وهنا بعد أن تكونت علاقة ودية حميمة بين الأبناء والقرآن ، عن طريق سماع القصص والأمثال والأخبار التي جاءت في القرآن الكريم .. يجب أن نتقل إلى المرحلة الثانية وهي الارتباط الشخصي بين الأبناء والقرآن ، أي الشعور بأهميته لنا ولحياتنا الدنيوية قبل الأخروية . فمن خلال كلمة شجع سنصل بإذن الله إلى هذا الارتباط .
شين ( شفاعة)
من أهم دعائم الارتباط عند الإنسان المساعدة وقضاء حوائجه ، وتفريج الكربات والوقوف معه وقت الضيق ، فهذه الحالات تستقر ذكراها في النفوس ولا تنسى ، وكم من عمل بسيط أديناه دون حساب أو تكلف ، ارتدت فائدته علينا وزرع الحب في نفوس الآخرين تجاهنا فأصبح جميلا لا ينسى طوال العمر .
ولله المثل الأعلى فنحن نقصر في أعمالنا وطاعاتنا ، ونقترف الذنوب ثم نستغفر الله العظيم من ذنوبنا وآثامنا ، فيغفر الله لنا . ونفعل المعاصي وكثير منها ، ثم نتوب إلى الله مقلعين نادمين عازمين على عدم العودة فيغفر لنا ، إذا فالشفاعة علاج للنفس ، وقربة للقلب والعقل ، فلنبين أيها الأحباب معنى الشفاعة للأبناء ولنربطها بالقرآن حتى يلج حبه قلوبهم ويلتزموا به شفيعا لهم .
ومن أمثلة شفاعة القرآن الكريم ، أن سورة البقرة وآل عمران تشفعان لصاحبهما يوم القيامة حتى يدخلاه الجنة كما بين عليه الصلاة والسلام ، فهذا باب واسع من أبواب التعلق بالكتاب الكريم .
وهنا أجد أنها مناسبة مهمة أن نحدث أبناءنا عن يوم القيامة ، وعن الحياة البرزخية وما يتبعها من جمال وأهوال ومدى حاجتنا للشفاعة من الله عزوجل
وكذلك أهوال يوم القيامة ودور الشفاعة عندها ، وبالتجربة فهذه الأمور مشوقة جدا ، فالشفاعة أقسام منها :
1- شفاعة الله عزوجل :
ولا أكبر منها ، وهي تعطى لمن رضي الله عنه لنيته الخالصة وعمله الصالح ، وليس هنالك ما هو أعز وأجمل من كلام الله عزوجل ، فمن حفظه علما وعملا وعاشه ، كما كان صلى الله عليه وسلم فقد وصفته السيدة عائشة رضوان الله عليها بأنه " كان خلقه القرآن " ، فمن كان كذلك ، فإن من فضل الله عليه أن يكافئه بالجنة والرضوان وذلك لاجتهاده في طاعة الله عزوجل .
2- شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم :
وهي تعطى لمن تبع سنته والتزمها وعض عليها بالنواجذ ، ومنها قراءة القرآن وختمه وحفظه وقراءته للناس وتعليمه لهم ..
3- شفاعة القرآن :
نفسه حيث يأتي يوم القيامة يحاجج عن صاحبه ، قال صلى الله عليه وسلم : " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " النسائي .
4- شفاعة الملائكة :
ودعاؤهم لمن اتخذ مجالس الذكر وحلق القرآن مرتعا ونزهة له فقد جاء في الحديث : " لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده " رواه مسلم . وكذلك قال الله عزوجل :
{ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } الإسراء (87)
5- كن أنت الشفيع التالي :
أيها المربي ، وولي الأمر ، الأب ، الأم ، فلا تجعل حفظ القرآن الكريم ضربا وإيذاء ، بل شفاعة وعفوا ومسامحة ، وقل له سامحتك لأنك قرأت جزءا أو أنهيت سورة الكهف يوم الجمعة ، أو حفظت سورة الفلق ، لكي يعي ال*** معنى الشفاعة في الدنيا من ولي أمره قبل الآخرين ، وهي في نظر الأبناء خاصة الصغار منهم بعيدة غير محسوسة .