جرس الهاتف يرن في منزل أم محمد
أم محمد : ألوه …
النقيب عبدالله : السلام عليكم ياخالة ..
أم محمد : و عليكم السلام .. سم من أنت ..
النقيب عبدالله : هذا بيت خالد الـ …
أم محمد : أيه ، هذا بيته .. من أنت ؟؟
النقيب عبدالله : أنا صديق خالد .. لو سمحتي ممكن أكلم والده .؟
أم محمد : أنت تكذب !! ما أنت برفيق خالد .. لأن خالد أبوه متوفي من ثلاث سنوات !!!
النقيب عبدالله : معليش يا خالة .. بس أنا …< النقيب في وضع حرج >>
النقيب عبدالله : طيب ممكن أكلم أخوه الكبير أو ولي أمره ..
أم محمد : خير أنشاء الله عسى ما شر .. و من أنت ؟؟؟؟؟
النقيب عبدالله : معك النقيب عبدالله من مرور الناصرية .. أبنك خالد مسوي حادث بسيط و موجود في الحجز ، نبي ولي أمره عشان يراجعنا لو تكرمتي ..
أم محمد : ياربي !! وليدي !! عسى ما صارله شي ،، عطني إياه أبي أكلمه
النقيب عبدالله ( و هو يغالب دموعة ): أنشاء الله يا خاله .. بس خلي أحد من أهله يراجعنا ، و إنشاء الله خير.
أم محمد : خلاص أنا أكلم أخو الكبير محمد ، يراجعكم الحين ..
أم محمد تقوم بالإتصال على إبنها الكبير محمد :
أم محمد : ألوه محمد ..
محمد : سمي يمه ، ويش بك عسى ماشر وراك ..
أم محمد : ألحق على أخوك تراهم ماسكينه بالناصرية و محجوز .. تكفى و أنا أمك رح شفه و طمني عليه .
محمد : لاحول .. هذا متى بيعقل .. يمه أنتي من يوم شريتي له هالموتر و هو كل يوم مسويلنا مشكلة مع المرور
أم محمد : يا وليدي يا محمد ، أصبر على اخوك الصغير أنت بحسبة أبوه الله يرحمه .. بشويش عليه و أنا أمك
محمد : و الله انه يستاهل ، أنا ودي أنه ينلطع عندهم كم يوم إلين يعقل ..
أم محمد : تكفى يا خالد تحمل أخوك ، و لا تنسى أنك كنت مثله و ما عقلت إلا يوم زوجناك !!
محمد : سمي يمه ، أنتي تامرين الحين أكلم زميلي اللي في المرور و أخليه يطلعه .. في أمان الله ..
أم محمد : تراه عند واحد يقاله النقيب عبدالله ..
يقوم محمد بالإتصال على صديقه عبدالكريم في مرور الناصرية :
محمد : ألوه .. أبو عبيد..
عبدالكريم : هلا هلا محمد كيف الحال ..
محمد < من غير نفس > : بخير الله يسلمك ..
عبدالكريم < ضاحكاً > : أكيد زي العادة ، أخوك في ضيافتنا ..
محمد : ياخوك أبتلشنا بهالورع ، مره تفحيط و مره حادث ، و مره يسويلنا مواكب ، وش تبيني أسوي أربطه بسلاسل بالبيت ؟؟
عبدالكريم : يا *** الحلال ، خلها على ربك ، و الله يا حنا نشوف بلاوي ,, المهم وش موضوعه هو ؟
محمد : و الله ما أدري بس اللي أتصل علينا واحد يقاله النقيب عبدالله .. و قال أنه مسوي حادث وأنه محجوز ؟
عبدالكريم < مستغرباً > : ليه ما أتصل هو ؟؟
محمد : ما أدري بس جواله مقفل حاولت أدق عليه إلى الحين و هو مقفل .
عبدالكريم : و لا يهمك يا أبو حميد . أنا با أكلم النقيب و أشوف موضوع أخوك .. و أعطيك خبر ..
محمد : ما تقصر يا أبو عبيد .. نردها لك بالأفراح أنشاء الله .. يالله نسلم عليك .
عبدالكريم : مع السلامة ..
ذهب عبدالكريم إلى الضابط المناوب النقيب عبدالله
عبدالكريم < يعطي التحية العسكرية > : السلام عليكم طال عمرك
النقيب عبدالله : هلا هلا أبو عبيد ، كيف حالك ..
