قالت صحيفة الواشنطون بوست الأمريكية أن هناك توترات داخل الإدارة الأمريكية حول السياسة الأمريكية تجاه العراق.
وتقول الصحيفة فالعديد من كبار العسكريين الأمريكيين مقتنعون بأن صدام حسين لا يشكل خطرًا مباشرًا وبأن الولايات المتحدة يجب أن تواصل سياسة الاحتواء بدلاً من غزو العراق لتغيير القيادة في بغداد.
وهذا التوجه في التشكيك بخطة بوش صدر عن جنرالات وأدميرالات ومن بينهم أعضاء في قيادة الأركان المشتركة واستندوا في ذلك إلى تقارير استخبارية حول البرامج النووية والكيماوية والبيولوجية للعراق وقدراته الصاروخية، لكن كبار المسئولين المدنيين في البيت الأبيض والبنتاغون لا يوافقون على وجهة نظر العسكريين فهم مقتنعون بأن صدام حسين ما زال يشكل خطرًا على جيرانه وبأنه يعمل على امتلاك أسلحة دمار شامل ووسائل لإطلاقها.
ويقولون بأن الوقت ليس في صالح واشنطن، وقال أحد مساعدي البيت الأبيض: أن التشاؤم العسكري المبني على نقص في المعلومات لن يمنع بوش إذا قرر مهاجمة العراق، ولكن القيادة العسكرية تصر على الكشف عن مخاوفها ولذلك بدأت تؤثر في الموقف وأظهرت وجهات النظر من خلال المقابلات التي أجريت مع مسئولين في البنتاغون خلال الأيام الأخيرة بأنه لن يكون هناك أي عمل عسكري ضد العراق قبل فصل الربيع القادم.
ومن خلال إشهار العسكريين لوجهة نظرهم ساعدوا الديمقراطيين في الكونغرس على اتخاذ مواقف أكثر حذرًا. ولذلك قرر جوزيف برين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ فتح جلسات استماع اعتبارًا من الأسبوع القادم حول السياسة تجاه العراق.
ويقول المسئولون العسكريون: أنه رغم أن العراق يمتلك أسلحة كيماوية وبيولوجية إلا أنها قليلة حسب التقديرات الرسمية للمخابرات الأمريكية كما أن الصواريخ بعيدة المدى إن وجدت لدى العراق والتي يمكن أن تصل إلى إسرائيل قليلة وأنه ربما ما زال لديه 24 صاروخًا من طراز سكود.
واستخلص العسكريون بأن سياسة الاحتواء أفضل من غزو العراق الذي يملك أسلحة كيماوية وبيولوجية كما أن غزو العراق قد يؤدي إلى تشرذمه وبالتالي إلى الفوضى وخلق أنظمة جديدة معادية للولايات المتحدة في المنطقة.
يذكر أن بعض المراقبين يعتبرون تلك التسريبات الأمريكية هذه جزء من الحرب النفسية التي تشنها الولايات المتحدة على العراق لأسباب عديدة منها شغل الرأي العام الأمريكي خاصة أن الحملة على أفغانستان لم تأت بنتائج ملموسة حتى الآن .
>>>>>>>>منقو<<<<<<<<<<