وتعتبر هذه الغريزة من أقوى الغرائز لدى الإنسان , وأشدها خطرا عليه , ولذلك جعلها الله أول الشهوات التي زينت للناس , قال تعالى:(‘ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين)’
ومتى أطلق العنان لهذه الغريزة , وفتح لها الباب على مصراعيه , في غيبة من الوازع الديني والأخلاقي , فإنها لا تبقي ولا تذر , وتهلك الحال والمال , ويؤدي إهمالها إلى فساد المجتمع وضياع النسل والأنساب , و***ب الأمم والأفراد وقد حذر الله – تبارك وتعالى- حتى من مجرد الاقتراب من الفاحشة , فقال : ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) , وقال : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) .
وإذا حرم الله شيئا حرم أسبابه , ونهى عن دواعيه ووضع من الأحكام والتشريعات ما يسهل للناس تجنبه والإبتعاد عنه , فعندما حرم الله الزنا شرع عددا من القواعد والتشريعات ووضع سياجات تقي الناس من الوقوع في أوحال الرذيلة تسهيلا لهم ورفعا للمشقة والتكلفة عنهم وإن كان في ظاهرها المشقة والتكلفة , ومن هذه التشريعات :
أولا :أمره سبحانه وتعالى –الجنسين بغض البصر , فقال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) النور29-30
ثانيا : أمر الله تعالى النساء بالقرار في البيوت حفاظا على استقرار المجتمع فقال : ( وقرن في بيوتكن ) .
ثالثا : عندما تخرج المرأة من بيتها لحاجة معينة كزيارة رحم أو عيادة مريض أو غير ذلك , فإن الشرع فرض عليها الحجاب سدا لأبواب الفتنة , فقال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) , وقال 🙁 ولا يبدين زينتهن إلآ ما ظهر منها) .
رابعا : نهيت المرأة عن الضرب برجلها إظهارا لزينتها , فقال تعالى 🙁 ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) .
خامسا : نهيت المرأة عن الت**ر في الكلام , فقال تعالى 🙁 ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) , وقد شرع الله الكلام من وراء حجاب في مخاطبة أمهات المؤمنين أشرف نساء العالمين , فقال تعالى 🙁 وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )
سادسا : نهي المرأة عن التعطر للأجانب , فقد قال – صلى الله عليه وسلم – 🙁 أيما امرأة خرجت من بيتها مستعطرة , ثم مرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية )
سابعا : نهى الشرع الحكيم عن الاختلاط بين الجنسين , وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية , فقال – صلى الله عليه وسلم :(إياكم والدخول على النساء , فقالوا : أرأيت الحمو يا رسول الله , قال : الحمو الموت الحمو الموت الحمو الموت), وقال – صلى الله عليه وسلم :(ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).
ثامنا : شرع الله – سبحانه وتعالى- إشهار الزواج الشرعي , وجعل شهود العقد من شروط صحة الزواج .
ولو عمل الناس بهذه الأحكام التي وضعها الإسلام لعاشوا في سعادة وهناء , ولكن عندما تعامت النساء عن الوصايا , وتجاهل الشباب القواعد والأنظمة الشرعية , حلت بهم الكوارث , وانفلت الزمام من يد المجتمع .
والباب الرئيسي للفاحشة والانغماس في أوحال الرذيلة , لإطلاق البصر في ما حرم الله تعالى , سواء كان ذلك بصورة مباشرة على أرض الواقع , أو عبر شاشات القنوات الفضائية التي ما فتأت تمطر شب***ا بسيل من الإغراءات والفتن , أو عبر شاشات شبكة المعلومات – وقد عمد بعض أصحاب مقاهي الانترنت إلى وضع ستائر للأجهزة , ووضع كواسر( proxies ) للأجهزة تخترق المواقع المحظورة تسهيلا للشباب والمراهقين – فيكل بصر الشاب من تقليبه في هذه الأمور , وتنطبع في قلبه الصور والمشاهد الخليعة , فتتولد الخواطر والأفكار السيئة تدعمها خسة النفس ولإيحاء الشيطان , وتضطرم الشهوة الجنسية , وقد يلجأ عندها إلى أمور يعتقد فيها تخفيف ما يعانية , كالعادة السرية وغيرها , فيعالج الداء بداء أخطر منه , فتنشأ الأمراض النفسية , وتزيد حدة السعار الجنسي , فيعمد الشاب عندها إلى محادثة الفتيات عن طريق الهاتف , أو بالمحادثات الالكترونية ( التشات ) وكم من فتيات وقعن ضحايا لمثل هذه المحادثات , فيجد أن هذه الطريقة لا تروي ظمأً ولا تشبع نهماً , فيقرر الفتى عندها التحرر من جميع القيود الاجتماعية , فيبدأ بارتياد أماكن الاختلاط وتجمعات الفتيات لينشئ علاقات فاسدة يظهر في بدايتها أنه في منتهى الشرف والنزاهة , وأن علاقاته بريئة ( الحب البرئ ) حتى إذا انقادت الشياه للذئب , وقع الفأس على الرأس , وارتفعت النزاهة , وهتكت الأعراض , فإذا مل من فتاة انتقل إلى أخرى , وربما قطع بعضهم الحدود وطوى المسافات , وبذل ألأموال الطائلة من أجل تحقيق رغباته الجنسية , والتخفيف من السعار الجنسي الذي يكابده .
