عمليات التجميل تحت جراح السكاكين وخدش العفة وضياع الدين
قال تعالى :
{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} (138) سورة البقرة
أما بعد :
عندما تصبح الشهوة بمفهومها العام هي الدافع للوجود الإنساني، وحينما يعيش المرء لا يعيش إلا لنفسه، ويجسد كل قدراته لعبادة ذاته، وعندما يمتلك كل شيء إلا الدين والأخلاق، نعلم حينئذ أنه فقد كل الأشياء .
قال تعالى : {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} (43) سورة الفرقان
ورحم الله الشاعر :
وكل **ر فإن الله يجبره…. وما ل**ر قناة الدين جبران
ولو تذكر ذلك الإنسان المسكين الذي أنساه انشغاله بتجميل وجهه من تلك التجاعيد والعمل على رشاقة جسده لشغلها في معصية الله، وشفط الدهون، ونفخ الصدور، وحلق اللحى، وكشف عورات، وتصغير أنوف.
فلو تذكر أكل الدود وما سيؤول الأمر إليه بعد النزول باللحود !!
أو تفكر يوم انتقاله من السعة إلى الضيق وخيانة الصاحب والرفيق، وهجر الأخ والصديق، وتغطيته من بعد اللحاف بالمدر والتراب.
وللمرء يوم ينقضي فيه عمره………. وموت وقبر ضيق فيه يولج
ويلقى نكيرا في السؤال ومنكرا ……… يسومان بالتنكيل من يتلجلج
لما كان هذا حال كثير من هؤلاء الناس ، ولكنه إتباع الهوى والرضا بكيد الشيطان .
قال تعالى : {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} (119) سورة النساء
فقد ضاعت حقيقة الدين عند ذلك الصنف من الناس وأفقدهم ذلك الشعور بالإحساس، وخدشوا العفة، وجرحوا مكارم الأخلاق.
هي الأخلاق تنبت كالنبات ……. إذا سقيت بماء المكرمات
فكيف تظن بالأبناء خيرا ……….. إذا نشأوا بحضن السافلات
حتى أن المرأة الجاهلية الحرة كانت أكثر صونا منهم للأعراض، وحفظا على مكارم الأخلاق وكان مثلها العالي ( تموت الحرة ولا تأكل بثديها )، ودفع الأشراف من الرجال على وأد بناتهن خوفا من العار.
وقد أصبح المال أكرم من العرض عند بعض أبناء هذا الزمان ؟؟!!! .
فاشترى هؤلاء كل رخيص وباعوا كل ثمين .
قال تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران
وما علم هؤلاء أن الدنيا أربعة أشياء :
قد أولع الناس في الدنيا بأربعة……… أكل وشرب وملبوس ومنكوح
وغاية الكل إن فكرت فيه إلى…….. روث وبول ومطروح ومفضوح
إن الدين الإسلامي لم يحرم على المرء الاعتناء بمظهره بتحسين ملبسه أو نظافة جسده بل حث على هذا في أكثر من موضع فإن الله جميل يحب الجمال ودعا إلى الطهارة في اليوم والليلة على الأقل خمس مرات وجاء في الحديث " إن الله يحب أن يتزين له "
ولكن المنهي عنه انشغال المرء بنفسه بتزيينها حتى تكون همه وشغله الشاغل ، لذلك جاء التحذير من النبي صلى الله عليه وآله وسلم " بالترجل إلا غبا ".
ونهى الله عز وجل عن تغيير خلقه الذي خلقه للإنسان وجعل ذلك من مكايد الشيطان،
قال تعالى : "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا" (119) سورة النساء
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم **** المتنمصات والمتفلجات للحسن اللآتي يغيرن خلق الله " . رواه البخاري ومسلم
وعمليات التجميل بالشرع تقتصر على من حصل له تشويه كحرق أو ما شابه ذلك فله أن يقوم بمثل تلك العمليات ليعود على ما كان عليه وليس له أن يعمل على تغيير أصل ما خلقه الله عليه.
سئل الشيخ *** عثيمين رحمه الله :
ما الحكم في إجراء عمليات التجميل ؟ وما حكم تعلم علم التجميل ؟
الجواب :
التجميل نوعان
النوع الأول : تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره ، وهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفا من ذهب .
