إذا أعرتَ سمعكَ لكل ناعق ، وتأثرتَ بكل ناهق ،
وهزك الساخرُ بك ، وحجمك المستهتر لك ، وشعرت بضآلة واستحيا …
فراجعْ مبادئكَ الأولى التي بنيتَ عليها أمر التزامِكَ ..
توضيح ذلك كالتالي :
كلما كان البناء قوياً ، فمهما كانت الريح ، فإن المبنى لا يهتز ولا يضطرب ..!
وكلما كان البناء هشاً ، فإنه يتزلزل من جذورهِ عند أول هبوب العاصفة !!
فانظر كيف أساس بنائك ، كلما تعرضت لشيء مما يعكر عليك صفو قلبك ..
وبالمثال يتضح المقال ..
حين تتأثر المرأة _ مثلاً _ ممن يسخر بحجابها ،
وتشعر في قرارة نفسها بشيء من النقص ، فلتعلم يقيناً :
أن بناءها هش ، ويوشك أن ينقض .. وإن زعمت وزعمت وزعمت .. !!
وحين تشمخ المرأة معتزة بحجابها ،..كأنما هي تباهي النجوم في سماها .. !
لأن ( الله ) جل جلاله ( شرفها ) بهذا الزي السماوي البديع
الذي تقر به عيون الملائكة !! والذي تغلي بسببه قلوب شياطين الأنس !!
ولذا فهي تفاخر الدنيا به ، معتزة أبية ، مهما سمعت من ( صعاليك ) الناس ..
حين تكون كذلك :
فلتحمدِ اللهَ كثيراً ، فإن بناءها شامخٌ ، وأساسها متين رااائع .
بل لتحمد الله كثيراً ، فإنها ( مصطفاة ) .. نعم مصطفاة ..
_ أحسبها عند الله من المصطفين الأخيار .. _
وهل هذا قليل !!؟
ولله در مثل هذه المرأة المتلألئة .. تمضي في طريق حياتها وهي تلقن الدنيا
كيف يكون الإنسان عبداً لله حقاً ، بلا مماحكة ولا فلسفة خائبة ، ولا تفلت مائع!
مثل هذه المرأة المعتزة بدينها حيثما كانت ، المستعلية فوق سخرية الصعاليك من الناس ..
مثل هذه المرأة المتألقة قد تكون ( في اعتقادي ) :
خير من ألف خطبة ، وألف محاضرة ، وألف درس !
فالدروس العملية التي تشهدها عيون الدنيا ،
هي التي لها الوقع الأكبر في قلوب الناس ..
على المرأة المسلمة إذن :
أن تثق أن الله اختارها لهذه المهمة العظيمة ..
_ لأنه يحبها ويريد لها وبها الخير _
أعني اختارها لتكون درسا متحركا تحمل هم دينها حيثما كانت ،
مفاخرة به ، متألقة معه ، معتزة به ، حياتها به وموتها من أجله !
تنظر برثاء إلى من ارتضت أن تكون ألعوبة في أيدي شياطين الأنس ..!
نعم هو كذلك .. وغير ذلك لا تكون الأمور صحيحة !
فإذا تكرر من هؤلاء السخرية بها ..
فلتقل في نفسها في ثقة :
(.. إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا .. فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) .. !!
وشتان بين الثريا والثرى .. وشتان بين النجوم والمستنقع ..!!
وحين يُفاخر الحصى نجوم السماء ، فقد انقلبت المفاهيم إذن ..!
وتعظم الكارثة : حين تتأثر النجوم بسخرية الحصى منها …!!
ألا يكفيها حب رسول الله إياها صلى الله عليه وسلم ،
في الوقت الذي سيكون ساخطاً على غير الملتزمة ،
وسيدفعها عن حوضه الشريف ، وهو يقول : سحقاً سحقاً ..!!
وكفى بنا ف***ً على غيرنا *** حبّ النبي محمداً إيانا
بل كفي بنا ف*** يوصلنا إلى ذروة السماء :
أن الله يباهي بنا ملائكته !!!
بشرط أن نكون أهلاً لذلك ..!
هل استوعبت المرأة المسلمة الدرس ..أم نعيد ونزيد ..؟!!!
وما يقال عن المرأة المسلمة يقال عن الشاب المسلم المقبل على الله .
فليكن شعار كل منا قول القائل :
ومما زادني فخـراً وتيـها *** وكـدتُ بأخمصي أطأ الثريـا
دخولي تحت قولِكَ ( يا عبادي ) *** وأنْ صيرتَ أحمدَ لي نبيا
ولنمضي في طريق الأنبياء عليهم السلام صعداً إلى السماء
والقافلة تسير والكلاب تنبح ….!!
وما يضرُ البحرُ أمسى زا***ً *** إن رمى فيه غلامٌ بحجرْ !؟
بمثل هذه المعاني علينا أن نكثر التواصي لاسيما في هذا العصر المُتعِب..
لعلنا ندخل في قوله تعالى :
(وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ..
جزاك الله خير ..
جزاك الله كل خير
جزاك الله كل خير[/quote
أشكرك على كلماتك الطيبة تقبل أعطر التحايا
*