تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ( مــن ثمــرات صفــاء القلب )

( مــن ثمــرات صفــاء القلب )

  • بواسطة

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :
" ألا و إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، و إذا فسدت فسد الجسد كله".
إن صفاء القلب مقدمة لخيرات كثيرة، و بركات متنوعة،
إذ يتولد من صفاء القلب: إحسان العبادة و إخلاصها لله .. و تحصيل أنس ملحوظ في ساعة المناجاة لله..
و اطمئنان و سكينة تعصم الإنسان من الاضطراب و القلق و الحيرة و الشقاء و الكدر..

و كذلك يجد المرء مع صفاء القلب لذة روحية و سرور خاص يجعله يستشعر قرب الله منه
و إحاطته به، و تشعره بالجلال و الجمال و العظمة و الكبرياء ..
إلى معان أخرى كثيرة كلٍّ منها كنز حقيقي يحتاجه الإنسان في حياته،
و جدير بالإنسان العاقل أن يبذل قصارى يجهده العقلي و البدني للوصول إلى ذلك الكنز،
فكيف بهذه الكنوز مجتمعة و هي تنبثق في تلقائية حين يتحقق للإنسان صفاء قلب حقيقي.

إن صفاء القلب حالة شريفة سماوية، لا يجامعها إلا كمالات، و لا ينبثق عنها إلا روائع في السلوكيات،
و أنبياء الله هم الذروة في ذلك، و رسول الله صلى الله عليه و سلم هو النجم الذي لا يجارى
و لذا طلب منك ربك سبحانه أن تبقى مشدوداً إلى هذا النجم لا يغيب عن ناظريك :
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً"
فعلى قدر قوة صفاء القلب تكون شدة التأسي بالرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم و شدة الالتزام بهدية، و الاستمساك بحبله ..
و كل ما عدا ذلك فهراء و غثاء،

فصفاء القلب على الحقيقة ليس له طريق إلا طريقاً واحداً هو:
معرفة الله، و حبه و الإقبال عليه، و اللهج بذكره، والتأسي برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
و على قدر قوة هذه الأمور يشتد الصفاء، و على قدر قوة الصفاء يسعد الإنسان في دنياه و أُ***ه معاً.
""من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة"
حياة طيبة رضية في الدنيا و في البرزخ و في الآخرة على السواء.

و إياك أن تصدق أن معرضاً عن الله يعيش في انسجام مع نفسه، و في طمأنينة مع روحه،
و من ثم يستحيل أن يجد مثل هذا الإنسان سعادة القلب التي لن تكون
إلا من خلال معرفة الله و حبه و الإقبال الشديد عليه، و كل طريق غير هذا الطريق فمسدود مسدود مسدود ..!
إن أمرّ العيش عيش المعرضين عن الله مهما ظهر للعيون أنهم بخلاف ذلك
و لا يدرك هذه الحقيقة إلا إنسان جرب حياة البعد عن الله و الإعراض عنه، و الإنغماس في الشهوات،
ثم انقلب إلى حياة الاتصال بالله و الارتباط به، و الإقبال عليه و التولّه فيه، و الانشغال به ..
أنه يومها يوقن تمام اليقين أنه قد ولد من جديد.، يوم قرر أن يعود إلى الله سبحانه .
إن لذة الطاعة و الإقبال على الله لا توازيها لذات الدنيا كلها،

و إن لحظة صفاء سماوية مع الله و أنس بها لا يبيعها مؤمن بالدنيا و ما فيها و من فيها..!!!
ذلك لأنها لذة روح خالصة، أما لذات المعرضين عن الله ..
فإنما هي لذة جسد فحسب، و أين روعة الروح و تحليقاتها، وفضاءتها الرحبة ،
من قبضة الطين و الحمأ المسنون في شهوة ساعة مليئة بالمنغصات ..؟؟!!
إن الذين جربوا هاتين الحياتين حياة الظلال و حياة الهداية
فعاصروا الأولى بمراراتها، ثم انتقلوا إلى الثانية فذاقوا روائع حلاوتها،
هم وحدهم الذين أدركوا كم هو الفرق بين الثرى و الثريا، بين لذاذات الروح، و لذة متوهمة للجسد..

و من ثم فإنك لا تجد أحداً من هؤلاء الآن نادماً عاضاً على بنان الحسرات على أيام سلفت من عمره بعيداً عن ربه سبحانه و تعالى..
و لكنه يصر اليوم أن يستدرك ما فاته، و أن يلحق بالقافلة المسافرة نحو الفردوس، مع النبيين و الصديقين و الشهداء..
لقد أشرقت في قلبه أنوار الهداية، و بوارق التوفيق، فذاق ما ذاق من روائع السماء.
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم:
" ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:
أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما. و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله،
و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار"

فأنت ترى ههنا كلاماً مشرقاً سماوياً كريماً يفيض نوراً،
يؤكد لك أن للإيمان طعمه و حلاوته، و لذلك طريقه الذي لابد أن يسلك،
فمن أراد أن يصل إلى هدفه، فلابد أن يضع قدمه على الطريق السالك الموصل إلى ذلك، و لا ييأس،
و رحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة..