إن القلب ليتفطر أسى وحسرة حين ترى الشاب في أوج قوته وفتوته , جعل عقله بين رجليه , لا هم له إلا ملاحقة الفتيات وارتياد أماكن تجمعاتهن , يعيش هائما كالسكران , يبحث عن الشهوة في كل مكان , وبأي شكل , حتى تصبح همه الأول , إذا تحرك فمن أجلها , وإذا سكن فلأجلها , يقيم من أجل إرضاءها , ويسافر بحثا عنها , يسهر الليالي الطوال منكلا على عبادتها وتحقيق مطالبها , نسي أهله , وقطع أرحامه , وتناسى صلاته وعباداته , وغفل عن جميع الحقوق الواجبة عليه , وصد وجهه عن كل محتاج لمساعدة أو طالب لخدمة إنسانية , فقلبه ممتلئ بحب هذه الغريزة دون سواها , قد انفلت الزمام من عقله تقوده الشهوة كيفما أرادت .
ويا ترى ما الثمرة التي يجنيها من كل هذا اللهاث , إنه يجني الكثير, ولكنها ثمار حنظل مرير :
الثمرة الأولى : قلق وخوف يحيط به من كل ناحية , قلق عن إعراض الفتيات , وخوف من الفضيحة والعار , وتوجس من هجوم الأمراض الجنسية .
الثمرة الثانية : الشرود الذهني والتشتت العقلي , واختلال التفكير ـ تشعبت به الطرق , وأعيته المسالك , وسيطرت الشهوة على كامل قواه الفكرية .
الثمرة الثالثة : قلة الإنتاج الفكرية والعملية , لاشتغال فكره , وتحطم نفسيته , وإجهاد جسمه .
الثمرة الرابعة : السعار الجنسي , وتوهج الغريزة , فهو كالذي يشرب من ماء البحر , كلما شرب كأسا ازداد عطشا , لا يرتوي أبدا .
الثمرة الخامسة : التعرض للذل والمهانة في محاولة استعطاف الفتيات وجلب قلوبهن .
الثمرة السادسة : ذهاب مخ الساقين , وضعف البصر , وشحوب الوجه , والاحساس الدائم بالتعب والإرهاق .
الثمرة السابعة : الشعور بالملل , والتهرب بالمسؤولية , وقلة الصبر والتنحمل , الحساسية المفرطة , والغضب لأتفه الأسباب , وضيق الصدر, والتشنجات العصبية , والأمراض النفسانية .
الثمرة الثامنة : هدر الأوقات من أجل لذة لحظات , وضياع زهرة الشباب في السعي خلف الشهوات .
الثمرة التاسعة : غياب أموال طائلة يمكن أن تصرف في كثير من المصالح الدينية والدنيوية .
الثمرة العاشرة : جريمة الزنا دَيْن يحمله الزاني , ليوفيه مستقبلا في أهله :
إن الزنا دَيْن إذا أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
الثمرة الحادية عشر : ضعف إرادة الخير والصلاح تدريجيا في القلب , وسيطرة المعصية عليه , حيث يصبح عبدا لشهوته , أينما توجهه توجه , أراد التحرر من القيود الدينية الاجتماعية فنال حرية كحرية ببغاء محبوس في قفص ذهبي أو *** مربوط بسلسلة ذهبية
الثمرة الثانية عشر : غضب الله ومقته , وحلول المصائب والآفات , وعدم البركة في المال والعمر والأولاد .
الثمرة الثالثة عشر : مقت الأقربين والأرحام , لتضييع الحقوق , وعدم الاكتراث بالمسؤولية .
وصدق الله حيث قال 🙁 ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
وليت شعري كيف يبني أمة شباب تقلب بين أحضان البغايا , وفرش المجون , أم كيف يرفع شأنها شباب يقلب طرفه في نحور الفاسقات أكثر مما يقلبه في المصحف , ويرتاد تجمعات الفتيات أكثر من ارتياده المسجد ؟؟!!!
ولكن هكذا تكون الحال عندما يسجد العقل للشهوة , ويسبح بحمدها .
والي لقاء قريب
احمد
<embed width="388" height="170" src="http://www.brooog.com/sign/iamthink.swf" type="application/x-shockwave-flash">
وسدد خطاك لنشر كل ما هو مفيد..
ويحفظك من هذه الامور
اللهم نور قلوبنا بالإيمان
على الراد يابومحمد
وبارك الله فيك
على الراد
ومشكورين على الرد ياalhamra وياسراااب
وهناك المزيد