ففكر عيسى عليه السلام في أمره ، ودعا ربَّهُ أن يرُدَّ عليه بصره ، وأن يساوي بينه وبين أصحابه .
فردَّ الله على ذلك الصبي الأعمى بصره ، فلما فتح عينيه ورآهم وثب وثبةً على واحد منهم وتعلق به وأخذ يغمسه في الماء كما كان هو وزملائه يفعلون به حتى قتله ، ثم أخذ يجري وراء واحدٍ آخر من الصبيان فتعلق به كذلك وأخذ يغمسه في الماء حتى قتله ، وعندما رأى بقية الصبيان ذلك هربوا منه .
فرأى عيسى عليه السلام ذلك ، فتعجب ، وقال : إلهي ، وسيدي ومولاي ، أنت بخلقك أعلم ، فدعا ربَّهُ أن يرده كما كان ويكفيهم أمره .
فأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : قد كنتُ أعلمتُك وتعرَّضت إليَّ في حُكمي وتدبيري ، فخرَّ عيسى عليه السلام ساجداً .
قد يتألم الفقير لما هو فيه من الفقر وشدة الحاجة ويرى غيره يعيش في رغد العيش وربما دعاه ذلك لندب حظه وسوء فقره … ولكن الله خبيرٌ بعباده أوجد بحكمته الفقير لينظر ما هو صانع هل سيشكر الله على حاله ويسلِّم بقضاء الله وقدره وأنه سبحانه له في ذلك حكمة أم يسخط على حاله ويتذمر مما هو فيه ، فربما لو كان غنياً لبغى في الأرض وأفسد فيها وأستخدم هذا المال أسوء استخدام … وأوجد كذلك الغني لينظر ماذا سيصنع بما في يده من المال وأين سينفقه وهل سيشكر هذه النعمة التي هو فيها أم يتنكر لنعم الله ويدعي أنه تحصل على ذلك بمجهوده وذكائه وحسن تدبيره ( كما فعل ذلك من قبل قارون الذي أهلكه الله ) .
وهناك من ولد ولديه إعاقة خلقية من الله لحكمة منه سبحانه هو أدرى بها … فربما لو وجد هذا على الحياة بدون هذه العاهة لكان جباراً في الأرض وفعل فيها الأفاعيل … فإن صبر وحمد الله على ما أصابه وقدر له كان له الأجر العظيم عند الله عز وجل … ولله في خلقه شئون و لا راد لحكمه وقضائه .
… فاللهم اجعلنا ممن شكر نعمك وأدى حقها وصبر على كل حال هو فيه …
لقد أمتعتنا حقا اخي بها الموضوع..
وكثيرا منا والله يتمنا و يتمنا..
يعتقد بان الخير بعيد عنه..
وهو يعيش في ذلك الخير..
علنا نتعلم من قصة سيدنا عيسى عليه السلام مع ربه..
ومن قصة الاعمى مع نعمة الله عليه وعلى من حوله..
سبحانك ما اعظمك وما اجل قدرتك وحكمتك..
اللهم لك الحمد والشكر على ما انعمت علينا …
إن أدركنا أو لم ندرك حتى الآن نعمك.
بارك الله فيك أخي الكريم.
أختك الاحلام
أخي سهيل ..
بارك الله فيك على هذه المشاركة .. والله سبحانه وتعالى عليم بشؤون عباده .. وله حكمة فيما يبتليهم به .. وعلى الانسان أن يرضى ويشكر الله على ما انعم عليه به .