تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من الواقع غابت شمسنا

من الواقع غابت شمسنا 2024.

  • بواسطة

من الواقع غابت شمسنا

لم تتوقع أم ناصر ان تكون حاملاً، صحيح انها لا تزال في بداية الأربعينات لكنها تجهز لفرح ***تها خجلت من ان تتكلم أمام أولادها الذين تفاجأوا بالخبر قبل الولادة بشهرين فقط كانت ترتدي ملابس فضفاضة حتى لا يلاحظ احد انتفاخ بطنها، وكان زوجها يضحك منها ويقول لها تتصرفين وكأنك ارتكبت خطأ ما، انت ما زلت صغيرة وكثير من النساء ينجبن وهن اكبر منك سناً أنجبت أم ناصر فتاة جميلة جداً ما لبثت ان حولت روتين المنزل وهدوءه إلى خلية نحل هي ملكتهم التي تقودهم تتنقل بين غرفة وأخرى ضحكتها تملأ المكان، اصبح والدها تقريباً لا يبرح المنزل بسببها كان وكأنه لم ينجب من قبل فهو ينظر اليها وكأنه كان محروماً من الأطفال، ينظر اليها بشوق وحب كبيرين، ترى الضحكة على وجهه دائماً بسببها، كان يهرع إلى مهدها بمجرد ان يسمع بداية بكائها، كان يسابق زوجته التي كانت تضحك وتقول لن أسابقك فأنا سأعود للفراش اهتم انت بها، كان يأخذها بين ذراعيه ويجلس بها على الكنبة وهو يتأمل وجهها الصغير المجعد الزهري اللون ويبتسم ويقبل يديها الصغيرتين ثم يضعها بكل حنان على كتفه حتى الصباح، وهذا شيء لم يفعله سابقاً فقد كان لا يزال شاباً لا يعرف قيمة الطفل وكان عمله يأخذ كل وقته، أما الآن فهو قد بلغ الخامسة والخمسين وبدأ أولاده بإدارة أعماله معه فتفرغ لطفلته التي أصبحت مدللة من الجميع طلباتها أوامر يتسابق أشقاؤها لنيل ضحكة منها او ضمّة هذا يبتاع لها الحلوى الآخر يأتي لها بدمية تلك تسرح شعرها وأخرى تقرأ لها قصة قبل النوم، كانت فعلاً كاللعبة عندهم وكان الجميع يناديها (شمسي) مثل والدها الذي كان يسألها أين الشمس؟ فتشير بإصبعها الصغيرة إلى وجهها وتقول هنا، كانت لطيفة جداً وتحب الجميع بشدة حتى الجيران كانت تسبق الكل بإلقاء التحية والسلام، كانت تحب ان ترى حافلة المدرسة التي تقف أمام منزل جيرانهم لتأخذ الأطفال وكانت دائما تسأل والدتها متى تذهب معهم فتقول لها قريباً، وبعد ان أصبحت بالسن المناسبة تحقق حلمها بالذهاب إلى المدرسة مع باقي الأطفال، توقع والداها ان تبكي أول يوم عندما يتركاها لكنها انسجمت بسرعة مع الباقين، وكانا هما من أوشكا على البكاء شعرا بأن اليوم لن يمر فكانا ينظران إلى الساعة بانتظار مرور الوقت وعندما وصلت الحافلة أخيراً تسابقا إليها حملها والدها وانزلها وهو يسألها اخبريني كيف كان يومك؟ هل تريدين الذهاب غداً؟ فقالت نعم طبعاً لماذا؟ ألا نستطيع الذهاب كل يوم؟ قال طبعا تستطيعين، لكننا والدتك وأنا اشتقنا إليك كثيراً فقالت تعالا معي في الغد فسوف تحبانها فقط اشتريا حقيبة وأقلاماً للرسم والتلوين وانا سأعرفكما بصديقاتي والأبلة.