عبدالكريم : و الله بخير الله يسلمك .. عسى ماشر ورى شكلك متغير
النقيب عبدالله : يا أبو عبيد .. الله لا يوريك اللي شفته اليوم ،، حادث شنيع ما أحد يتصوره
تصدق خمسة شباب في عمر الزهور توفوا كلهم فوراً في وقت الحادث.. إنا لله و إنا إليه راجعون
عبدالكريم : لا حول و لا قوة إلا بالله … الله يهدي هالشباب .. و الله الواحد ما يدري ويش يسوي معهم
النقيب عبدالله : خير يا أبو عبيد وش عندك .. أعرفك ما تجي إلا تتوسط في الحجز و القسايم ههه
عبدالكريم : أبد الله يسلمك بس ، فيه واحد أخو صديق عزيز علي ، و قال أنه موقف عندكم أبي أشوف
موضوعه عشان أطمن أهله ..
النقيب عبدالله < ضاحكاً > : الله يقطع سوالفك يا أبو عبيد ،، يا أخوك أنت ما تجوز عن واسطاتك
و الله ان الشباب ما راح يلتزمون إلا لما تتقاعدون أنت و شرواك .. هههههه
عبدالكريم : عاد مثلك خابر طال عمرك ،، عيال حموله ، و الله أني أتفشل لو ما وقفت معهم ، و الله أن يركبوني حق ..
النقيب عبدالله : ما عاش اللي يفشلك يا أبو عبيد أنت تأمر أمر بس .. ويش أسم أخو صديقك هذا ؟؟
عبدالكريم : أسمه خالد الـ… .
النقيب عبدالله < تتغير ملامح وجهه فجأه > : منهو !!! وش وش وش أسمه ؟؟؟؟
عبدالكريم : خالد الـ… ؟؟؟ ليه فيه شي ؟؟؟
النقيب عبدالله < يغطي وجهه بيديه > : أستغفر الله العظيم .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله و إنا إليه راجعون ..
عبدالكريم : خير ؟؟؟ ويش السالفة طال عمرك ؟؟؟ عسى خالد ماهو مسوي شي كبير ؟؟؟
النقيب عبدالله : الحادث اللي باشرته اليوم ،، و اللي توفوا فيه خمسة شباب .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
عبدالكريم < وقد بدأ عليه التوتر و القلق ، وكأنه أحس بالموضوع > : خير يا نقيب عبدالله ،، وش دخل خالد في الحادث .؟؟؟
النقيب عبدالله : يا أبو عبيد .. قل لا إله إلا الله ..
عبد الكريم : حق ؟؟
النقيب عبدالله : خالد هو اللي كان يسوق السيارة اللي سوت الحادث .. الله يرحمه ويرحم اللي كان معه .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
عبدالكريم < وقد إنعقد لسانه > : إنا لله و إنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
عبدالكريم يصمت للحظات وهو يغالب دموعه ، ويتذكر المرحوم خالد حينما كان يخرجه دائماً من الحجز
ويقوم بتوبيخة بعدم تكرار حركات المراهقين و الألتزام بآداب المرور ويمازحه خالد بقوله و الله مراح أعقل
يا أبو عبيد إلين تزوجني بنتك اللي قلت لو أنها ولد كان سميته خالد على أسمي ،
.. وبدأ يفكر
كيف أقول هذا الخبر لصديقي محمد ،، كيف أواجهه بالموضوع ،، كيف أقول له أن خالد ليس في حجز الناصرية
و إنما هو في ثلاجة الموتى …..
وفي هذه اللحظات يرن الهاف الجوال مع عبدالكريم و كان على الطرف الآخر محمد ،
ولكم أن تتخيلوا المواقف بعدها…..
أنتهى المشهد
كم مثل هذه المشاهد تحدث يومياً ،،
كم من الأمهات تتقطع قلوبهن يوميا ,,
كم من الآباء الذين يرون في أبنائهم العون و الساعد لهم في ما بقي من عمر ،، يفقدوهم في لحظة طيش,,
تخيلوا معي ،، بعد هذا المشهد ،، ما هو موقف الأم المسكينة ،، و التي كادت أن تبكي ، و قد قيل لها أنه في الحجز
ما هو ردت فعلها لو قيل لها أنه قد أنتقل إلى رحمة الله …
ما هو شعور الأخ الصغير حينما يسأل أباه أو أمه عن أخيه الذي لم يره منذ ثلاثة أيام ، و سوف لن يراه مدى الحياة ..
إنا لله وإنا إليه راجعـــــــــــــون
منقووووووووول
سلومي 🙁 🙁 🙁 🙁 🙁 🙁 🙁