اليوم القصه نزلت عن زواج الأقارب
سبحان الله المشروع اللي تكلمنا عنه
عندما تزوج علي من ***ة عمه لطيفة، شعر انه حقق كل أحلامه، فقد كان مجتهدا منذ الصغر، بارعاً بكل شيء، سافر إلى الخارج للتخصص وعاد بشهادة جامعية، حصل على وظيفة مهمة وراتب ممتاز، سيارته أهداه إياها والده من الوكالة، وتزوج الانسانة التي يحب، كان يشعر انه محظوظ، فشخص بسنه ولديه كل شيء ماذا يطلب أكثر من أن يشكر الله ويحمده.
مرت الأيام والشهور وهو يعيش بسعادة ما بعدها سعادة، وفي يوم، اتصلت به لطيفة وطلبت منه أن يأتي باكرا إلى المنزل، سألها عن السبب فقالت له أخبرك عندما تعود، لم يحتمل الانتظار، فقد شعر بشيء خطير لأنها المرة الأولى التي تطلب منه زوجته ذلك الطلب، عندما وصل بوقت قصير تفاجأت لطيفة وضحكت، فقال لماذا تضحكين ما الأمر لقد اخافني اتصالك، قالت لا شيء لكني أريد أن أحتفل معك بمناسبة سعيدة فأنت سوف تصبح والداً طيباً وحنوناً بعد ثمانية اشهر.
أصبح صالح، الطفل الجميل شغلهم الشاغل، فقد زاد حياتهم بهجة وسروراً، كان علي لا يصبر عنه، يمسك يديه الصغيرتين ويقبلهما، ينظر إليه وهو نائم كالملاك، يتحسس جلده الناعم ويشم رائحته العطرة، يأخذه بين ذراعيه ويضع رأسه الصغير على كتفه بكل هدوء، يتصل بزوجته كل دقيقة ليسأل عنه، بعد مرور ثمانية اشهر على ولادته، أصبحت لطيفة تشعر بأن الصغير لا يتجاوب مع دلعها، مع أن ولداً بسنه يستطيع رؤية والدته والتعرف إليها، يستطيع أن يضحك لحركاتها عندما تخبىء وجهها عنه لتلاعبه، كانت نظراته لا تدل على شيء كأنه يركز على شيء ما، أخبرت لطيفة زوجها ووالدته عن الموضوع، فقالت لها أمه ما زال صغيراً على تلك الأشياء، اقترحت أن تسأل الطبيب فقالت لها لا تبدئي بالقلق ولا تتسرعي أتريدينه أن يرد عليك إذا ما كلمته أو أن يقوم من سريره ويسير، ما بالكم، انتم هذا الجيل، تريدون الأشياء أن تكون على غير طبيعتها؟ سكتت أم صالح على مضض، لكن شيئا ما بداخلها كان يقلقها فقالت لزوجها، أنت يا علي إنسان مثقف، وأنا اعلم وأشعر بأن شيئاً ما ليس على ما يرام، سمه إحساس الأم سمه عدم خبرة ومعرفة سمه ما تشاء لكن دعني أريح قلبي واستشير الطبيب، وافق معها واخذوا الصغير إلى الطبيب الذي كان للأسف غير مؤهل كبعض الأطباء عندنا، فقال لها بلهجة غير مفهومة ممزوجة بلغته الأم والعربية لا تخافي كل شيء اوكي، ال”بيبي” تمام.