كان أبو ناصر يذهب إلى الشركة عندما تكون شمسا في المدرسة ويعود قبلها ليستقبلها وتخبره كيف قضت يومها وتنشد له الأناشيد التي تعلمتها والأحرف المرتبطة بصور الحيوانات والألوان، كان ينظر إليها بفرح كبير، كان يضمها إلى صدره بحنان، حتى ان أشقاءها وشقيقاتها أصبحوا يشعرون بالغيرة منها، كانوا يقولون له انت لم تكن قط معنا مثلما انت معها فكان يبتسم ويقول لهم انتم سوف تتركوننا قريبا، أما هي فباقية لوقت طويل معنا او إلى ان نقابل وجهه الكريم، لكنه لم يعلم ما يخبئه القدر له، ففي آخر يوم دراسي استيقظت شمسا قبل الوقت المحدد وتوجهت إلى غرفة والديها لتندس معهما في السرير فقالت لها والدتها عودي إلى النوم فلا يزال الوقت مبكراً قالت الصغيرة لا أريد ان أكون جاهزة لأنني اليوم سوف أتسلم شهادتي ولقد قالت لي المدرّسة إنني نجحت وإنني الأولى في الفصل، لذلك سوف أقف في الوسط والجميع سيصفق لي كما إنني أريد ان ارتدي الفستان الجديد وتسرحي لي شعري بطريقة جميلة، فأنا لا أريد ان اعقصه اليوم، ضحك والدها، وقال لها حسناً كما تريدين، وأنا سوف ابتاع لك هدية بهذه المناسبة، فماذا تريدين؟ قالت الحاسوب الصغير ومنزلاً لدميتي باربي، فقال حاضر وسوف ابتاع لك كعكة عليها صورتك وندعو الأهل ليباركوا لك بالنجاح، فرحت جداً بالفكرة وأخذت رأسه بين يديها الصغيرتين لتعطيه قبلة قبل ان تسرع متوجهة إلى غرفتها وتبدأ بارتداء ملابسها بمساعدة والدتها وضحكتها الرنانة تملأ المنزل.

مر اليوم بسرعة حيث توجه أبو ناصر لشراء الهدايا التي طلبتها صغيرته قبل ان يعود إلى المنزل لانتظار وصولها كعادته كل يوم من أيام المدرسة، وكان قد ابتاع لها دراجة أراد ان يفاجئها بها بعد رفضه المستمر لشرائها بسبب خوفه عليها، رأيا الحافلة من بعيد فقالت أم ناصر لزوجها انظر ها هي قد ظهرت، سمعا صراخ الأطفال وضحكاتهم البريئة على بعد شارع منهم فجأة رأيا شاحنة كبيرة قادمة من الجهة المقابلة بسرعة جنونية كانا يتوقعان منها ان تخفف سرعتها قبل الإشارة المرورية، لكنها لم تفعل نظرا إلى حافلة المدرسة التي انطلقت حاولا تنبيه السائق، لكنه كان بعيداً نسبياً عنهما وصوت الصغار يملأ أذنيه، فما كاد يقطع الطريق الا وكانت الشاحنة قد وصلت إليه واصطدمت به بقوة كبيرة وجرته مسافة قبل ان يضرب العمود الكهربائي وتنقسم الحافلة إلى نصفين.

