هذا الموضوع منقول من موقع الإسلام اليوم, كتب بقلم: سيف الشامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
إن الهوان والذل الذي وقع على المسلمين في هذا الزمان ليجعل المسلم يتساءل لماذا كل هذا ؟ ومن المتسبب في ذلنا وفي هواننا ؟ اليهود , النصارى , الشيوعيون ، أو المنافقون أو ..أو..
فمن المتسبب الحقيقي ؟
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ.
فإن كان هناك أمر بمعروف ونهي عن منكر فلن يكون هناك عقاب. وإن كان هناك عقاب فمعناه أنه لا يوجد أمر بمعروف ونهي عن منكر.
عن حُذَيْفَةَ بن اليمان أنه كان يَقُولُ في مجلس ضم التابعين وهم خير الناس بعد الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَصِيرُ مُنَافِقًا وَإِنِّي لأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِي الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ وَلَتَحَاضُّنَّ عَلَى الْخَيْرِ أَوْ لَيُسْحِتَنَّكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا بِعَذَابٍ أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ.
ويقول النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْمًا ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ".
وهذا الذي حصل، سلط الله علينا المستعمرين حتى لا تكاد تجد بقعة من بقاع المسلمين سالمة من الاستعمار ومن تحرر منها عسكريا لم يتحرر اقتصاديا ولا فكريا ولا سياسيا.
فهل عرفتم من هو السبب في هواننا؟
نحن السبب؛نعم لأننا لم نقم بالواجب الشرعي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهل نحن خير من أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما عاقبهم الله –سبحانه- بسبب مخالفة مجموعة من الرماة لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد.
فقط مخالفة واحدة فكان العقاب ستون من الصحابة الكرام يقتلون ويصاب الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
وهل نحن غير عن الأمم السابقة التي عاقبها الله عندما حادت عن أمره ؟!
فهؤلاء قوم من اليهود مسخوا قردة بسبب مخالفتهم أمر الله -سبحانه وتعالى-:
يقول المولى -عز وجل-: ((وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ))
إذن انقسم الناس إلا ثلاث فرق:
فرقة فَسَقت، وفرقة أنكرت، وفرقة كرهت وأيقنت بأن القوم معذبون بسبب فسقهم.
فكان الذين ينهون عن المنكر يعتذرون إلى الله من فعل أولئك المفسدين، ويقيمون أمره –سبحانه- بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لكي ينجو من عذاب الله. وفي الوقت نفسه هم مشفقون على أولئك القوم من الهلاك فنصحوهم لعلهم يتقون.
والحقيقة أن ما يحصل هذه الأيام تكرار للماضي. فنجد المسلمين منقسمين إلى ثلاث مجموعات:
فرقة فسَقت، وفرقة نصَحت، وفرقة سكَتت، وهذه الفرقة لا ندري هل هم راضون عن الفسق أم هم من أصحاب الأعذار والله أعلم بهم.
فإذا أردنا حقا النجاة فعلينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وإلا:
يقول الله -سبحانه وتعالى- ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)).
فما الذي أوجب اللعنة وإ***جهم من رحمة الله إلا ارتكابهم المعاصي ثم عدم النهي عن المنكر.
فإذا أردنا أن يرفع عنا الهوان والعذاب وجب علينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
وإذا أردنا أن يولي الله علينا حكاما صالحين يجب أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
وإذا أردنا أن يستجاب لنا يجب أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
وإذا أردنا أن ننجو من لعنة الله وعذابه فعلينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
والسؤال: ألا توجد منكرات في حياتنا لم نقم بإنكارها فكانـت سببا في ذلنا وهواننا ؟
والجواب: نعم، هناك الكثير الكثير منها:
– فنسمع ونقرأ أن الله -سبحانه وتعالى- يُسَبُّ في الصحف والمجلات والمؤلفات في دولنا الإسلامية وذلك بدعوى الإبداع وحرية الفكر!
– ويُسْتَهزأ بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في دولنا الإسلامية ولا نقوم بشيء.
– وشرع الله –سبحانه- لا يحكم كاملا في دولنا الإسلامية ونحن صامتون.
– والمنكرات انتشرت، فالخمر معلن والزنى مصرح به ومحاربة الله ورسوله جهارا نهارا.