صحيح أن لطيفة لم تكن جامعية ولا طبيبة لكنها أم.. وشعورها الذي كان لا يفارقها بوجود خلل ما بقي يؤرق مضجعها، إلى أن قررت، وبعد أن بلغ ولدها شهره الرابع عشر أن تصحبه إلى طبيب مشهور سمعت عنه كثيرا، فاتصلت به وحددت موعداً معه وذهبت مع زوجها الذي قال لها إنها المرة الأخيرة الذي يأخذ فيها الولد إلى طبيب فهو بنظره لا يشكو من شيء انه فقط لا يحب الضحك لأنه رزين كوالده، ابتسمت ووعدته بأنها سوف تسمع كلام الطبيب مهما كان إذا قال لها إن الولد لا يشكو من شيء فسوف تقتنع، نظرت إلى الصغير الذي كان نائماً بين ذراعيها، ضمته بشدة إلى صدرها وهي تطلب من الله أن يكذب إحساسها ويكون ولدها طبيعياً كباقي الأولاد، إلا أن الطبيب وعندما رآه وبدأ بفحصه، ظهرت عليه علامات الأسى، قال للوالدة، انا انتهيت تستطيعين أن تلبسيه، جلس إلى مكتبه يدون أشياء على ملف الصغير بانتظار أن تنتهي أمه وعندما جلست نظر اليهما قائلاً كان بودي أن أقول لك ان إحساسك ليس بمكانه لكنني للأسف لا أستطيع فالصغير مصاب بمرض التوحد، لكنك خيراً فعلت، ولاحظت الحالة منذ البداية حيث إننا نستطيع أن نعالجه مبكراً وهذا أفضل له، قاطعه علي بنبرة حادة وقال توقف قليلاً، كيف تقول هذا الكلام وأنت لم تقم بإجراء أية فحوصات او صورة صوتية او حتى تحليل للدم او أي شيء من الذين يقومون عادة به غير أطباء، أجابه الطبيب انه التشخيص الأولي الذي لا يحتاج أية تحاليل ولا أشعات، فحالة الصغير نستطيع أن نعرفها من عينيه وردات فعله فهو لا ينظر إليك مباشرة عندما تكلمه بل يشيح بنظره عنك، لا يحب أن يقترب منه أي شخص غريب، دائم الخوف، نظراته تكون مصوبة إلى لا شيء كأنه ساه، لا يضحك ولا يبتسم حتى، ينظر دائما إلى يديه ويصبح عدائياً لاحقاً إذا حاول أحد ما اخذ لعبته منه أو اقترب منه شخص لا يراه دائماً إذا كنتم تصحبونه إلى مدرسته مثلاً وصار أن بدلتم طريقكم من دون أن تشرحوا له بأنكم سوف تسلكون طريقاً آخر بسبب الزحمة مثلاً يهلع، إن لم يجدكم في انتظاره وأرسلتم أي شخص ينوب عنكم مهما كان قريباً منه دون أن تخبروه سابقاً فسوف يظل يبكي ويحرك جسده إلى الأمام والوراء بسرعة إلى أن يصل إليكم وهذا كله سوف تلاحظونه مستقبلاً.
المفاجأة كانت قوية على الوالدين، صمتا وزاغت عيناهما، كانت الدموع تتساقط على خدي والدته وهي تقبله، وتنظر إليه بحرقة، أخذه والده منها ووقف قائلا للطبيب سوف أسافر به إلى أي مكان في العالم وأعالجه لا تقل لي بأنه لا أمل من علاجه فإيماني بالله كبير وهو سوف يشفي ولدي ان كان كلامك صحيحاً، ابتسم الطبيب وطلب من علي أن يجلس قائلاً، لا داعي بأن تأخذه إلى أي مكان، ففي بلدنا عدة مراكز لمرض التوحد وعندما يكون الأهل مثلكم وتكتشف الحالة باكراً يكون أفضل للولد،ثم أنا لم أقل لك بأنه لن يشفى فقط شخصت لكم المرض ويجب أن تعرف بأن ولدك يمكن أن يصبح نابغة فالمصابون بهذا المرض لديهم درجات متفاوتة خذ مثلاً (آل غور) الذي كان نائب