وبصرف النظر مما تذكره التوراة من أن أبناء يعقوب عرفوا باسم الإسرائيليين فإن المعروف عن أصل العبرانيين قليل جدا ، فالكثير ممن انحدر منهم منذ وقت مبكر قد تبادلوا استخدام عبارتي (إسرائيل) و(يهود) لكننا لانملك بينات تاريخية أو توراتية حول أصل العبرانيين.
ومن السليم أن غالبية علماء التاريخ والتوراة يمليون نحو الموافقة على أن العبرانيين كانوا بالحقيقة هم (الهبيرأوالخبير أو العبير) وأن هذه الأسماء لشعب لم يكن أبدا (مجموعة عرقية ذات أصل واحد بل شعب شكل طبقة فى مجتمع في مناطق جغرافية مختلفة ) ولم يكن لهذا المجتمع بنية اجتماعية ولم يمتلك أرضا خاصة به ولم يكن(الهبير أو العبرانيون) أمة أو قومية لكنهم كانوا (أناسا متجولين) ارتبطوا بشكل شديد بالاعتبارات و الوسائل المالية ،وكانوا بلا مواطنة أوبنية اجتماعية، وعملوا كتجار ومرت**ة وأقنان متطوعين وحتى (عبيدا أرقاء) .
وتوضح المدونات القديمة ان (الهبيرو) كانوا موزعين فى مناطق غربي آسيا لمدة قرون وذلك حتى 1100ق.م وجاء ذكرهم غالبا **اميين فى وثائق (تل العمارنة) الواسعة الشهرة حين ذكروا (العبرانين) وهم يثيرون الحرب ضد المدن الكنعانية وضد سكانها الذين كانوا ساميين ، كما تحاربوا مع (الفلسطينيين )الذين دخلوا البلاد من جزر آيجة، و كان (الفلسطينيون مقاتلين اشداء) وقد منحوا فى النهاية اسمها (فلسطين ) الى البلاد.
ودعا الذين سكنوا بلاد فلسطين بعد 1400عاما أنفسهم يهودا بالعبرية مدللين بذلك على الذين جاؤوا من قبيلة يهوذا أو الذين جاؤوا من إحدى قبيلتي المملكة الجنوبية.ولم تظهر كلمة يهودي حتى في العهد القديم أي عصر النبى آرميا فى626 ق.م.
ومن الجانب اللغوى التاريخي هناك جدل ما إذا كان من الممكن إرجاع كلمة (عبرى) إلى (عابر) والد (فالج ويقظان )أو اشتقاقها من الجذر العبري الذي معناه ( عبر) و هي في هذه الحالة تعني عبور العبرانيين من الفرات إلى فلسطين .
وتبعا لهذا فإن خلاصة ما وصلنا إليه هو أن أجداد اليهود الإسرائيليين لفترة 140 ق.م كانوا في الحقيقة (الهيرو) الذين اشتق من اسمهم اسم العبرانيين و لقد جرى تدمير الدولة أو الدويلات التي أسسها الإسرائيليون من قبل الإمبراطورية الآشورية ثم من قبل الإمبراطورية البابلية في سنة 700ق.م و 500ق.م كل على حدة.