من المفيد أن نعترف أن فترة المراهقة لا تعتبر من الأوقات السعيدة في حياة الإنسان، فهي فترة عدم الاستقرار وعدم التأكد والشك في الذات والمعاناة والآلام والاهتمامات والانشغالات الخاصة والصراعات الاجتماعية وعدم الاتفاق والتناقض العاطفي.
ويقول أحد علماء النفس:
من الطبيعي ان يسلك المراهق بصورة غير متفقة ولا يمكن التنبؤ بها فهو يحارب دوافعه ويتقبلها، يحب والديه ويكرههم، يخجل بشدة من تقديم والدته للآخرين في الوقت الذي يحب بشدة الحديث إليها، يقلد ويتوحد بالآخرين بينما يبحث في نفس الوقت عن ذاتيته ليكون مثالياً، فنانا كريما غير أنانيا وفي نفس الوقت نجد النقيض من ذلك فهو متمركز حول ذاته أناني بخيل وهذه التذبذبات بين النقيضين يمكن أن تعتبر غير سوية في مرحلة عمرية اخرى أما في هذه المرحلة فإنها تدل على ان بناءً راشداً قد بدأ يتفتح.
فإذا أمعنا النظر في عبارات هذا العالم لأمكننا فهم سلوك المراهق دون الحاجة إلى سؤاله ماذا دهاك؟ مم تعاني؟ حدثني عن مشكلتك؟ فكلها اسئلة لا يمكنه الاجابة عنها فانه لا يستطيع ان يقول أنا مم** بانفعالات معقدة وبدوافع غير منطقية وأحترق برغبات غير عادية.علينا أن نفهم أن رغبة المراهق عاجلة وضاغطة لا يقوى على التصدي لها بسهولة ولذلك يتحتم على الوالدين التحمل وطول البال والتسامح عليهما التغاضي عندما يعبر المراهق عن مشاعر السخط وعدم الراحة التي يبديها دائماً.
عليهما احترام وحدته وتقبل شعوره بالسخط وعدم الرضا.