لتدمير مخازن الأسلحة غير التقليدية والاطاحة بصدام
تبلور الولايات المتحدة خطة واسعة النطاق لاجتياح بري للعراق هدفه تدمير مخازن الاسلحة غير التقليدية والاطاحة بصدام حسين. ويأمل خبراء في وزارة الدفاع ان التكنولوجيا الجديدة التي عرضت في افغانستان ستساعد في تشخيص وتدمير اجهزة الاطلاق المتحركة لصواريخ سكاد، وشل شبكة الصواريخ العراقية تتصدر سلم الاولويات الامريكية من اجل منع اطلاق رؤوس كيماوية أو بيولوجية باتجاه اسرائيل والقوات الامريكية في الخليج.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في نهاية الاسبوع ان خطط المعركة في العراق عرضت في البنتاغون وهي تتضمن هجوما جويا وبحريا وبريا، ويدور الحديث عن ثلاثة اتجاهات: الشمال والجنوب والغرب، والوثيقة تفصل القواعد العراقية ومواقع بطاريات ارض – ارض وشبكات الدفاع الجوي واجهزة الاتصالات التي ستتم مهاجمتها. والآن من المفروض ان يقرر الرئيس بوش موعد الهجوم. وحتي الآن تلقي الرئيس تقريرين من الجنرال تومي فرن** رئيس القيادة الوسطي المسؤول عن الحرب ضد العراق. والتقرير الأخير صدر في 19 حزيران (يونيو).
وخطة الحرب الامريكية تتحدث عن تركيز قوة بنحو ربع مليون جندي واجتياح بري كبير برئاسة المارينز خاصة من اتجاه الكويت والسعودية. وستقوم مئات الطائرات الامريكية المرابطة في ثماني دولة في الخليج وفي تركيا وعلي حاملات الطائرات بمهاجمة آلاف الاهداف ومنها مطارات وشوارع ومواقع للاعلام الالكتروني.
وستهاجم قوات خاصة أو وكلاء من الـ سي.آي.ايه العمق العراقي والمخازن والمشاغل التي ينتج ويخزن فيها العراقيون اسلحة الدمار الشامل والصواريخ. وفي الجيش الامريكي تفحص سيناريوهات استخدام العراق الواسع للسلاح الكيماوي والبيولوجي.
ونسب الي مصدر أمني كبير في واشنطن وصف بأنه مطلع علي تفاصيل الخطة قوله انه اذا شعر صدام حسين بأنه يقاتل وظهره الي الحائط وليس له ما يخسره، فانه سيستخدم مخزون السلاح هذا، وقد يحاول ايضا المساس باسرائيل .
وتبني الولايات المتحدة قواعد في عدة دول خليجية، وكذلك مطار كبير في قطر. وثمة آلاف الجنود أرسلوا الي المنطقة. ومقابل ذلك كثفت الولايات المتحدة انتاج الصواريخ الجوالة الموجهة بالليزر التي تقلص احتياطها في الحرب في افغانستان.
والخطة الامريكية تشير بالتفصيل الي عدة أطنان من الاسلحة التي ستكون في المخازن في الخليج، وكذلك الي الجدول الزمني لارسال قوات من الشاطيء الشرقي والغربي للولايات المتحدة، وكذلك تتضمن الخطة معطيات عن القوات البرية والجوية وحاملات الطائرات التي سترسل الي الخليج. وجاء في صحيفة واشنطن بوست انه خلافا لحرب الخليج حيث خرج ملاحو الولايات المتحدة في 1.460 طلعة لم ينجحوا خلالها بتدمير ولو قاذف متحرك واحد لصواريخ سكاد، فقد نفذ الملاحون الامريكيون في افغانستان 2500 طلعة نجحوا خلالها بـ 65 في المئة من الحالات بتدمير قاذفات متحركة، حملت صواريخ مضادة بسيطة.
يتوفر للامريكيين تكنولوجيات حديثة لقاذفات الليزر الموجهة بالاقمار الصناعية. ومقابل التحسين التكنولوجي الكبير لدي الولايات المتحدة، فان هناك ثمة تراجعا في القدرات العراقية، وذلك لانه منذ حرب الخليج لم يطلق العراق حتي صاروخ سكاد واحدا من اجل فحص دقة الاطلاق.
منذ حرب الخليج طرأ تحسن كبير في القنابل الموجهة بالليزر، وعرضت قنبلة حديثة ذكية موجهة بالقمر الصناعي قادرة علي العمل في كل الظروف الجوية. وعرضت طائرتا التجسس بدون طيار، فريتليدر وغلوبيل هوك، أمام مخططي الحرب صورة كاملة عن ميدان المعركة، الامر الذي لم يحدث عام 1991. والجهاز الثالث هو جي استراس الذي يمكن القادة من تحليل ونقل معطيات من طائرات التجسس خلال دقائق بسرعة تكفي لتفجير ناقلات صواريخ سكاد وهي خارجة من مخازنها. وجهاز الاتصال الجديد هذا يمكن ايضا طائرات اف 15 من تلقي معلومات دقيقة عن الهدف مباشرة من طائرات التجسس جي استراس التي تزود صور رادار علي مساحة مئات الكيلومترات مشخصة عشرات الاهداف المتحركة.
اسحق بن حورين
(معاريف) 7/7/2002