بدأنا بكلمة قم ، وذكرنا القاف للقصص و الآن نذكر حرف الميم ( منافسة ومسابقة)
الأبناء في عمر الزهور والنشاط والحيوية ، يفضلون الحركة على السكون والهدوء، ولا يحرك ذلك إلا التنافس والمسابقة في كل الأمور حتى ولو تحدى نفسه وسابقها ، والله عزوجل قال : { السابقون السابقون أولئك المقربون } وقال تعالى : { .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} وغيرها من الآيات الكريمة التي تبين معنى وأثر السبق والتنافس في نفوس البشر ، والله عزوجل خلق الإنسان ويعلم أسراره وإمكانياته ووسائل تحفيزه .. ومن الأمور التي فطر الله الناس عليها أنهم يحبون التنافس والمسابقة ، وهي وسيلة للتعلم والتدرب والتطور والارتقاء ، وقد اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر الذي رباه عليه ربه عزوجل ، وكان للمسابقة نصيب كبير في حياته صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم .. وجعلنا من أتباعهم ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر ) وكذلك جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم أنه سابق السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها فسبقته ، ولما حملت اللحم سبقها ، وقال لها : ( هذه بتلك )
وكذلك جاءت أمور أخرى في الدين تبين فضل السابق فيها ومن ذلك التالي :
1- قال صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) وهنا الفضل الأول لمن بذل وقتا وجهدا في تعلم كتاب الله ، والفضل الثاني للذي صرف وقته في تعليم الآخرين كتاب الله خاصة الأقربين منهم ، ثم الأبعد فالأبعد ، مقتدين به في حسن قراءته وتلاوته وتجويده وتعلم باقي علومه كالتفسير.
2- وقال صلى الله عليه وسلم ( اقرأ وارتق … ) وهنا إشارة للاسبق في الدنيا في حفظه لكتاب الله ، أن يحوز على مكان أسبق وأعلى وأسمى في جنان الله . فيكون مكانه عند آخر آية يقرأها من كلام الله عزوجل .
3- وقال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة( ثمر يجمع بين طيب الطعم والرائحة وحسن اللون من نوع البرتقال ) طعمها طيب ، وريحها طيب ، والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ، ولا ريح لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ، ريحها طيب ، وطعمها مر ، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، طعمها مر ، ولا ريح لها ) فيحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسابقة والمسارعة لقراءة كتاب الله لنفوز بمثل الأترجة إن شاءالله .
4- وكذلك حثنا صلى الله عليه وسلم على التسابق إلى قراءة كتاب الله من خلال معرفة أجر من قرأ من الكتاب آية ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ( الم ) حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، و ميم حرف " والحمدلله على فضله وزيادة عطائه وسعة رحمته وكرم جوده .
5- وكذلك قال صلى الله عليه وسلم " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة " فجعل لمن سبق في تعلمه وحسن قراءته منزلة عالية رفيعة .
6- وكذلك قال صلى الله عليه وسلم " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ، ويضع به آخرين " وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا حسد ( أي غبطة ) إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " وهنا يبين شأن قاريء القرآن الكريم وحافظه في الدنيا بين أهله وأصحابه ، ومكانته في مجتمعه ، مهيئا للسبق والتنافس في تعلم كتاب الله عزوجل .
عزيزي ولي الأمر .. لا تتردد في جعل المنافسة والسباق عنصرا مهما في تربيتك لأبنائك ، حتى يحبوا الحياة الدنيا التي بها يتقربون إلى الآخرة والخلود في الجنة .
فيحبب القرآن إليهم من خلال المسابقات اليومية التي تتعلق بالقرآن الكريم . مثال ذلك :
1- كم جزءا في القرآن الكريم ؟
2- كم ح**ا فيه ؟
3- ما عدد سوره ؟
4- ما عدد آياته ؟
5- كم موضعا لسجود التلاوة به ؟ الخ
أو ذكر أسماء الأنبياء في القرآن أو البلدان في القرآن أو الأقوام أو الحيوان أو النبات أو المهن …
للحديث صلة ..