ألم تقف يومًا وتسأل نفسك هل أنت الذي تُدير الرحى أم أن الرحى هي التي تدور بك ؟؟؟
نعيش في هذه الحياة ولكن لا ندري من يُدير الآخر .
فالأيام تدور كالرحى ، وإن لم تقضي عليها قضت عليك ، فالقضاء عليها يكون في تسخيرها لما خلق الله العباد له ، وهو عبادته وحده ، وذلك امتثالاً لقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الآية .
وتكون العبادة بتحقق كامل العبودية له وحده في امتثال أوامره واجتناب نواهيه وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم – بتباع ما إليه أرشد ونصح ، وبالابتعاد مما منه حذر وأنذر ، وبتقديم الأعمال الصالحة والابتعاد عن ما سواها .
وتقضي الأيام على الإنسان عندما يُسلم لها نفسه ويرضخ لهواها ويكون لمغرياتها عبدًا سائرًا في رضا مشتهياتها مبتعدًا في ذلك عن الطريق الحق والنهج المستقيم طائعًا للشيطان في سلوك دروب الباطل والخنى والوقوع في الرذيلة .
فنظر هل أنت ممن يُدير الرحى أم من يدور الرحى به .
فإذا كنت ممن يُدير الرحى فهنئًا لك ، وعليك بالمداومة وبذل قصارى الجهد والجد في طريق الحق المبين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وتلقى المولى بكتاب منير .
أما إن كنت ممن يدور به الرحى فتعسًا لك ، فهذا نذير الخطر فعد ما دمت في دار المفر وشمر عن ساعد الجد بالتوبة النصوح وسلوك طريق النجاة ما دام في الأمر متسع قبل فوات الأوان وحيث لا يجدي ولا يفيد العض على أصابع الندم .
جعلنا الله من يُدير الرحى في طريق الحق بامتثال ما أمر المولى به وبالابتعاد عن ما عنه زجر .
أبوعبدالعزيز ….. المداء … 24/12/1415هـ
😀