أما من أراد سعادة القلب و حلاوة الطاعة و أنس المناجاة و تلألؤ الروح
ثم هو لا يبالي أن يعصي الله ليل نهار عاكفاً مع أهوائه و شهواته،
فقد أخطأ الطريق و أتى البيوت من غير أبوابها،
و لابد أن يجد عاقبة أمره خسراً، فوحشة قلب تنتظره، و تكدّر روح ينتظره،
و قلق نفس ينتظره، و حيرة عقل تنتظره،
و أهواء كثيرة متصارعة كل منها ينتظره ليستعبده و يستذله من دون الله
(( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه..))
و ليس لهذا الإنسان خلاص من ذلك كله إلا أن يطرق الباب الوحيد المفضي إلى سعادة الدنيا و عز الآخرة.
إذا كنت قد أوحشتك الذنوب***فدعها إذا شئت و استأنسِ

إن إشراقات الطاعة في القلب المقبل على الله تفيض على جوارح الإنسان
خاصة إذا بقي قلبه في حالة مراقبة لله جل جلاله ،
و في مثل هذه الحالة يجد القلب حالة أنس عجيبة،
و كلما قوى بعد الإنسان عن دوائر المعاصي،و اشتد ارتباطه بالله و ذكره :
له كلما قوي قلبه لاستيعاب فيوضات السماء عليه، و اشراقات الهداية في روحه،
فيزداد في كل يوم أنساً و لذة مضاعفة، و علامة ذلك :
أنه يبقى مشدوداً إلى ربه و هدي نبيه صلى الله عليه و سلم:

لسانه لا يفتر من ذكر الله تسبيحاً و حمداً و شكراً و نصيحة و تذكيراً به، و مذاكرة فيه، و مدارسه لكتابه و سنة رسوله ..الخ..
كذلك عقله لا يفتر عن الدوران في التفكير في آلاء الله و نعمه و آياته و دلائله،
و صفاته و أسمائه الحسنى و أثارها في الكون و الحياة ..
و كذلك جسده كله: لا يمل من أداء الخدمة للمولى سبحانه.
و كيف يمل و هو إنما يؤدي ضريبة حبه لربه و شكره على نعمه، و عبوديته المحضة له..
و لقد قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي من الليل حتى تورمت قدماه،
فلما قيل له: أنك مغفور لك ما تقدم و ما تأخر فلماذا تتعب نفسك هكذا؟
كان جوابه المشرق: أفلا أكون عبداً شكوراً؟؟!!
و الشاكرون هم أندر عملة من عباد الله و لكنهم أغلاها و أزكاها قال تعالى
((و قليل من عبادي الشكور)) فهل نفهم؟؟؟!!؟ وإذا فهمنا هل قررنا أن نعمل ؟ هذا هو السؤال ؟

ر**نا الله وإياكم قلباً مؤمناً خاشعاً لله تعالى..
لا شلت يمينك أخي الفاضل..
والدال على الخير كفاعله..
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه..

الأخت الفاضلة / نور القلوب
………….. أنار الله قلبك ودربك وقبرك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
واسأله سبحانه أن ينفعك وينفع بك حيثما كنت
وأن يجعلك مباركة ..
جزاك الله خير الجزاء على هذه المشاركة
تحياتي وخالص دعواتي
= =

شكرا علي الموضوع الرائع يا خوي بو عبد الرحمن ونتمنى منك المزيد خليجية

الأخت الفاضلة / عيون
………… رحم الله والديك ، ورفع الله قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
وجزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة
اسأل الله أن ينفعك وينفع بك
=

ما أروع ما تخطه يمينك من كلمات يا أبا عبدالرحمن…

أسلوبك في الكتابة متميز….

أعجز عن التعليق..

جزاك الله خيرا ونفع بك الاسلام والمسلمين ..

خواطر

خليجية بو عبدالرحمن خليجية

بارك الله فيك …..والله انك تفيدنا وتنفعنا بعون الله بما تضيف من مواضيع جميله وفيها الخير خليجية

المرعب والاجر على الله 😮

أخي الكريم بو عبدالرحمن رعاك الله
لا فض فوك
جزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات المشرقة النابعة من قلب محب صادق

لقد تذكرت بعد قراءة موضوعك الرائع
كلمات قالها عمر بن الخطاب رضى اله عنه
حين قال
اجلسوا مع التوابين فإنهم أرق الناس أفئدة
لأنه علم بأن قلوبهم رطبة لينه تفتحت مسامها وامتلأت بنور الهداية فهي تستوعب جميع ما تسمعه بعين البصيرة والخشوع
وتستجيب لجميع اوامر ربها
وتكون ذليلة من**رة
وهذا حين تكون التوبة صادقة

بارك الله فيك أخي
ولا حرمنا الله من ثمارك الطيبة خليجية

أختك
أم همام


الأخت الفاضلة / خواطر
………….. رحم الله والديك ورفع قدرك

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين

جزاك الله خير الجزاء على هذه المشاركة
شكرا على المتابعة
= =

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.