كل هذا جرى بلحظات قليلة، فجأة عم هدوء غريب المكان، سكون مخيف سيطر على الشارع، كان والدا الصغيرة ينظران وكأنهما يشاهدان فيلماً سينمائياً أخذتهما الصدمة للحظات أخرى قبل ان يصرخ الوالد المكلوم ***تي ويتوجه كالمجنون إلى مكان الحادث، كان الناس قد بدأوا بالتجمع حول الحافلة ويتصلون بالإسعاف والشرطة، اما هو فكانت أنفاسه تتقطع صعد إلى ما تبقى من الحافلة فرأى السائق والدماء تغطي وجهه لم يعرف إذا كانت ميتاً او حياً توجه إلى حيث تجلس صغيرته فوجدها تحت المقعد والدماء تغطيها وتسيل منها أخذها بين ذراعيه بحرص شديد وكان قد صعد وراءه شابان لمساعدته على إنزال الأطفال خوفاً من اشتعال الحافلة فرائحة البترول تملأ المكان، هالهم ما رأوا تقريباً خمسة او ستة أطفال يسبحون بدمائهم الزكية صراخهم بدأ يعلو اطمأنوا بان احداً منهم ما زال على قيد الحياة وصلت سيارات الإسعاف والشرطة طلبوا من الجميع الابتعاد، كان أبو ناصر قد ترجل وجلس أرضاً يحتضن صغيرته ويناديها بصوت خافت ويقول هيا افتحي عينيك وانظري إلي اخبريني ماذا فعلت اليوم في المدرسة؟ كيف صفقوا لك ردي علي أنا بابا لقد ابتعت لك الدراجة التي طالما أردتها والكيك في الثلاجة عليها صورتك الجميلة، هيا سيصل الجميع بعد قليل، أشقاؤك وشقيقاتك قد زينوا المنزل بالبالونات الملونة تماماً كما أردت، شمسا حبيبتي كلميني انظري إلي، وصلت والدتها وخرّت على الأرض وهي تنظر إلى ***تها أخذت تمسح الدماء عن فستانها ووجهها وتقبلها وتحضنها تناجيها وتهزها ثم رأت شبه ابتسامة على شفتيها فصرخت ***تي حبيبتي هيا ابتسمي من أجلي قومي عن الأرض فأنت لا تحبين ان تتسخ ملابسك، أتى المسعف ليأخذها فقال والدها احملها برفق وانتبه ان تقع من بين يديك.

غابت شمسا وغاب كل شيء معها ودعت البسمة شفاه أهل المنزل الكبير الذي لفه البرود إلى الأبد برحيل وردته وفراشته وشمسه عنه، أبو ناصر يغالب المرض ينظر من وقت لآخر إلى الورقة التي كانت تحملها شمسا بيدها الصغيرة ليقرأ اسمها بجانبه كلمة الأولى في الفصل تغطيها نقاط من دمها، أما زوجته فهي قابعة في زاوية تصلي وتطلب ان يلهمهم الله سبحانه وتعالى الصبر والسلوان بملاكهم الصغير، بالشمس التي غابت باكراً عنهم ذاك اليوم لتظلم حياتهم أبدا.

المصدر::

دار الخليــــج-شباب الخليج-غابت شمسنا

لقصه مؤثره جداا

بارك الله فيك

و لكن ربما العوض لهذه الاسره ان لديهم اولاد غير شمس

فسبحان الله فهو لطيف فى قضائه

اللهم ألهم اهلها الصبر و السلوان و اجرهم خيرا فى مصيبتهم

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanyfouad خليجية
لقصه مؤثره جداا

بارك الله فيك

بالفعل الله يعوضه بطفله أخر أو طفل

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanyfouad خليجية
و لكن ربما العوض لهذه الاسره ان لديهم اولاد غير شمس

فسبحان الله فهو لطيف فى قضائه

اللهم ألهم اهلها الصبر و السلوان و اجرهم خيرا فى مصيبتهم

الله أمين

تسلم اخوي ع المرور الراااااااااائع

الله يرحمه ويغمد روحها الجنه إن شاء الله

الله يصبرهم إن شاء الله

بارك الله فيك وأشكرك على طرح مثل هذه المواضيع الجميله
اللهم أنت وعدت الصابرين في محكم كتابك
اللهم فألهمهم الصبر ..

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصااااااايد خليجية
الله يرحمه ويغمد روحها الجنه إن شاء الله

الله يصبرهم إن شاء الله

اللهم أمين
تسلمين ع المرور خيتوخليجية

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبن السعوديه خليجية
بارك الله فيك وأشكرك على طرح مثل هذه المواضيع الجميله
اللهم أنت وعدت الصابرين في محكم كتابك
اللهم فألهمهم الصبر ..

العفو يا خوي
اللهم أمين
جوزيت خير ع المرورخليجية

الى من يضع حدا لمشكلة معناة امراة تصرخ
ابوناصر

woman.rar – 259.8 Kb

فعلا قصة مؤثرة
جزاكالله خير

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوناصر خليجية
الى من يضع حدا لمشكلة معناة امراة تصرخ
ابوناصر

woman.rar – 259.8 Kb

تسلم يا خوي ع المرور^^

خليجية المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الريح خليجية
فعلا قصة مؤثرة
جزاكالله خير

ويجزاااااااكي أخيتي بالمثل^^

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.