في وسائل الإعلام اليوم تتعالى صيحات "لا للمخدرات"، وتسرد القصص المأساوية لهؤلاء المساكين الذين أضرموا في حياتهم نيران العذاب، ولاكوا مرارة المعاصي، فتجدهم يحذرون من الوقوع في مغبة المخدرات.
ولكن تلك الوسائل الإعلامية تروج صباح مساء الدعاية لمخدرات خطيرة تسممت بها العقول، وأهلكت الباقي من الإيمان في النفوس.
لقد أمر الشارع الحكيم تعالى بحفظ الضرورات الخمس (الدين، العقل، النفس، المال، العرض) فمن تناول مخدرا فقد ضيع ضرورة العقل والنفس، ومن تعاطى مخدر الإعلام فقد ضيع الدين والعقل، ثم يتبعه ضياع العرض.. وتتلوه البقية.
تلك المخدرات الإعلامية هي المسلسلات الماجنة الهابطة، والروايات العاطفية المنحلة ، والأغاني الفاحشة.
ذلك الثالوث الخطير يلوّك العقول على مر سنوات، ولم نجد من يسن قانوناً يحمي فتياتنا وشب***ا من الوقوع في براثنه.
التهالك اليوم على متابعة الكم الهائل من الزخم التافه من الأفلام والتمثيليات يبين حجم المعاناة التي نعيشها؛ عندما تصبح حياة البطل والبطلة على ألسنة الناس في المجالس ويناقشون حق تقرير المصير لهذه القصة.
ألهذا السوء وصل مستوى الانحطاط الفكري المتزامن وفداحة الخطر القادم على الأمة؟!
وتأتي أرفف المكتبات لتعج بالروايات المنحلة التي تدعو للفحش والزنا صراحة، وتصور العلاقة بين الجنسين ببهيمية سافلة.
تضيع العقول، وتدمن الفتاة خاصة على متابعة تلك الكتابات؛ لتروي ظمأً طالما بحثت عن متنفس له، فتستقي ثقافة معكوسة، وتنهل فكرا منحرفا يعود عليها بالانحراف لتطبق الواقع الذي تصورته من تلك القصص.
وتتعالى صيحات المغنين والمغنيات ليعزفوا على وتر مشاعر الشباب "سيمفونية" من الفحش والدعوة للبغاء في قالب العشق والهيام والحيرة والعذاب، وقد تغلف تلك الأغاني بالشرك في التقرب والاستغاثة وادعاء الألوهية للمحبوب..
وتصور في ثنايا أشعارها العلاقة المحرمة، وترسم حبا زائفا سريعا ما يتهاوى في حمأة التعايش مع الواقع.
تلك المخدرات أدعى بالمكافحة، وأولى بالهجر والعقوبة، فكيف نترك شباباً عبثت فيه تلك الملهيات حتى عصفت بأولوياته وغدت هموم الأمة لا تعنيه، وقضايا الإسلام لا تشكل في جدول أعماله شيئا.
متى نستفيق من غمام الغفلة؟ وإلى متى والغزو الفكري ينهش في جسد الأمة وفي أعز ما تملك (شبابها) ولا نحرك ساكنا؟!
دعوة لفتح بوابة التغيير نحو الأفضل والعودة للشرع المطهر تحت ظلال القرآن وينبوع السنة الشريفة.
واحفضنا واياكم من الضياع والانسياق خلف تلك الملذات