من المفارقات الغريبة التي نعيشها في السنوات الأخيرة أننا نسينا أن لنا ثوابت دينية تصقل أخلاقنا وأفكارنا، وتحافظ عليها من الوقوع في المحرمات والملذات الدنيوية.. نسينا أنفسنا في مجتمع اسلامي ترتفع فيه صوت المآذن وتمارس فيه الطقوس الدينية السماوية.. نسينا تلك الطاقة الكبري أن هناك أجيالاً يمثلون الحاضر والمستقبل لابد من اعدادهم دينياً ووطنياً وأخلاقيا لمواجهة التحديات، ولصناعة التطور.. وإلا فما هي مقومات التحضر في المجتمع المتقدم!! وكيف والفواحش والمنكرات والمحرمات تسير في امتداد، ولا تجد من يوقفها ويعترض سبيلها.
آخرها..
ستار أكاديمي في الدوحة قريباً
ليرتفع بذلك رصيد المنكرات الشائعة علي أرض المجتمع لتسقط الأفكار والعقول تحت الاقدام وبين دائرة الشهوات والملذات.
تعلو الأصوات الوطنية الغاضبة مستنكرة هذا الخبر تدفعها الغيرة الدينية والاخلاقية والوطنية.. لا يمنعها الخوف من الله الذي اذا أراد لشيء أن يقول له كن فيكون في لحظة نصبح من الوجود الي العدم.. كيف يحدث!! ومن المسؤول!! وما الهدف!! ربما هناك من يخطط لدسم السم في المجتمع بإشاعة المنكرات.
ربما هناك من يريد استنزاف مقدرات الشباب الاخلاقية والعقلية والدينية ورميها في وحل الرذيلة.. ربما هناك من يريد الهزيمة للعقل الانساني الوطني ليعيش في تفاهات الاباحية الاخلاقية والسلوكية بعيداً عن قضاياها السياسية والاقتصادية والوطنية.
لقد
آلمنا ما سمعناه، وازداد ألمنا حين أكدت بعض الاخبار المتناقلة بأن القائمين والمروجين لهذا البرنامج الاباحي المنحط موجودون في الدوحة حالياً ومنذ فترة وجيزة، وما هذا التضليل في الاعلان عنه إلا استثارة الرأي العام ومعرفة مدي قبوله واعتراضه، وقد بدأوا في اختيار الشباب وتدريبهم ليكونوا ضيوفاً وضحايا في هذا البرنامج ويسقطوا في وحله ومنكراته دون اعتبار لحرمة شهر فضيل قادم علينا.. دون احترام لمجتمع مسلم.
إن..
اللوم لا يقع علي الضحايا من الشباب الذين اختاروا للدخول في وحل هذا البرنامج والتعايش في اجوائه مع الجنس الآخر من الاناث بلا حدود ولا حواجز، يمارسون حياتهم المعيشية الحياتية تحت سقف واحد تسقط من خلاله المحارم، لتغذية شهواتهم الحيوانية واكتساب الشهرة والظهور تدفعهم الفجوة الدينية والاخلاقية والتربية السليمة المفقودة.. والفراغ.. بقدر ما يقع اللوم علي المسؤولين في هذا المجتمع من يمتلكون زمام الأمر والنهي، والقبول والرفض والمنع.. ومن وراء استقدام هذا البرنامج ليكون مصيدة يقع في شباكها أبناء الوطن وليكونوا ضحايا الرذيلة والفساد بالمعايشة الداخلية، والمشاهدة اليومية الخارجية.
حقا
إننا نعيش في مأساة اخلاقية مدمرة، وافلاس اخلاقي مدمر.. أساسه أولاً أولياء الأمور ومن يملكون زمام المسؤولية في المجتمع.. الذين يفتحون الأبواب للموافقة واستقدام مثل هذه البرامج الهدامة للفكر والخلق والسلوك.. من واجبهم الوقوف ضد هذا الطاغوت المدمر ومحاربته بأي وسيلة ممكنة حتي لا يحل علينا غضب الله وعقابه، كما حدث في مملكة البحرين لبرنامج مماثل الأخ الأكبر قُوبل بمظاهرات واحتجاجات وطنية حتي مُنع من الدخول، وكما هو اعتراض مجلس الأمة الكويتي في استقبال مثل هذه البرامج علي أرض الكويت.
..ويبقي السؤال للمواطنين والمسؤولين هل يصح هذا في مجتمعنا!! أين الرقابة الحكومية، والدينية لايقاف ومنع استقدام هذا البرنامج!! أين الاحتجاج الوطني الذي لابد أن يتخذ مجراه بالوسائل الاعلامية والمنابر الخطابية والمدارس!! أين دور الأسرة في منع ***ائها من الوقوع في وحل الانحطاط والسفاهة.
هذا..
البرنامج ان صح وجوده أو استقباله والذي يهدف الي صنع نجوم وهمية آيلة للسقوط، مضلل للماشين علي الطريق القويم، مهيج للشياطين لابد ان يحارب وأن يمنع.. وأن يستنكر، وأن يعاقب المدعمون له.. لوقاية المجتمع.. من يدعو اليه آثم في حق نفسه ومجتمعه ودينه.. ومن يمهد الطريق لاستقدامه فقد ارتكب جرعة عظيمة في حق ***اء وطنه وقيمهم ومجتمعه وثوابته.
فلا.. تلوثوا الوطن بالمنكرات واتباع الشهوات والانسياق وراء الشهرة فكفانا قوله تعالي قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة فأطفئوا النار قبل اشتعالها، وايقظوا الارواح والنفوس والقلوب التائهة في بحر الملذات والشهوات المادية.. وامنعوا كل من يريد تلويث مجتمعنا وشرائحه الانسانية
انهم لم يلوثوا الاوطان فقط يا اختي بنت قطر .. بل أكثر …
وما هم إلا شياطين الانس ينتشرون كما ينتشر السرطان في جسد الامة
وكيف سيقاوم هذا الجسد بلا مناعة ..
وكيف يمكننا ان نحتج والحكومات والأعلام يفتح الباب على مصراعيه لمثل تلك الشرور
نسأل الله المعافاة في الدنيا والآخرة …
جزاك الله خيرا .. ونسأل الله ان يحفظ بلادكم وبلاد المسلمين وشبابكم وشباب المسلمين مثل تلك الآفات