قال لي في انفعال و هو يشير بسبابته إلى رأسه : كيف تريد إقناعي بأن أبا بكر أو عمر أو غيرهما أعلم أو أولى بالأمر من الإمام علي عليه السلام ؟ ! .
فقلت له في هدوء : هكذا يقول علي نفسه ! . (بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر … فإذا اجتمع الناس على رجل و سموه إماماً كان ذلك لله رضا …)
فرد و قد ازداد حدة و بلهجة ساخرة : و متى قال الإمام ذلك يا أستاذ ؟ !
قلت : كما في (نهج البلاغة) و غيره من كتبكم المعتبرة عندكم.
سكت قليلاً و قال في هدوء مصطنع و قد عاد إلى الإشارة بسبابته إلى رأسه : يا أستاذي الكريم
فلنحسب المسألة حساباً عقلياً ! ، أليس الإمام من أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله ؟
فقلت : بلى .
فرد بسرعة ، و بلهجة المنتصر : انتهت المشكلة إذاً يا أستاذ !
فقلت متعجباً : و كيف ذاك ؟!!
فقال بتبختر : أهل البيت أدرى بما فيه ، و أنت سيد العقلاء يا أستاذ .
ثم وضع يده في يدي رغماً عني و قال : عن إذنك ، أنا مشغول اليوم ، نلتقي ثانيةً إن شاء الله ثم أدار ظهره و انصرف ، و كان انصرافه أقرب إلى الهروب ، لكن بقي صدى كلمته الأخيرة يتردد في ذاكرتي : (أهل البيت أدرى بما فيه) .
و قدر الله أن نلتقي بعد فترة ، و أن نتحاور ، و كان موضوع الحوار يدور حول (المهدي المنتظر) أو ما تسميه الشيعة بـ (صاحب الزمان) أو (الحجة الغائب) !! ، و يزعمون بأنه محمد *** الحسن بن علي الهادي الملقب بالعسكري ، و أنه ولد في السر ! ، و عاش في السر !! ، و لا يزال حتى يوم الناس هذا يعيش في السر ، و مع هذا فهو (حجة) !!!
قلت : لم يكن للحسن العسكري رحمه الله ولد .
فقال في تهكم ، محاولاً رميي بإنكار أمر بديهي : و مَن قال هذا ؟ .
أجبت : انه جعفر بن علي الهادي ، أخو الحسن العسكري ، الذي تقاسم تركة أخيه مع أمه بعد موت الحسن رحمه الله ! .
فقال : نحن لا نسميه جعفر بن علي الهادي ، بل جعفر الكذاب .
قلت بدهشة : جعفر الكذاب ؟!!! ، لماذا ؟ ، أليس من أبناء الحسين ؟ أليس من ولد فاطمة ؟!
رد و قد بدا الحرج على وجهه : بلى ، و لكنه كذب في دعواه تلك ، و لا يكفي كونه من أولاد الحسين و علي و فاطمة لأن يكون صادقاً !!!.
قلت : فمن يصدق اذاً ؟ ، ان كنتم تتهمون أخو الإمام المعصوم بالكذب ؟!
فأجاب بتلعثم واضح : الشيعة مجمعون على وجود ولد للحسن العسكري و تكذيب دعوى أخيه جعفر !!!!!
فسألته : أليس جعفر من أهل البيت ؟!! .
قال : بلى
فسألته : ألم تقل لي يوماً بأن أهل البيت أدرى بما فيه ؟!
قال : سوف أسأل السيد غداً و آتيك بالجواب إن كان يجوز أن نقول عن جعفر الكذاب بأنه من أهل البيت !!!
قلت عندها : قال الله تبارك و تعالى : (… و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)
أخوكم أبو الفداء