الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الواقع يا من علمني الكلام (2)
علاقتهما كانت على الهاتف بواسطة الرسائل أو من خلال الإنترنت، كان حبهما الطاهر سيتوج بالزواج لكن رفض أهل جواهر كاد أن يكون مأساوياً بعدما أخبرت والدتها المريضة بالقلب فكادت ان تموت لولا ستر الله وقد أجريت لها جراحة تكللت بالنجاح وأفشلت زواج ***تها الذي أصبح من رابع المستحيلات، لم تفكر جواهر يوماً بهذا الموضوع فقد كانت قد تعودت عليه لدرجة نسيت معها موضوع صممه، كما أنها ومن حبها الكبير له قد ذهبت إلى مدرسة خاصة وتعلمت لغة الإشارة كانت تشعر بأن حياتها اصبحت ذات معنى بعد ان كانت فتاة لا يهمها شيء سوى التسوق وسماع الموسيقا متعالية مغرورة لكنه بدلها وجعل منها إنسانة أخرى مختلفة تماماً عما كانت، قالت لي غيرني وهو بوضعه هذا فعل ما لم يستطع الإنسان العادي فعله، لكن وبعد حادثة والدتها وسفرها معها اختفى إبراهيم من الوجود حاولت جواهر البحث عنه لكنها فشلت فقررت ان تأتي إلي وتوجه له نداء بواسطتي لأنه من القراء الدائمين لي وطلبت مني ان أخبره بأنها مصممة على زواجهما بالرغم من الصعوبات وهي الآن في حالة عصيان وإضراب عن الكلام لحين عودته.
بدأت تلك القصة الحزينة في الأسبوع الماضي عندما كتبت قصتهما لم استطع بعدها إطفاء جهازي فقد كنت انتظر رسالة على بريدي الالكتروني من إبراهيم، مر يوم ثم آخر وجواهر تتصل بي كل دقيقة واللهفة في صوتها، هل وصلك شيء كنت أقول لا يا عزيزتي ليس بعد أشعر بحزنها وتقفل ثم تعود للاتصال بعد نصف ساعة فقلت لها يا جواهر يا حبيبتي لا تخافي فأنا سأتصل بك حال استلامي رسالة منه لن أقرأها حتى، أنا لست منزعجة من اتصالاتك لكنني أريدك ان تهدئي وبإذن الله سيتصل، لكن القلق انتقل إلي فكيف هي؟ لقد مر يومان على صدور العدد ولا أي خبر عنه بصراحة شعرت بالخوف اعتقدته مريضاً أو مسافراً إلى بلد لا تصل إليه الجريدة قلت فلأنتظر يوماً آخر لعل وعسى، اتصلت جواهر ليل الخميس وهي تبكي فقلت لها خيراً ان شاء الله هل علمت شيئاً عنه قالت لا ! يا الهي هذا يعني انك أيضاً لم تعرفي شيئاً لم يتصل بك؟ لا، لا يمكن ان أكون قد فقدته فأنا سوف أموت من دونه، إذاً لم البكاء طالما انك لم تعلمي شيئاً؟ قالت لقد كنت جالسة في غرفتي وغفوت للحظات، رأيته جالساً في ركن لا أعرف أين شعره طويل مطلقاً لحيته عيناه غائرتان مد لي يده وكنت اقترب لأمسكها فصار يبتعد عني وكأن احدهم يسحبه إلى الخلف فصرخت واستيقظت كان كأنه يريدني ان أساعده ان أمد له يدي يا الهي انا أشعر بأن شيئاً ما قد أصابه والسبب انا، صدقيني لن أسامح نفسي لو حصل له شيء لا قدر الله قلت لها استهدي بالله ما هذا الكلام فبإذنه تعالى كل شيء سيكون على ما يرام، حزنت على حالها تلك المسكينة فهي خائفة عليه أكثر من شوقها إليه، استيقظت يوم الجمعة وتوجهت دون تفكير مني أتفقد بريدي الالكتروني وإذ برسالة كتب فيها (صديق إبراهيم)، فتحتها بسرعة وقرأت ما كتب فيها : قال أنا صديقه وأستاذه وانا أعلم أين هو الآن صدقيني لقد جعلني أقسم له بأنني لن أخبر أحداً