‘الواشنطن بوست’ حاولت فتح الملفات المحرمة-من قبل الحكومة الروسية- عن الحالة النفسية للجنود العائدين من الحرب وذويهم، فقابلت العديد من الأهالي والممرضات والسكان.
‘ياروسلافيتسفا’ تصف حال إبنها ‘ساشا’- الذي ذهب إلى الحرب وعمره18 عاما، وعاد في 21- قائلة: [ عندما شن ‘الثوار’ الشيشانيون هجماتهم لم يكن ‘ساشا’ وزملاؤه في ثكنات، فحفروا لأنفسهم خنادق طينية، وأصيب إبني في فترة خدمته بالتهابات جلدية ولم يتلق العلاج، وعندما عاد إلينا كانت عيناه كعيون كالمجانين وكأنها بلا شعور، لم يكن يستطيع النوم لأن الكوابيس الكثيرة كانت تلاحقه وتفزعه، لم تكن لديه رغبة في البحث عن عمل، وبعد6 أشهر لم يعد يتكلم إلا عن الموت، وفي حفلة ‘عيد الميلاد’ حاول قطع شريانه، لم يقل الطبيب إلا شيئا واحدا ‘ هل ذهب إلى الحرب في الشيشان؟ كلهم يحاولون الإنتحار!! ]
وتضيف الأم [ كان دائما ما يردد’ أنا لا أريد العيش لأي سبب، سأسكر دائما، وسوف أشتري دراجة بخارية وأحطم نفسي في الحائط’، وذات يوم دخلت حجرة نومه فإذا به قد شنق نفسه]
وقد أكدت لجنة’ضد الحرب’ الروسية أن الإنتحار يعد ظاهرة للجنود الروس عند عودتهم من الشيشان، ومن لا ينتحر منهم فإنه يدمن الخمر، أو يعتزل الناس ويعيش في المناطق المهجورة،’بافل برازينكوف’ كان قائد سيارة تلتقط جثث الجنود الروس ، بعد عودته أصبح لايفيق من السكر،’تشرد ليوند بينساكوف’ أحد الخبراء وشارك في الحرب عند عودته بنى كوخا في منطقة معزولة ليعيش فيه وحده .
ولم تقتصرالآثار النفسية للحرب على الجنود، بل تتعداها لعموم الشعب الروسي ، يقول ‘كليف جودكوف’- مستطلع آراء في ‘موسكو’- [ لقد أثرت الحرب على عموم الناس فأصبحوا أكثر عدوانية ووحشية وتفككا إجتماعيا وأقل صبرا وذكاءا!]
ويذكر أن استطلاعات الرأي تشير إلى مقتل 10 آلاف جندي روسي في الشيشان، إلا أن الغضب الشعبي الروسي المتزايد على استمرار الحرب لا ينبني على تلك الخسائر وحدها،بل يرجع إلى عوامل متعددة ، مثل: التكاليف المادية للحرب وسط المعاناة الاقتصادية للشعب، وتصاعد الهجمات الشيشانية ووصولها إلى ‘موسكو’،وانتشار الأمراض النفسية والانتحار في صفوف العائدين من الشيشان…
وأنعم عليهم بالحرية والإستقلال كما أنعمت عليهم بحرية الإسلام
مشكور اخوي و يزاك الله خير
الله معاهم !