت لها المجيبة في كل شيء، رغبت في إرضائها، بعد عدة شهور وبعد عدة محاولات من صديقتي بالتقرب من أمها خفف الأهل عقوبتهم على ***تهم وعادت صديقتي لمحادثته لكن خفية دون علم أحد حتى لا تقع في المشاكل من جديد، بعدما استمرت مع حبيبها أكثر من سنتين أتى ليخبرها بأنه سيتزوج من أخرى وبأن الأهل قاموا باختيار فتاة من عائلته مناسبة له وصديقتي لم تتمالك نفسها وبكت وصرخت بوجهه وقالت أهذه مكافئتي لك أهذه جائزة حبي لك وإخلاصي أهذا جزائي رغم تحدياتي للأهل ما بالك تكلم !!
قال: لا ذنب لي فالأهل لا يسمحون لي بالارتباط من خارج العائلة، وبكلماته هذه م** قلبها طعنها شعرت بأن الموت بانتظارها، قال لها بكل برودة أعصاب : سأتزوجك لكن من غير علم الأهل (ياله من جبان)، رفضت وقال لها : يصعب علي أن أتزوجك خصوصاً بأنك غير سعودية الأصل، أنت سعودية المنشأ وهذا سيعيبني اعذريني حبيبتي، صديقتي هنا لا تعلم ماذا تقول له أتصرخ أم تغلق الهاتف بوجهه أم ماذا، أخبرته بأنه خدعها فقال : أنا أحبك وهي فقط زوجتي ..أي قانون هذا حبيبة وزوجة يفصل الدورين ويجعل كل منها لشخص هل يضحك عليها أم على نفسه، صديقتي قالت له لا أريدك انتهى أمري فأنا لا أستطيع التحمل ومبروك وأغلقت الهاتف، قامت بمهاتفتي وأخبرتني بالأمر ليتكم سمعتموها وهي تخبرني آهات وصراخ وبكاء، شيء يقطع القلب أشفقت لحالتها وكنت أقول في نفسي (أنا السبب أنا من جعلها هكذا أنا المجرمة تألمت لحالتها) حاولت بقدر الامكان بأن أخفف عنها وأن أصبرها.
هي تحاول أن تبدو أكثر قوة وتخفي عني ألمها، وهي الآن تثبت لي بأن لا شيء يستطيع أن يهزها فهي كالجبل، كل ما أرغب بقوله اعذريني عزيزتي لم أدرك حقيقة الأمر سامحيني يا حبيتي