حل المساء…
و الجميع خَلَدَ إلى النوم…
و بقيت أنا أنتظرك…
أتسلى مع طيوفك…
كل شئ حولي …
كان صامتاً…
الشارع…
فناء المنزل…
ممرات المنزل…
غرفتنا…
حتى أنت ..
عند دخولك….
كنت صامتاً…
و لم تلقِ التحية…
سألتك…
ما بال قمري شاحب اللون؟؟!!
و لم تجاوبني…
دَبَ الخوف في داخلي…
هرعت إليك…
ما بالك يا قمري؟!!
ما بالك؟!!
و لم تجاوبني…
أشحت بوجهك بعيداً عني…
و سألتك…
"أين قبلة المساء؟؟!…
أنسيتها؟!"..
تكلم… جاوبني…
فصمتك هذا ….
يقتلني…
"ماذا تريدين؟؟"
صرخت في وجهي…
و من شدة ذهولي…
لم أنطق بكلمة…
كان صمتك ذاك…
الهدوء الذي يسبق العاصفة…
و أي عاصفة؟!!
لم تكن كذلك…
و لا ليلة..!!
ما الذي حلّ بك؟؟
جاوبني…
"ابتعدي عني أرجوك…
فأنا لم أعد ذلك المحب…
لم أعد ذلك العاشق…
لم تعد لدي القدرة على العطاء…
لم تعد لدي القدرة على الوفاء.."
وقفت أنا…
و من شدة الذهول..
لم ترمش عيناي…
و لكن الدمعة…
أبت أن تختبئ…
سقطت…
سقطت على وجنتاي
و كأنها سكين…
جرحت وجنتاي…
أتطلب مني الابتعاد!؟؟
أتطلب مني الرحيل!؟؟
إلى أين سأبتعد؟؟!!
إلى أين سأرحل؟؟!!
و أنا التي لم تعرف سوى حبك…
لم تعرف سوى قلبك…
و لم تعرف سوى دربك…
لم استطع الحراك…
جميع تلك الأفكار…
كانت تدور في داخلي…
و لكنني…
لم استطع النطق بها…
لم استطع حتى ..
أن أناقشك…
أو أحاورك…
ناديتك…
"حبيبي"…
و لم تجاوبني…
"حبيبي"..
و لم تجاوبني…
"حبيبي"
أهناك حبٌ جديد في حياتك؟؟
التفتَ إلىّ…
و أنت في غاية الذهول…
و تعابير وجهك تقول…
"كيف عرفتِ؟؟!!"..
فأدركت حينها…
أنك لا تطيق البعد عنها..
و إلى جانبك…
تريدها…
اذهب لها …
و اعلمها…
بانتصارك العظيم…
اعلمها…
أنك انفصلت عن
جزئك الثاني…
عن جزئك الفاني…
الذي لم تعد لديه القدرة
حتى ليدافع عن حقه…
اذهب لها…
و عش معها…
لحظاتي…
عش معها…
أمنياتي…
و اتركني هنا…
مع "الصمت القاتل"
الذي قد خيّم على حياتي…
وهو سينهي حياتي…
فلا تبالي…
و عش معها…
أمنياتي…
عشها معها….
و لا تبالي …
لا تبالي…
أختكم….
دجى الليل