عن مكانه لكنني لم استطع وليسامحني الله على انني انكث بوعدي وقسمي فأنا أراه يذوب ويتألم أمامي دون ان استطيع ان أساعده على كل حال هذا رقمي لو أردت ان تكلميني لعلنا نجد حلاً يرضي الله وضميرنا تجاه هذا الإنسان الذي لا ذنب له سوى انه لم يتنعم مثلنا بما أنعمه الله علينا، أخذت هاتفي بسرعة وطلبت رقمه واتفقنا على اللقاء بعد صلاة الجمعة، ذهبت شقيقي وانا إلى حيث اتفقنا دون أن أخبر جواهر خوفاً من الأسوأ، وصلنا إلى المكان المحدد فوجدت رجلاً وقوراً مرتباً، شكله يدل على تدينه، نزلنا من السيارة شقيقي وانا نلقي عليه السلام فقال أتريدان ان نتوجه إلى حيث هو قلت ألا يجب ان تعلمه قبلاً قال لو سمحتم لي سوف أدخل قبلكم وأخبره أنكم خارجاً فهو حتماً لن يرفض، أنتما لا تعرفانه فهو إنسان مميز ورائع، ومع احترامي للجميع قليل من هم بأخلاقه ونبله، حسناً كما تريد، ركب معنا في السيارة وأرشد شقيقي على الطريق الذي عليه ان يسلكها وصلنا إلى مكان في عجمان حيث توجد مجموعة من الشاليهات أوقفنا السيارة أمام واحدة واستأذن منا ودلف إلى إحداها جلسنا ننتظر حوالي الربع ساعة قبل أن يخرج الرجل الطيب ويطلب منا الدخول، دخلت لأجد أمامي شبه إنسان كان يشبه إلى حد كبير الرجل الأول في العصر الحجري تراءى لي أنني قد سبق ورأيته بعد وصف جواهر له عندما رأته في حلمها قلت يا سبحان الله، قام يستقبلنا على الباب وضع يده على صدره مع انحناءة بسيطة برأسه وأشار لنا بالجلوس، كان أستاذه معنا ليشرح لنا كلامه كان يحرك يديه بسرعة كبيرة مما يدل على توتره وكان أستاذه يشرح لنا قال انه لا يصدق انك هنا معه وانك كتبت عنه فهو كان جلّ ما يطلبه ان يرسل لك رسالة شكر وإعجاب بما تكتبينه فهو يشكرك من كل قلبه على اهتمامك بقصته لكن وحسبما يقول لن يكون هناك أي نهاية سعيدة لها قلت لماذا يا أخي؟ حرام عليك ان تفعل بنفسك وبجواهر ما تفعل يجب ان تقاوم وتقف بوجه الجميع من اجلها على الأقل من اجل حبكما الصادق الطاهر، انت لا تعرف كم تعاني المسكينة فحالتها أسوأ من حالتك صدقني، أجاب هل تكلميها قلت نعم تتصل بي كل دقيقة لتعرف شيئاً عنك قال لي بأسى واضح انا أحسدك لأنك تسمعين صوتها وترينها تجلسين معها تشتمين رائحة عطرها ترين بسمتها وتنظرين بعينيها، قلت تستطيع ان تراها انت أيضاً فأشار بيديه الاثنين بسرعة لا لا أبداً قلت لماذا؟ أجاب انا أساساً سرت بطريق تملؤه الأشواك والأفظع من هذا انني جررتها معي لم أفكر، لا بل بالأحرى نسيت إعاقتي معها شعرت ولأول مرة بحياتي انني إنسان عادي كنت أنانياً ولم أفكر بها وبموقفها مع عائلتها فقد تعودت مع عائلتي تخطي إعاقتي ونسيت هذا الموضوع إلى ان أصبحت في منتصف الطريق قلت أين أسير فنظرت ورائي وجدت الشوك كله وأمامي أيضاً قلت فلأعد إلى حيث كنا ولو جرحنا الشوك لكننا على الأقل نعرف ماذا ينتظرنا لكن لو أكملنا إلى آخر الدرب فماذا سنجد؟ كل شخص يخاف من المجهول ولا أريد لها هذا المجهول فالأضرار الآن معقولة ومقبولة ولكن ان نفاجأ بالأكثر لا، لا استطيع ان اتركها تعاني نظرت إليه لأرى الدموع تملأ مقلتيه وكاد قلبي يتقطع عليه قال له شقيقي بمحاولة فاشلة منه بتهدئة الرجل ما بك؟ أجابه إذا قرر الأطباء وحكموا ان يبتروا لا سمح الله اصبعاً من رجلك ألا تحزن وتبكي قال شقيقي نعم بالتأكيد أجاب إذاً ماذا تقول عني فأنا حكم علي المجتمع أن أنزع قلبي وأرميه هي قلبي والدم الذي يسري في عروقي هي الهواء الذي أتنشقه هي عيناي التي أرى بها هي الصوت الذي حرمت من سماعه بتروا أهم أعضائي أنا ميت حي الآن كل هذا لأنني أصم وكأن الإنسان بكلامه ولسانه بجسده وحواسه بلونه وطريقة سيره أنا بشر مثلهم وليس لأنني حرمت من نعمة من نعم الله تعالى أصبح مهمشاً أو ممنوعاً علي أن أحب وأتزوج وأنجب كما ان الإنسان السليم معرض للإعاقة متى كتب وأراد الله له ذلك، انا لا أريد سوى ان أعامل على أنني إنسان محب ومحترم حسن الأخلاق فالإنسان بأخلاقه وتربيته وثقافته ودينه هل انا على خطأ؟ على كل حال هكذا هم الناس ولن أستطيع وحدي أن أبدلهم لذا لن أوجع رأسها معي كلها أشهر وتنساني وهكذا لا تعارض رأي أهلها ومجتمعها وأنا فليكن الله بعوني وهو يتولاني برحمته.
ثلاثة أيام قضيناها أهلي وأهل إبراهيم وجواهر وبمساعدة الرجل الطيب وعدة شيوخ دين وبالوسائط والإقناع، بالدين وبفتاوى كثيرة وافق والدها عليه، طارت جواهر من الفرحة، شعر إبراهيم بأن الله راض عنه ليمنحه كل تلك السعادة، كما انه سيقدم أوراقه ليوافقوا عليها بالعرس الجماعي الثالث لذوي الاحتياجات الخاصة بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطال الله عمره ورعاه في نادي دبي للرياضات الخاصة، ينظم هذا العرس الجماعي بالتعاون مع منظمة الأسرة العربية، وستعين هذه المكرمة على تحمل تكاليف الزواج ومساعدة المعوقين المتقدمين، ودامت الأفراح بدياركم عامرة.
لكن قبلاً اسمحوا لي ان اشكر كل الذين أرسلوا رسائل دعم لإبراهيم وجواهر وتأثروا بقصتهم لعلها تكون عبرة لمن لديه نفس القصة فالمعوقون لديهم قلب وإحساس، مشاعر وكرامة، هم بشر مثلنا خلقهم الله سبحانه تعالى فيجب علينا ألا نصدهم ونهينهم برفضنا لهم أحبوهم وساعدوهم ليحبكم الله ويرعاكم وليبعد عنكم الخطر الذي وبلحظة واحدة يترككم بها تصابون بالإعاقة.
المصدر::
http://www.alkhaleej.ae/portal/06bd3bb3-ba05-41b8-b536-e7d476d461a2.aspx
والله استانست لهم
الله يوفقهم إن شاء الله
مشكووووووووووووووووره يا صمت الجرووووووووووووح عاد انا بشو موصتنج نسيييييتي؟
[frame="2 98"]
((( بااارك الله فيك على هالقصه الرااااائعه واللي أكملتيها لنا اليوم
الله يجزااااك الخير على مجهووووووووودك المتميز ودمتي بخير وعااااافيه )))
[/frame]
والله حتى أنااا
اللهم أمين ^^
العفوغاليتي
تبين الصدق ما فهمت وضحي أكثر ^^
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
صدقت يا خوي
ويجزاك أخيه بالمثل^^
حياك الله ^^
الحمدلله انه نهايتها سعيده
شكرا صمت الجرووح على القصص اللي تطرحينها اسبوعيا
ننتظر المزيد
يعطيج العافيه
شكراً صمت ..
الحمدلله ^^
العفو يا خوي^^ لولا متابعتك معي شان ما حطيت #teath
الله يعاااافيك يا خوي من كل شر ^^
اسعدني تواصلك اخيه ^^