والنوع الثاني : هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن وهو محرم لا يجوز ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب .
أما بالنسبة للطالب الذي يقرر علم جراحة التجميل ضمن مناهج دراسته فلا حرج عليه أن يتعلمه ولكن لا ينفذه في الحالات المحرمة بل ينصح من يطلب ذلك بتجنبه لأنه حرام وربما لو جاءت النصيحة على لسان طبيب كانت أوقع في أنفس الناس .ا.هـ. فتاوى إسلامية (4/412) .
والناظر إلى أحوال الناس في هذا العصر يجد أن الأمر لم يقتصر على تجميل المرء لنفسه بل تعدى هذا الأمر بشكل فاضح تفا*** بظهور العورات وتجميلها افتنانا للرجال والنساء ، وعرضها لكل الناس .
رذيلة ما بعدها رذيلة وسقوط وانحطاط وانحلال ما بعده من انحلال ؟؟!!! .
بدلا من أن يعمل ولاة المسلمون !!! على حفظ الأعراض، وصون الدين من هؤلاء السفلة المطربين والمطربات أخذوا بالمتاجرة بأعراض بناتنا وأولادنا ، ليتركوا المجال مفتوحا لهؤلاء الأراذل لفساد أخلاقهم وضياع عقيدتهم أظهروهم على شاشات التلفاز وقد أظهرت الراقصة والفنانة السافلة صدرها بعد عمليات التجميل لتزيد من الإغراء وفساد الأخلاق وما يلبث إلا أن يرتمي بحضنها سافل آخر يقبلها بدون حياء أو يجلس على فخدها بدون استحياء ويضع شفته على رقبتها ويده ..!!!! لا …. لا …. لا أريد أن أكمل …لا أريد أن أقول !!! فالكل يعرف ما ستؤول إليه الأمور
فيا دعاة الإرجاء ؟؟!!! .
ويا جامية القرن الواحد والعشرين ؟؟!!! .
هل هؤلاء هم الولاة الذي جاء فيهم الحديث على أن من لم يبايعهم مات ميتة جاهلية ؟؟!!! .
ولكن لا أقول ؟ إلا ، قبح الله تلك الأفهام والعقول .
يا أيها المسلمون :
هل أصبح الواحد منا كالبعير ؟؟!!! لا غيره ولا شعور.
يترك زوجته أو ***ته تذهب إلى عمليات التجميل ليكشف عن صدرها ويضع يده على شفتيها
هل فقدتم الغيرة ؟! هل انعدم عندكم الشعور ؟! هل أصبحتم ديوثين ؟!هل ضاع منكم الإيمان ؟!
لا يجوز للمرأة أن تظهر بهذا أمام النساء فكيف بالرجال !!!
" إن الله يغار ، والمؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتى محارمه "
قال المناوي في فيض القدير : وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيره فالمؤمن الذي يغار في محل الغيرة قد وافق ربه في صفة من صفاته ، ومن وافقه في صفة من صفاته كانت تلك الصفة بزمامه وأدخلته عليه وقربته من رحمته "
فأين هذا منكم يا من حرمتم الشرف والغيرة والعرض والدين وأنتم قد قبلتم بتكبير صدور نسائكم ونفخ شفايفهن لتبرز للأجانب يتصورونها ويتغزلون بجمالها ويتحسسونها ؟؟!!! .
وانظر يا بارد القلب ويا بليد الإحساس غيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت تدعي محبته وأنت تظهر مفاتن زوجتك للرجال ؟؟!!! .
ففي قصة سعد بن عبادة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه ، والله أغير منا "
قال *** القيم في روضة المحبين :
" فمحب الله ورسوله يغار لله ورسوله على قدر محبته وإجلاله وإن خلا قلبه من الغيرة لله ورسوله فهو من المحبة أخلى وإن زعم أنه من المحبين فكذب من أدعى محبة محبوب من الناس وهو يرى غيره ينتهك حرمة محبوبه وهو لا يغار وقلبه بارد فكيف يصح لعبد يدعي محبة الله ولا يغار لمحارمه إذا انتهكت وإذا ارتحلت هذه الغيرة من القلب ترحلت منه المحبة بل ترحل من الدين وإن بقيت فيه آثاره
وهذه الغيرة أصل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي الحاملة على ذلك فإن خلت من القلب لم يجاهد ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر ، وقد جعل الله علامة محبوبه الجهاد
قال تعالى : " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (54) سورة المائدة . انتهى .
