إنها والله لمنَّةٌ عظيمة ونعمة جليلة ومنحة كبيرة أن هيأ الله للخلق الهداية الكبرى ببعثه هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان الأنبياء يبشرون أممهم ببعثته، ويأمرونهم بمتابعته، ولم تزل صفاته صلى الله عليه وسلم موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم. فصار من الواجب على المكلفين من الجن والإنس أن يتبعوه من حين أن يبعث، فهو خاتم رسل الله، وشريعته خاتمة الشرائع، وكتابه ناسخٌ لما قبله ومهيمن عليه، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أصحاب النار".
وقد روى الإمام أحمد وغيره عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني عبدالله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبين صلوات الله عليهم".
وفي قوله سبحانه: {من أنفسهم} تنبيه لمزيد الإنعام فهو صلى الله عليه وسلم من جنسهم، بَشَرٌ مثلهم، وعلى لغتهم، وبإمكانهم أن يفقهوا هديه.
ثم تنبيه آخر لمزيد الإنعام الذي يشير إلى النقلة الكبرى في حياة البشرية من الضلال إلى الهدى، ومن التعاسة إلى السعادة، ومن الراذئل إلى الفضائل، ومن كل شر إلى كل خير، فقال سبحانه: {يتلو عليهم آياته} فيبلغهم هذا الوحي العظيم من كلامه جل وعلا، هذا الكلام الرباني، والذي جاء من دلائل عظمته: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله} (الحشر: 21) لكن الله تعالى يسَّره لعباده، وهيأ من شاء منهم لسماعه وتلاوته والعمل به.
وبيَّن الله مزيد إنعامه فقال: {ويزكيهم} أي يطهرهم من رذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال الجاهلية، ويخرجهم من الظلمات إلى النور. {ويعلمهم الكتاب} وهو القرآن {الحكمة} وهي السنة، ويعلمهم مالم يكونوا يعلمون، فكانوا في الجاهلية الجهلاء يسفهون بالقول، ويتعاطون ما فيه انحطاطهم عن إنسانيتهم وعن تكريمهم، فانتقلوا ببركة رسالته ويُمن سفارته إلى حال الأولياء وسجايا العلماء، فصاروا أعمق الناس علماً وأبرَّهم قلوباً وأقلهم تكلفاً وأصدقهم لهجة، وهكذا يكون الحال لكل من اتبع هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وبحسب متابعة العبد للنبي صلى الله عليه وسلم ينال من بركات هذه النعمة، ويفوته منها بحسب تقصيره. ومع عظم هذه النعمة وجلالها؛ إلا أن أكثر الخلق عنها غافلون، فمنهم من غفل عنها بالكلية، فأعرض عن دعوة الإسلام غاية الإعراض وارتضى الكفر، وهؤلاء هم أكثر أهل الأرض، كما يوضحه قول الله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} (يوسف: 103) وقوله: {وإن تُطع أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله} (الأنعام: 116) ومنهم من استجاب، ولكن استجابته ناقصة، ومنهم من عظمت نعمة الله عليه فحاز من الاستجابة والمتابعة ما أسعده في الدنيا والآخرة.
فهذه دعوة لكل أحد من غير المسلمين أن يدرك نفسه، وأن يُقءبلَ على هذا الخير، وأن يسمع كلام الله، القرآن العظيم، وأن يتفهمه، وأن يتعلم حقيقة الإسلام، بعيداً عن تشويه المشوهين وتحريف المبطلين، لعله أن ينال السعادة بإذن ربه، ودعوة لكل من يبلغه هذا من أهل الإسلام أن يعمل به، وأن يبلغه لغير المسلمين بلغاتهم.
أسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
منقول
جزاك الله خير
مرحبا
جزاك الله خيرا وشكرا على التواصل والرد .
وبارك الله فيك ..
جزاك الله خيرا وبارك الرحمن فيك ..
مشكورة على الرد والتواصل .
*
جزاك الله خيرا وبارك الرحمن فيك ..
مشكور على الرد والتواصل .
يَاأيُّهَا الذِينَ ءَامَنوا استجيبُوا للهِ ولِلرَّسُول ِإذا دَعَاكم لِمَا يُحييكم وَاعلمُوا أنَّ اللهَ يَحُولُ بينَ المَرءِ وقلبهِ وَأنَّهُ إليهِ تُحشَرُون
سورة الأنفال – الآية 24
*
يزاك الله خير وان شاء الله في ميزان حسناتك يوم القيامه
جزاك الله خيرا …….
شكرا لمرورك الكريم
حياك الله ونفع بك
*
جــــــــــزاك اللـــــــــه عنــــــــــــا خــــــــــــــــير الجــــــــــــــــزاء
و صـــــلى اللــــــــــه عــــــــلى سيــــــدنا محمــــــــــد و عـــــــــــــلى آله و أصـحابه و مــن
إتبــع ســــــــــنته و إهتـــــــــــدى بهــــديه
شــــــكراً لك أبــا الوليد عــــلى التذكيــــر فى غيبوبة عمــــت الكثير
أخــــــــوك / مـــحمـــــــــود