الرئيس الأمريكي الأسبق كان مصاباً بمرض التوحد ثم انظر أين أصبح، لكن أريد أن أسألكم سؤالا إذا سمحتم، قال هل توجد بينكم صلة قربى، قال علي نعم إنها ***ة عمي لماذا، قال لهم للأسف بأن معظم الأمراض التي تصيب أولادنا سببها زواج الأقارب فهم معرضون أكثر من ثمانين في المائة لأن ينجبوا أطفالاً غير أصحاء حيث في اغلب الحالات يكون الطفل إما مصاباً بمرض ت**ر الدم أو (التلاسيميا) والمنغول وعدد لا يحصى من الأمراض، لذلك يجب إجراء تحاليل لازمة قبل أي عقد زواج لتلافي هذه الأشياء وأهمها على الساحة الآن مرض التوحد، حسناً ايها الطبيب ماذا تريدنا أن نفعل؟ هناك مدرسة خاصة بحالته ويستحسن أن تلجأوا إليهم الآن وهم يشرحون لكم كل شيء وهكذا صار فقد ذهبوا بصالح إلى تلك المؤسسة ورأوا الكثيرين مثله وأكثر منه رأوا الحالات المتقدمة والخاصة من شفي من مرضه ومن تقدم وتغلب عليه تأثروا كثيراً بهؤلاء الأطفال وتعاطفوا معهم لكنهم لم يشاءوا أن يتركوا ***هم هناك كالباقين فسألوا المسؤولة ان كانوا يستطيعون علاجه في المنزل فقالت لهم ان كنتم تريدون ذلك لكنني أنصحكم أن تتركوه معنا فعندما يرى أطفالاً مثله سيتأقلم مستقبلاً معهم أكثر ويرى وجوهاً عديدة فقال علي ولكنني علمت بأنه عندما يرى شخصاً غريباً عنه فسوف ينتابه الهلع وتصيبه حالة من الاضطراب الشديد يعني لو بعدنا عنه فكيف سيفعل عندما يرانا أنا أتكلم هنا ليس عني وعن والدته فقط بل عن العائلة كلها فقالت طبعاً هذا الأمر يعود إليكم فإن كنتم تصرون هناك مدرسات متخصصات لحالته لأن لكل واحدة منهن اختصاصاً فواحدة تعلمه النطق والأخرى التصرف وواحدة للقراءة والكتابة وهكذا لكنهن سيكلفنك كثيراً من المال أما هنا فالدولة تتكفل بالأمر قال لها انا ولله الحمد ميسور مادياً وان كان هذا الأمر يساعده أكثر فأنا مستعد لأن أدفع حياتي ثمناً لرؤيته يتجاوب ويبتسم فقط لنا.
بدأت رحلتهم الشاقة معه لكنهم بصبرهم ومحبتهم ومساعدة المتخصصين بحالته أصبح الآن صالح يبتسم ويتعاطف ينظر إليهم ويتكلم بضع كلمات تفرح قلبهم وتعطيهم أملاً بالغد..
المصدر
فعلا مرات الزواج من الأقارب تسبب أمراض للأبناء مثل السكر والضغط والربو وغيره وغيره من الأمراض..
الله يعافينا ويعافيكم جميعا يارب.. اللهم آمين..
تسلمين عزيزتي صمت الجروح على الموضوع القيم..
وربي يحفظج ويوفقج دووم يارب..
والسموحة..
وهنا تكمن اهمية الفحص المبكر قبل الزواج…. لأن هذه الحالة لا تنطبق على زواج الأقارب فقط .
اللهم اعف عنا و عن جميع المسلمين يارب العالمين
وفي انتظار المزيد في الاسابيع القادمه
جزاك الله خير
بالفعل
موضوع رائع عالج قضية مهمة هي زواج الأقارب كم نبه الى كيفية معالجة الأمر من أوله وأن الأم أعطاها الله حاسة تشعر بها في أولادها وهي فائدة أخرى
بمثل هذه القصص الهادفة حقيقية كانت أو لا نرقي طريقة تفكيرنا ومعالجة قضايانا الكثيرة
تكرم الأخت صمت الجرووح على مواضيعك الممتازة
أخوك عمار من الجزائر