من آداب الردود والمناقشات ـ لِلأستاذ / يوسف بن محمد العتيق. 2024.

تلعب كتب الردود والمناقشات العلمية دورا كبيرا في إثراء المعرفة والبحث العلمي ومنذ أن بدأ التأليف فلا بد من أن يصاحب بعض المؤلفات رد عليها، وهذا الأمر لن يتوقف ما لم يتوقف التأليف نفسه!

وهذه عزيزي القارئ الكريم جملة متفرقة من آداب الردود من المهم استحضارها عند الرغبة في مناقشة أي كاتب، وليست هذه هي أهم ما في هذا الباب إنما جملة وقفت عليها، فلعل القارئ يجد فيها ما يهمه فمن ذلك:

* التأكد من خطأ المردود عليه: فبعض الناس يرد في أمور هي أقرب ما تكون وجهة نظر، قد يتسع فيها الخلاف، فهنا كما انك مصر على رأيك وكذا خصمك مصر على رأيه وبخاصة إذا لم تكن هذه المسألة المتناقش فيها ذات طابع قطعي.

* هل كل خطأ يستحق الرد: فبعد أن تتأكد من خطأ الطرف الآخر، تأمل في خطئه هل هو مستحق للرد أم أنه خطأ تستطيع إصلاحه بغير الرد، فمثلا إذا أخطأ في نسبة كتاب لعالم ونسبه لعالم آخر لتشابه الاسم، هذا لا شك خطأ، فهل يرد على هذا في موضوع مستقل؟ أم يأتي الرد بالتبع عند حصول مناسبة.

* قال أبو عون الأنصاري: ما تكلم الناس بكلمة صعبة إلا وإلى جانبها كلمة ألين منها تجري مجراها، وقبل ذلك الحديث النبوي الشريف، ما وضع الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

* بين العاطفة وإتقان الرد: فالبعض منا يهوله خطأ احد الناس فيرد عليه بالعاطفة الجياشة والكلمات المؤثرة، لِذلك تجد أن في رده هذا كل شيء إلا المناقشة العلمية ودفع الشبه وإتقان الرد، ومما أُخذ على بعض أهل العلم أنهم يذكرون الآراء القوية، ثم يردون عليها بحجج غير مقنعة، مع أنهم قد يكونون اقرب إلى الصواب، إلا أنهم أبعد عن إتقان الرد.

* العبرة بالألفاظ لا النيات والأغراض: حينما يكون الرد ساحة فسيحة للكلام في النوايا والمقاصد فإن ذلك من علامات الضعف فمن أراد أن يرد فليناقش ما تطرق له خصمه وما خالف فيه الصواب وأما ما بداخل النية وقصد( الشخص ) كذا وكذا ليست من اختصاص البشر، بل هي في علم الله سبحانه وتعالى.

* توضيح أماكن الاتفاق وأماكن الافتراق: وهذه المسألة من أهم ما يجب الكلام فيه، فتجد أن الراد وكذا المردود عليه متفقان في أغلب المسائل ويختلفان في بعض الجزئيات والأمثلة، ولكن بسبب عدم تحرير محل النزاع يُبحر بالرد في بحار هو في غنى عنها، ولو جعل أول ثلاثة أسطر في رده في توضيح ماذا يريد لزالت كثير من الإشكالات.

* الخروج عن الموضوع: وهذا الخروج عن القضية المختلف فيها سمة الكثير من الردود، وفي اعتقادي أن من أهم أسباب هذه الظاهرة عدم توضيح المسألة المقصودة بالرد والمناقشة.

* ما كل ما يعلم يقال: ومما يزعج القارئ لبعض الردود إثارتها لأمور لا يحسن ذكرها إن كانت صحيحة فمثلا إذا كان الرد في مسألة تراثية فما دخل أن يكون احد الطرفين، الراد أو المردود عليه، يفعل مخالفة ليس لها أي علاقة بالرد، ولذا كان من الحكم التي تردد، ما كل ما يعلم يقال

* لا بد من معرفة حجم الخطأ: بمعنى أن كل خطأ له حجمه الطبيعي، وعلى ذلك فالمخطئ في مسائل تربط بالجميع ليس كمن يخطأ في تحديد موقع تاريخي؟ أو كمن يخطأ في مسألة نحوية، وعلى ذلك فبعد معرفة حجم الخطأ يكون أسلوب الرد، ولا يعني هذا التهوين من شأن الخطأ إذا كان في موضوع معين بل المقصود معرفة حجم الخطأ ليتناسب مع ذلك أسلوب الرد, وعلى كل حال من أهم الأمور أن نحرص في ردودنا ومناقشاتنا على أن يكون في ذلك دعم للحركة العلمية والثقافية، إذ أن هذا هو أهم ما تكتب الردود من أجله.

ولكم تحياتي

أخوكم الجبل.
=========================================================
منقول: مدونة الشلال> http://www.alshalal.net/vb/showthrea…&threadid=1334
خليجية خليجية خليجية خليجية خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top