– وجاء المنكر العظيم هذه الأيام ألا وهو موالاة الكفار من الشيوعيين والبوذيين والصليبيين والمنافقين على المسلمين.
أفلا نستحق الذلة ونحن بين فاعل للمنكرات وبين ساكت عن فاعلها؟!
ولكن -ولله الحمد والمنة- لا زال بقية من العلماء الربانيين يعلمون حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه :" مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ".
فقاموا بالواجب الشرعي، فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وأفتَوا: أنه من والى الكفار دون المسلمين فقد كفر. فأدوا الذي عليهم، فجزاهم الله خيرا وثبتهم الله، فواجب العلماء أن يبينوا للناس الحكم الشرعي ولو أدى ذلك إلى قتلهم. وذلك أنهم أمناء على الدين وهم ورثة الأنبياء, والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لم يكونوا عالمين فقط بل عاملين كذلك.
وأقول لعلمائنا الكرام: كونوا كالإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- عندما آثر أن يموت على أن يُقِرَّ لأهل الفتنة بخلق القرآن. فامتُحِن وعُذِّب وابتُلي، ثم أنجاه الله وأنجا الناس بثباته، ثم رفع الله قدره وخلد ذكره بالخير . فواجب عليكم أن تُظْهِروا الحق، وأن تقوموا بالعهد الذي أخذه الله عليكم بتبصير الناس وقيادتهم لطاعة الله ولو سُجِنْتم، ولو عُذِّبتم، ولو قُتِلْتم، فسجنكم خلوة وحجة على الظالمين، وتعذيبكم رِفْعة وأجر وقتلكم شهادة -إن شاء الله-.ثم نسير على ما سرتم عليه، ونجتمع بكم -إن شاء الله- في عِلِّيين.
فيا أيها الإخوة الكرام، إذا أردنا الذل والهوان فلنسكت عن إنكار المنكرات، وإذا أردنا العزة والكرامة فعلينا أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر ولا نخاف في الله لومة لائم.
ولماذا نخاف والأمر له أولاً وتاليا، فهو –سبحانه- الذي خلقنا ور**نا ثم يميتنا ثم يحيينا ثم يحاسبنا، ثم إذا شاء أدخلنا جنته أو ناره. أسأل الله أن يجيرنا من ناره ويدخلنا جنته.
واللهِ لقد خسرنا إن نحن تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب الخوف من فقد وظيفة أو ذهاب منصب أو رضا إنسان، كائناً من كان فلن يملك لك يوم القيامة نفعاً ولا ضراً.
واللهِ واللهِ لقد خسرنا أيها الإخوة والأخوات إن نحن بِعْنا الآخرة الباقية بالدنيا الفانية والتي لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
وكيف نخاف والمصطفى -صلى الله عليه وسلم- علّم *** عباس -رضي الله عنه- ويعلمنا كلمات اليقين عندما قال له: يا غلام إني معلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وأن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف. أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
وأستغفر الله من زلة أو خطأ أو نسيان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم …
يقول الله -تعالى-: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون َ(80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُون َ(81)" سورة المائدة
فإذا أردنا أن يرفع عنا الهوان والعذاب وجب علينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
وإذا أردنا أن يولي الله علينا حكاما صالحين يجب أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
وإذا أردنا أن يستجاب لنا يجب أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
وإذا أردنا أن ننجو من لعنة الله وعذابه فعلينا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
فعلا أمر بالمعروف و انكار المنكر له أكبر الاثر في رفعة الامة يكفي انك ترا الخطأ فتقومه بامرك بالمعروف و نهيك عن المنكر…. ولا ننسا قوله تعالى:
(كنتم خير أمة تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر )…….وقول الحبيب المصطفى: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان أو كما قال صلى الله عليه وسلم……
بارك الله فيك اخوي الفقير على حميتك للإسلام
شكرا على التواصل و حسن المتابعه
جزاكم الله خير و أحسن الله إليكم …
شكرا على التواصل
يعطيك العافيه ..اخووووى الفقير
ومشكور علي مواضيعك القيمه والرائعه .. بارك الله فيك ..
أحسن الله إليك وجزاك الله خيراً
وعدتني بترد على هالموضوع ومارديت