ارتبط اسمها بالفنانات التائبات وكان لها دور دعوي بينهن ……روت قصة توبتها فقالت :
تخرجت من مدارس ( الماردي دييه) ثم في قسم الصحافه بكليه الآداب ،
عشت مع جدتي والدة الفنان أحمد مظهر فهو عمي …
كنت أجوب طرقات حي الزمالك ،وأرتاد النوادي
وكأنني أستعرض جمالي أمام العيون الحيوانيه بلا رحمة تحت مسميات التحرر والتمدن.
وكانت جدتي العجوز لا تقوى علي، بل حتى أبي وأمي ،
فأولاد الذوات هكذا يعيشون، كالأنعام ،بل أضل سبيلا ،إلا من رحم الله عز وجل .
حقيقه كنت في غيبوبه عن الإسلام سوى حروف كلماته،
لكنني برغم المال والجاه كنت أخاف من شيء ما…أخاف من مصادر الغاز والكهرباء ،
وأظن أن الله سيحرقني جزاء ما أنا فيه من معصيه ،
وكنت أقول في نفسي إذا كانت جدتي مريضه وهي تصلي ، فكيف أنجو من عذاب الله غدا ،
فأهرب بسرعه من تأنيب ضميري بالاستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي.]
وعندما تزوجت ،ذهبت مع زوجي إلى فرنسا لقضاء ما يسمى بشهر العسل،
وكان مما لفت نظري هناك ، أنني عندما ذهبت للفاتيكان في روما
وأردت دخول المتحف البابوي أجبروني على ارتداء البالطو أو الجلد الأسود على الباب ….
هكذا يحترمون ديانتهم المحرفه ….وهنا تساءلت
بصوت خافت : فما بالنا نحن لا نحترم ديننا ؟؟!!
وفي أوج سعادتي الدنيويه المزيفه قلت لزوجي أريد أن أصلي شكرا لله على نعمته ،
فأج***ي: افعلي ما تريدين ،فهذه حرية شخصية!!
وأحضرت معي ذات مره ملابس طويله وغطاء للرأس ودخلت المسجد الكبير بباريس فأديت الصلاة ،
وعلى باب المسجد أزحت غطاء الرأس ، وخلعت الملابس الطويله ،
وهممت أن أضعها في الحقيبه وهنا كانت المفاجأه……….
اقتربت مني فتاة فرنسيه ذات عيون زرقاء لن أنساها طول عمري ،
ترتدي الحجاب…..أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي ،
وقالت بصوت منخفض : لماذا تخلعين الحجاب ؟ ألا تعلمين أنه أمر الله !!
..كنت أستمع لها في ذهول ، والتمست مني أن أدخل معها المسجد بضع دقائق ،
حاولت أن أفلت منها لكن أدبها الجم ، وحوارها اللطيف أجبراني على الدخول
سألتني : أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ ……أتفهمين معناها ؟؟
…إنها ليست كلمات تقال باللسان ، بل لا بد من التصديق والعمل بها…
لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة ……
اهتز قلبي ، وخضعت مشاعري لكلماتها ثم صافحتني قائله : انصري يا أختي هذا الدين .
خرجت من المسجد وأنا غارقه في التفكير لا أحس بمن حولي ،
ثم صادف في هذا اليوم أن صحبني زوجي في سهره إلى [كباريه ….] ،
وهو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال مع النساء شبه عرايا ،
ويفعلون كالحيوانات، بل إن الحيوانات لتترفع من أن تفعل مثلهم ،
ويخلعون ملابسهم قطعه قطعه على أنغام الموسيقى …
كرهتهم، وكرهت نفسي الغارقه في الضلال …
لم أنظر اليهم ، ولم أحس بمن حولي ، وطلبت من زوجي أن نخرج حتى أستطيع أن أتنفس ….
ثم عدت إلى القاهرة ، وبدأت أولى خطواتي للتعرف على الإسلام . ..
وعلى الرغم مما كنت فيه من زخرف الحياة الدنيا إلا أنني لم أعرف الطمأنينه والسكينه ،
ولكني أقترب إليها كلما صليت وقرأت القرآن .
واعتزلت الحياة الجاهليه من حولي ، وعكفت على قراءة القرآن ليلا ونهارا…..
وأحضرت كتب *** كثير وسيد قطب وغيرهما …
كنت أنفق الساعات الطويله في حجرتي للقراءه بشوق وشغف ..
قرأت كثيرا ، وهجرت حياة النوادي وسهرات الضلال ….وبدأت أتعرف على أخوات مسلمات …..
ورفض زوجي في بداية الأمر بشدة حجابي واعتزالي لحياتهم الجاهليه ،
لم أعد أختلط بالرجال من الأقارب وغيرهم ، ولم أعد أصافح الذكور ،
وكان امتحانا من الله، لكن أولى خطوات الإيمان هي الاستسلام لله ،
وأن يكون الله ورسوله أحب ألي مما سواهما ،
وحدثت مشاكل كادت تفرق بيني وبين زوجي ….
ولكن الحمد لله فرض الإسلام وجوده على بيتنا الصغير ، وهدى الله زوجي إلى الإسلام ،
وأصبح الآن خيرا مني ، داعية مخلصا لدينه ، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا .
وبرغم المرض والحوادث الدنيوية ،
والإبتلاءات التي تعرضنا لها فنحن سعداء ما دامت مصيبتنا في دنيانا وليست في ديننا .
المصدر : كتاب العائدات إلى الله لمؤلفه محمد بن عبد العزيز المسند
===============
منقوووووووووووووول