إن على معشر المطبلين لهذا الفتح الأميركي المبين أن يكونوا ابعد نظراً وأعمق فكراً في تدبر عواقب الأمر وعدم الانجرار خلف رغبات الانتقام والتشفي التي يبدو أنها تملكت قلوب كثيرين من منظري ومفكري العلمانية في العالم العربي ففقدوا القدرة على النظر ابعد مما وراء أنوفهم أن هذه الهزيمة التي لم تكتمل فصولها بعد لم تشكل هزيمة لطالبان وأنصارها من التيار الإسلامي فحسب، بل ستلقي بظلالها القاتمة على العالم الإسلامي الممتد من أسوار الصين شرقاً إلى ضفاف طنجة غرباً، ولعل من أول آثارها تكريس الهيمنة الأميركية على العالم الإسلامي الذي اصبح أبناؤه الذين يتجاوز عددهم المليار نسمة عرضة لمذكرات إلقاء القبض الفيدرالية، لقد حظيت أميركا بدعم هائل من الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي حيث تسابق الجميع لإعلان انضمامه إلى التحالف المناهض للإرهاب، وقدموا ما طُلب منهم وزيادة لإنجاح الحملة الأميركية على أفغانستان، وأحسب أن الأميركيين أنفسهم مندهشون من هذا التعاون المذهل الذي لم يتوقعوه من اقرب حلفائهم الأطلسيين وإزاء فعل هذا الوضع المزري فإن أحدا في هذا العالم لن يجرؤ على مخالفة أميركا أو الخروج على طاعتها وإلا فإن مصيره بالطبع لن يكون احسن حالاً من طالبان التي جعلها التخاذل الإسلامي عبرة لكل من يسعى ليحيا مرفوع الرأس والهامة، فإذا كان مثل هذا الوضع يدعو للفرح والسرور، فليشرح لنا هؤلاء الفرحون ما غاب عنا لعلهم بذلك يخففون من ثقل الهم الجاثم على نفوسنا.
وأخيرا ففي ظل ضحكات الهازئين وسخريات الشامتين فإننا ينبغي أن نتذكر أن حركة طالبان بالرغم من هزيمتها العسكرية قد نجحت في تحقيق نصر نفسي هائل ربما تتجاوز آثاره النصر المادي، فقد استطاعت الحركة أن تزرع في نفوس البسطاء من عامة المسلمين المزيد من البغض والكراهية لأميركا وهو ما تلمسه في تعاطف الشارع الإسلامي معها وما تلحظه في أنات المؤمّنين بتشديد الميم ـ على الدعاء على اليهود والنصارى وأعوانهم، وفي معركة الصدام بين الحضارات يخطئ من يظن انه سي**ب الحرب في جولتها الأولى، وإبقاء جذوة الولاء والبراء الإيماني في نفوس المسلمين متقدة مؤذن بجولات وجولات.
د. جاسم الفهيد
كاتب وأستاذ جامعي كويتي
ولكن اتمنى … ان ارى وجوههم …وقد انتصرت طالبان على امريكا ..
كيف ستكون ردة فعلهم …
=====================================
حقيقة لمستها …من احد اقاربي من الكويت …
نعم …ان الاعلام الكويتي يسيطر على عقول معظم اهل الكويت وللاسف .
وكأن اسامة بن لادن حقا ارهابي .. وكأن لسانهم يريد ان ينطق … نتمنى انتصار امريكا … والامساك بأبن لادن ..
ولكن ..مادام هؤلاء المجاهدين …يجاهدون للاعلاء كلمة الله …
لن يتركهم الله وحدهم … وسيرسل لهم جندا لن ترونهم …يساعدوهم ..
ويقتلون اعدائهم … وتكون عبرة لمن اعتبر ….