واسمع يا صاحب عمليات التجميل لزوجتك وبناتك قول الشاعر صاحب الغيرة والشرف وهو يقول :
إني أغار عليك من عينيك …. من بائعات الورد في خديك
وإني لأتذكر أثرا عن علي رضي الله عنه يذكر فيه غيرته من السواك الذي مع فاطمة رضي الله عنها
ومع هذا وذاك
نجد من أبناء المسلمين من يتهافتون على فعل ذلك والمتاجرون بالأعراض لا هم لهم إلا قبض المال !!! .
وولاة المسلمين يشجعون ولا يمنعون !!! .
ودعاة الإرجاء يصفقون لهم ويهللون !!! .
لقد ذكرت بعض الإحصائيات أن الإقبال على عمليات تجميل الأنف في احدى الدول الإسلامية في تزايد واضح، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد عمليات شفط الدهون وتكبير الصدر. و إن هذا التزايد يكثر في الفئة العمرية من 19 إلى 30 عاماً، مشيراً إلى أن الفئة العمرية بين 19 وإلى 34 عاماً تخضع لحوالي 30 في المائة من مجموع العمليات التجميلية التي تجرى ، بينما تخضع ما نسبته 44 في المائة من هذه العمليات، في الفئة العمرية من 34 إلى 50 عاماً.
وذكرت إحصائية أن حجم ما تنفقه المرأة على الماكياج وعمليات التجميل والتخسيس (160) مليار دولار سنوياً,
وأخيــــــــــــــــرا …………
لا أملك لإخواني وأخواتي غير هذه الكلمات أنصحهم فيها مشفقا عليهم من عذاب الله وشدة نقمته لعلهم يتوبون إلى الله ويرجعون عن غيهم كلمات للشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله فلعلها تجد قلوبا صاغية وآذانا واعية تنفعنا وتنفعهم في الدارين
قال رحمه الله :
فلو رأيت المعذبين وقد أكلت النار لحومهم ومحت محاسن وجوههم واندرس تخطيطهم فبقيت العظام محترقة مسودة وقد قلقوا من شدة تكرر العذاب الأليم
قال تعالى " {وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ} (50) سورة الحجر "
وهم ينادون بالويل والثبور ويصرخون بالبكاء والعويل
قال الله تعالى " {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} (37) سورة فاطر"
فلو رأيتهم لذاب قلبك فزعا ورعبا من سوء خلقهم ولخرجت روحك من نتن رائحتهم فكيف لو نظرت لنفسك وأنت فيهم وقد زال من قلبك الأمل والرجاء ولزمك القنوط والإياس فمثل لنفسك لعلك أن تتأثر فتستعد للقاء الله .
منقول للكاتب / أحمد بوادي
الله يعين …
فلو تذكر أكل الدود وما سيؤول الأمر إليه بعد النزول باللحود !!
هذي الحقيقة اللي غايبة عن الكل و يحاول البعض تجاهلها
هل فقدتم الغيرة ؟! هل انعدم عندكم الشعور ؟! هل أصبحتم ديوثين ؟!هل ضاع منكم الإيمان ؟!
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم …
و الله يقشر الجسد من الوصف فكيف بالواقع ؟؟؟
استغرب ممن يدعي العفة الغيرة و الشرف و الأخلاق بان يسمح لغيره بأن يطلع على عورة زوجته … أليست له وحده، أليست زوجته ؟؟؟ إذاً هي لزوجها لا لغيره ليطلع عليها و يدقق في تفاصيل جسدها ، فكيف بمن يمسك المشرط و يلمس الجسد … و الله ثم و الله أنني رأيت ما يقشعر له البدن و يذوب له الوجه من الحياء و لا استطيع ان اصفه … كيف يعبث أؤلئك الأوغاد بجسد المراة و هي غائبة عن الوعي و تحت تأثير التخدير … لا استطيع ان اصف ما أريت … و لكن همسة لكل غيور … حافظ على زوجتك فهي أمانه تسأل عنها يوم القيامة …
يزاك الله خير اخويه على النقل و بارك الله فيك …