لم تأت عابدة العظم باكتشافات جديدة ، ولكنها سبقت بالسؤال وشغلت بالإجابة عليه ، فكانت إضافتها هي في إعادة ترتيب الأفكار والمعطيات ووضعها في سياقها الصحيح .
وبدأت الأستاذة العظم فكرتها من فهمها للآية الكريمة (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)فللأنثى نصيب عام من نعيم الدنيا في الر** والمواهب والقدرات وفي كل شئ ، ولها تعويض مجز عما خص الله به الرجل ، فإنه وإن جعل ميراث الأخ ضعف ميراث أخته فقد خص الزوجة بالمهر وميزها بالنفقة.
وتفردت الأنثى بنصيب خاص من متاع الدنيا وزينتها دون الرجل ، كتحليل الذهب والحرير لها مع الاحتفاظ بحقها في التمتع به في الآخرة . والتفاضل سنة إلهية في الخلق ، فما من مخلوق إلا وله مزايا يفضل بها المخلوقات الأخرى.
وثمة حالات كثيرة في الميراث تأخذ المرأة فيها مثل الرجل أو أكثر، فمن الحالات التي يتساوى فيها الذكر مع الأنثى الأم والأب إذا كان للمتوفى أبناء ذكور، ويتساوى الأخوة لأم ذكوراً وإناثا في الميراث. والأنثى تأخذ أكثر عندما تكون من أهل الفرائض فتعطى فرضها وما بقي يكون للأولى من العصبات، مثلا: رجل مات عن بنت وخمسة إخوة: تأخذ نصف المال وحدها ويتشارك الإخوة الخمسة بالنصف . وفي بعض الحالات ترث المرأة ولا يرث الذكر ، وتكون الإناث في بعض الحال عصبة فيحجبن الذكور فلا يرثون شيئاً ولو كانوا ذوي قربى.
وفي بعض المسائل لا تقبل إلا شهادة امرأة كأمور الرضاعة والحضانة والنسب ، أو الأمور الجنائية التي تحدث في مجتمعات وأماكن يفترض ألا يغشاها غير النساء ، مثل حمامات النساء. وفي المغني ل*** قدامة " يثبت خيار الفسخ لكل واحد من الزوجين لعيب يجده في صاحبه . . وإن اختلفا في عيوب النساء ، أريت النساء الثقات يقبل فيه قول امرأة واحدة ، فإن شهدت بما قال الزوج وإلا فالقول قول المرأة ".
وتفردت المرأة بأجر الحجاب ،ويكتب لها ثواب الصلاة كاملاً أيام الحيض، ويحتسب لها من أجر صيام شهر رمضان كما لو صامت أيامه الفضيلة كلها. ولها الأجر في حسن تبعلها لزوجها وفي الحمل والولادة والإرضاع والتربية.
واكتسبت النساء صفات خاصة بهن ، فالمرأة سكن للرجل تضطرب حياته بدونها ولا يستطيع الاستغناء عنها، وهي عون له في حياته. قال تعالى: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها" وتميزت النساء بالكيد والتدبير بباطل أو حق " إن كيدكن عظيم" فالكيد موهبة عظيمة وسلاح فعال ، والمرأة قادرة على الفتنة والإغواء والسيطرة والتأثير، والمرأة أصبر من الرجل على الشهوات، وهي أكثر أمناً على نفسها من الوقوع في الحرام ، وتتميز المرأة بعاطفة قوية جياشة مؤثرة ، وهذا يجعلها أكثر شغلاً بأولادها وزوجها وأهلها وهمومهم ، وتدافع بها عن نفسها أيضاً فسلاح المرأة دموعها ؛ لأن الرجل يجد رادعا في ظلم من يستعطفه أو يثير عاطفته.
وانفردت النساء بفضائل خاصة بها فهي حين تكون أماً فهي أول بالبر والصحبة والرعاية ، قال صلى الله عليه وسلم لعائشة حين سألته أي الناس أعظم حقاً على المرأة قال زوجها، قلت والرجل؟ قال: أمه.
وسأل رجل من أحق الناس بصحبتي فقال له الرسول: أمك، قال:ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. وقدم النبي – صلى الله عليه وسلم – بر الأم وطاعتها على الجهاد، وجعل الله بر الأم كفارة لأي ذنب ، وقد يكون عقوقها سببا في ورود النار، ودعوة الأم مجابة، وجعل النبي طريقة التعامل مع الزوجة مقياساً يقوم به الرجل في الدنيا والآخرة ، وجعل للزوجة حقوقاً مكافئة للزوج ، وحض الإسلام على حسن معاملة الزوجة.
واكتسبت المرأة فضائل مادية ، كالمهر، والنفقة، وحق التمتع بمالها وحدها، فالقاعدة الفقهية تقول:
" نفقة كل امرئ في ماله إلا الزوجة" وما ترثه المرأة حق لها دون زوجها وأولادها، ولها أن تنفقه على نفسها من دونهم ، ولا يلومها على ذلك الشرع والقوانين ، وللبنات والأخوات حق الإحسان والرعاية ، وللمرأة ثواب الرجال كاملاً إن قامت بأعمالهم ، وهي أكثر تمتعاً بوقتها.
وأخيراً فللمرأة مزايا طريفة فهي تطلع على عالم الذكور وتطلع بعمق على عالم النساء ، فهي تدرك الفرق أكثر بين الجنسين، في حين لا يرى الرجل من عالم النساء إلا أمه وزوجته وأخواته ومحارمه. واليوم حين طغى السفور والتبرج في التلفاز والأسواق وأماكن العمل فإن المرأة في عافية من ذلك كله ؛ لأنه لا يضرها ولا يحرجها ، وكان الله في عون الرجال.